تفاصيل مثيرة عن شراكات أمنية سرية بين “إسرائيل” ودول عربية كالسعودية

 

الرياض – خليج 24| نشر ضباط عسكريون إسرائيليون تفاصيل مثيرة جوانب سرية تتعلق بشراكات بين “إسرائيل” مع دول عربية أقدمت على تطبيع العلاقات سرًا وعلنًا.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنهم قولهم إن التعاون الاستخباراتي يتم عبر قسم التعاون الدولي بجهاز الاستخبارات العسكرية- أمان.

وأشاروا إلى أنه مكلف بتعزيز العلاقات الخارجية، وإنشاء علاقات جديدة مع قوى وأحلاف عسكرية موازية بدول أجنبية هدفها تشكيل تحالف عسكري.

وقال الخبير العسكري بموقع واللا أمير بوخبوط إن العلاقات السرية تتمحور في جانين استخباري وعسكري عبر مقابلات مع ضباط منخرطين فيها.

وبين أن منهم “المقدم “أ”، الذي أدى أدورا متنوعة بقسم العمليات الخاصة باستخبارات “إسرائيل”، وهو نظام سري بالكامل.

وأوضح بوخبوط أنه وبعد انضمامه لأمان قبل 5 سنوات، فإنه اليوم رئيس فرع الشراكات الإقليمية مع الدول العربية التي لا يكشف تفاصيل الشراكات.

وقال إن “الفرع الجديد وُلد قبل عام بعد توقيع اتفاقيات التطبيع لتوسيع التعاون الاستخباراتي والعملياتي في الشرق الأوسط”.

ونبه إلى أن هناك فروع أخرى مسؤولة عن مناطق جغرافية مثل أوروبا وأمريكا يشتغل فيها أمان مع الموساد وتحديد الروابط السرية.

وذكر أنه أوكل لها مهمة بناء البنية التحتية لهذه الاتصالات مع وكالات الاستخبارات في البلدان المذكورة”، بحسب التقرير.

وبسبتمبر 2020 وقعت الإمارات والبحرين اتفاقية التطبيع أبراهام مع “إسرائيل”، ومنذ ذلك الحين يتسارع نمو علاقتهم.

وقال معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن التعاون الأمني السري ارتفعت وتيرته بين السعودية و”إسرائيل” مؤخرًا.

وقال المعهد في دراسة له إن اتفاقيات أبراهام للتطبيع رفعت من خيارات المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية.

لكن الأداء السابق للتحالفات العربية وخاصة السعودية يجب جعله صناع السياسة حذرين بشأن توقع عديد التحالفات الجديدة، وفق المعهد.

وبينت الدراسة أنه تغير الكثير في الشرق الأوسط بعامين أعقبا توقيع “اتفاقيات أبراهام”.

وذكرت أن هذه البيئة الإقليمية المتحسنة بدورها الدول العربية الأخرى –بينها تلك التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية.

وأوضحت أنه لا تزال من الناحية المنطقية “في حالة حرب” مع “إسرائيل”– على التصرف بالمثل والانخراط [في اتفاقيات]، حتى لو سرًا.

وقال المعهد إنه لطالما كان التعاون مصلحة أمريكية، لكن الحاجة إليه بات أكثر إلحاحاً مع “التحول نحو آسيا” والطلبات المتزايدة على الجيش الأمريكي وخطر إيران.

واجتمعت القيادة المركزية الأمريكية بمارس الماضي مع مسؤولي الدفاع في السعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات والبحرين و”إسرائيل” بشرم الشيخ.

فيما قالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية إن حالة العداء بين السعودية وإسرائيل انتهت بلا رجعة مع سياسات ولي عهدها محمد بن سلمان الذي يعمل على فرض التطبيع تدريجيًا.

وذكرت الوكالة الشهيرة أن ولي العهد يستخدم الدافع الاقتصادي القوي للترويج للعلاقات بين السعودية وإسرائيل في الوقت الراهن.

وأشارت إلى أن ذلك لدرجة أن “إسرائيل” والسعودية لم يعودا بحالة “عداء”، رغم أن علاقاتهما “لا يمكن وصفها بالصداقة”.

وذكرت “بلومبرغ” أن العلاقات السعودية الإسرائيلية تنامت علنيًا، وتظهر أحداثا “لم يكن من الممكن تصورها منذ وقت ليس ببعيد”.

وقالت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية إن تطبيع العلاقات بين السعودية و”إسرائيل” سيستغرق سنوات عديدة، لأن الناس (مواطني ومقيمي المملكة) مليئين بالكراهية هناك.

واستدرك الصحيفة بتقرير تخلله شهادات عن الإسرائيلي بروس غوفارين الذي دخل أرض الحرمين مؤخرا، بأن ولي العهد محمد بن سلمان يعمل على تغيير هذا بالمملكة.

وأشارت إلى أن الشركات الإسرائيلية العاملة في السعودية لا تعمل باسم وهوية إسرائيلية، لأنها تمر عبر شركات أخرى مسجلة في مكان آخر.

وذكرت الصحيفة أن إحدى الشركات الإسرائيلية في السعودية تعمل في مجال زراعة الحمضيات، وشركة تقنية أخرى تتعامل بمجال تنقية المياه.

فيما قالت مؤخرًا إن “إسرائيل” لا تزال من المحرمات في مدينة جدة السعودية الساحلية، رغم تصاعد مؤشرات التطبيع بين الجانبين.

ونقلت عن مراسلها الذي يزور العاصمة السعودية الرياض يعقوب مجيد إنه و “في جدة لا تزال إسرائيل من المحرمات”.

وأشار إلى أن الطريق إلى التطبيع مع السعودية غير ممهد، إذ “لايزال المجتمع يحمل أفكاراً معادية نحو “إسرائيل”.

فيما قال معهد واشنطن الأمريكي لسياسة الشرق الأدنى إن استطلاعاً حديث للرأي يبيّن تزايد عدد الخليجيين الذين يرفضون التطبيع مع “إسرائيل”.

وذكر المعهد في أحدث استطلاع رأي له أن هذه النتائج تسببت بخيبة أمل غير متوقعة لدى الباحثين في المركز.

وبين أن أكثر من 80% من السعوديين لا يوافقون على السماح بإنشاء علاقات تجارية أو رياضية مع “إسرائيل”.

وأشار إلى أن أكثر من ثلثَي المواطنين في البحرين والسعودية والإمارات ينظرون إلى “اتفاقيات إبراهيم” بشكل سلبي.

كما كشف أحدث استطلاع بريطاني للشارع في السعودية عن رفضه الشديد للتطبيع مع إسرائيل، تزامنًا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي جو بايدن.

فقد أجرت صحيفة “فايننشال تايمز” لقاءات واستطلاعات رأي مع مواطنين سعوديين أبدوا رفضها التام لإبرام أي تطبيع مع “إسرائيل”.

وأكدت أن الحديث عن تطبيع العلاقة مع “تل أبيب” يثير شكوك المجتمع السعودي، إن لم يكن العداء الصريح.

وقالت الصحيفة: “بشارع مزدحم بالمطاعم في الرياض، سألنا مواطنا سعوديًا عن رأيه بالتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي”.

وجاء رده: “أنا أعارض أي شيء له علاقة بإسرائيل، حتى لو كان هناك فوائد من التطبيع، يمكننا العثور عليها بمكان آخر، إنها مسألة مبدأ”.

فيما قال موقع “انترسبت” الأمريكي إن فكرة التطبيع لا تحظى بشعبية كبيرة داخل المملكة العربية السعودية، إذ أن الشعب السعودي غير مقتنع بموقف حكومته من إقامة علاقات مع “إسرائيل”.

وذكر الموقع في تقرير أن ذلك حتى مع تبريرات المسؤولين بشأن شرط حصول الفلسطينيين على حقوقهم، مؤكدين أنها بين الحكام المستبدين فقط، وليس مع الشعوب العربية.

ونقل عن مسؤول في المخابرات الأمريكية قوله إن “التقييم الدائم لموقف الشعب السعودي يشير إلى أنه لا يؤيد التطبيع مع إسرائيل، لكن ليس لديه صوت”.

تطبيع الشعب السعودي

وأشار إلى أنه “في منطقة يسيطر عليها المستبدون غير المنتخبين، غالباً ما يتم تجاهل إرادة الشعوب”.

فيما قال المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (JINSA) إن ابن سلمان منخرط في جهد ثابت على مدى عدة سنوات لتغيير الرأي العام السعودي تجاه إسرائيل.

وأوضح المعهد في تقرير إن جهده عملية تدريجية بتصريحاته العامة، ووسائل الإعلام، وتغيير الكتب المدرسية، ومشاريع التواصل بين الأديان”.

وأكد أن حسابات ابن سلمان تأثرت فيما يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، مع وجود معارضة سعودية صريحة، ومخاطر سياسية داخلية.

وبين المعهد أن العائلة المالكة تسعى لمنعه من صعود العرش، بمجرد انتهاء عهد الملك سلمان، كل ذلك جعله يعيد النظر قبل إعلان عن التطبيع.

وذكر أن ابن سلمان يدرس أكواماً من البيانات واستطلاعات الرأي ويراقب وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة موقف الشعب السعودي تجاه سياساته.

وأشار المعهد إلى أن ذلك “بعد الحفلات الموسيقية ذات الطابع الغربي والسماح بالاختلاط بين الشباب بدون قيود دينية واجتماعية”.

وبين أن ابن سلمان هو صانع القرار فيما يتعلق بقضية التطبيع مع إسرائيل، ويُعرف بازدرائه للقيادة الفلسطينية بشكل خاص.

وأوضح المعهد أنه “يثير استياء الفلسطينيين بنفي حقهم التاريخي من خلال اعترافه بإسرائيل”.

ابن سلمان يعترف بإسرائيل

وامتدح السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة دور غولد ولي عهد السعودية محمد ابن سلمان، مؤكدا أن الأخير مهد الطريق لمملكة جديدة.

ونشر غولد مقالًا تحت عنوان “لم تعد السعودية مملكة كراهية”، ويمدح فيه ولي العهد الشاب.

وقال إن “ابن سلمان مهد الطريق لمملكة جديدة، طريق يتعاون فيه السعوديون والإسرائيليون المتشابهون في التفكير”، وفق تعبيره.

يذكر أن غولد كتب في عام 2003 كتابًا بعنوان: “مملكة الكراهية: كيف تدعم السعودية الإرهاب العالمي الجديد”

يسيء في الكتاب إلى الإسلام والقرآن ويتنقد السعودية ويتهمها بالإرهاب.

لكن غولد الذي يشغل منصب رئيس مركز القدس للشئون العامة أيضا غير سلوكه تجاه ابن سلمان.

وقال إنه قائد واعد لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب.

وأضاف جولد في مقابلة تلفزيونية: “اعتقد ان ابن سلمان هو أحد القادة الواعدين في الشرق الأوسط منذ عدة سنوات”.

وأكمل: “ربما مع قيادة ابن سلمان للسعودية والجهود من جانبنا يمكننا وضع مرحلة مختلفة لمنطقة جديدة”.

السعودية ترفض التطبيع

وكشفت صحيفة إسرائيلية شهيرة عن تفاصيل جديدة بشأن التعاون الأمني السعودي الإسرائيلي الذي تعزز منذ وصل محمد بن سلمان إلى سدة الحكم.

وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إنه يمكن القول إن التعاون الأمني السعودي الإسرائيلي لا يزال على المسار الصحيح.

وبينت الصحيفة أن ذلك من خلال ملاحظة تغطية قناة العربية السعودية المتفهمة للرد العسكري الإسرائيلي.

وأشارت أيضًا إلى امتناع ابن سلمان عن الإدلاء بأي تعليق علني حول ما حدث في غزة.

 

للمزيد| صحيفة تكشف: التعاون الأمني السعودي الإسرائيلي يسير بحرفية

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.