القدس المحتلة- خليج 24| حذرت مؤسسة فلسطينية مختصة بشؤون القدس من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة باستغلال شخصية مشبوهة للانتخابات الفلسطينية المقبلة للسيطرة على المشهد بالمدينة المحتلة.
وقالت مؤسسة القدس الدولية في بيان لها “نحذر من محاولة إماراتية لاستغلال الانتخابات التشريعية القادمة”.
ونبهت إلى مساعي الإمارات للسيطرة على المشهد السياسي في القدس وتقديم الخدمات للمحتل فيها تنفيذاً لـ”اتفاق أبراهام”.
وأوضحت أنه تجري في المدينة المحتلة وفي كواليس نخبتها السياسية والوطنية محاولة إماراتية لاستغلال الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقبلة.
وذكرت ذلك يتم بترشيح قائمة موحدة باسم “القدس أولاً”، تسوق لأجل تشكيلها مقدمات وطنية تتعلق بتهميش المدينة على مستوى السلطة الفلسطينية.
ويتزامن هذا مع وجود هجومٍ صهيوني محموم لتبرر الحاجة إلى تشكيل مرجعية موحدة للقدس.
وتهدف الإمارات للتعامل مع الكتلة النيابية الموحدة للمجلس التشريعي كأنها هذه المرجعية الموحدة.
ولذلك وصفت مؤسسة القدس هذه المحاولة ب”الخطيرة”.
وحذرت من أن سري نسيبة مسؤول ملف القدس السابق صاحب هذه الدعوة فبادر إليها برسالة وزعت على النخب المقدسية يوم 12-2-2021″.
وبينت أن نسيبة هو صاحب وثيقة (نسيبة-أيالون) الشهيرة التي وقعها مع عامي أيالون صيف 2002 في ذروة العدوان على الشعب الفلسطيني.
وأقرت الوثيقة القدس عاصمةً لدولتين ومبدأ تبعية الأحياء فيها بحسب الأغلبية السكانية.
ونوهت إلى أنها واحدة من مبادرات كثيرة اتخذها الاحتلال منصة للتقدم والقفز إلى المزيد من التهويد والاستيطان.
كونها ضمنت قبولاً فلسطينياً بما كان قائماً فراحت تمضي إلى ما بعده.
ونبهت مؤسسة القدس إلى أن نسيبة أحد مؤسسي نهج (أوسلو) الذي وضع المدينة المقدسة في ذيل الاهتمامات.
ولفتت إلى أنه في شهر 12-2018 أسس نسيبة مجلس القدس للتطوير والتنمية الاقتصادية.
وقالت “جاء تأسيسه انطلاقاً من منحة مقدارها 12 مليون دولار من صندوق أبو ظبي للتنمية”.
وبينت أنها “أموال أُنفقت على مدى السنتين الماضيتين لتضمن تبعية المؤسسات الأهلية المقدسية للممول الإماراتي”.
وكشفت أنه استغل الحصار الصهيوني والأمريكي على مؤسسات دعم الصمود وتجريم الرباط والمؤسسات التي طالما رفدت القدس بأسباب الدعم.
وأكدت أن هذا المال لم يكن خيريًا ولا مجانياً، بل أفصح عن هدفه بعد أقل من عامين من تخصيصه.
ونبهت إلى أن ذلك كان حين وقّعت الإمارات “اتفاق أبراهام” الذي جعل تهويد الأقصى في قلب أهدافه.
وأضافت “فتبنى التعريف الصهيوني له عبر اختزاله بالمسجد القبلي فقط، والتعامل مع ساحات الأقصى على أنّها مساحة مفتوحة لجميع الأديان”.
وأوضحت أن هذا التعامل جاء “تأسيساً للتقسيم ولصلاة المتطرفين الصهاينة فيه، ومن ثم اقتحام وفودها الأمنية للأقصى على هذا الأساس بأكتوبر 2020”.
وبينت مؤسسة القدس أن ذلك جاء “بعد أن وصلوا ساحة البراق بسيارات جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك”.
وأردفت “اعتقل إثر اقتحامهم عدد من المقدسيين”.
ولفتت لمشاركة وفدٌ أمني إماراتي آخر بـ12-2020 على منصة الاحتفال مع الحاخامات الصهاينة بساحة البراق بعيد الأنوار العبري.
ونوهت إلى أن محاولة استخدام الملاءة المالية لتقديم خدماتٍ للصهاينة في القدس ليست نهجاً جديداً على القيادة الإماراتية الحالية.
وأعربت المؤسسة عن أسفها من ذلك، مضيفة “ثبتت تلك المحاولات في أكبر صفقات تسريب العقارات المقدسية في سلوان”.
وأشارت إلى صفقة تسريب عقار جودة الحسيني في عقبة درويش، وفي مبادرات استثمارية تتوالى الأنباء عنها للاشتراك مع الصهاينة.
وذلك في تهويد المدخل الشمالي للقدس القديمة في مشروع وادي السيليكون الجديد، أو في مشروعات فندقية بحي الشيخ جراح.
وأكدت أن الاحتلال يسعى بكل السبل إلى تهجير سكان حي الشيخ جراح في هذه الأيام.
وبناء عليه، أكدت المؤسسة أن الدعوة إلى تشكيل قائمة “القدس أولاً” تشكل تتويجاً سياسياً لهذا الإنفاق المالي.
وأضافت “يضع الإمارات في موقع المتحكم بالمرجعية المقدسية، ويسمح للقيادة الإماراتية بجعلِ القدس ميدانَ إسداء خدمات التطبيع والتحالف للصهاينة”.
وأردفت “هذه دعوة تسوق مقدماتٍ محقّة لتأخذ القدس إلى الهاوية، وهذه الأجندة التي لم تعد سرية بعد “اتفاق أبراهام”.
وبينت أن هذه المبادرة تجعل أقرب إلى “أورشليم اليهودية أولاً” في خطورتها ومآلها السياسي.
ووفق المؤسسة “لقد حاول أصحاب تلك المبادرة الزج باسم آل الحسيني لتوظيف رصيدهم النضالي فيها”.
وأوضحت أنها تقترح وضع أبناء القائد الراحل فيصل الحسيني رحمه الله في واجهتها.
ونبهت إلى أن هذه محاولة استغلالٍ رخيصة لرصيد هذه العائلة التي قدمت الشهداء العظماء.
وتابعت “كانت عبر تاريخها الزعامة التقليدية الأقرب إلى نبض الشعب الفلسطيني وتطلعاته ودفعت ثمن ذلك دماءً وتضحيات”.
وشددت المؤسسة على أن معركة التصفية الوجودية الشاملة التي يخوضها المحتل اليوم على القدس توجب مواجهة شاملة توحد المقدسيين.
وذلك على خيار الصمود والمقاومة وهذا هو المخرج الأساس رغم صعوبته.
ووفق المؤسسة “لنتذكر جميعاً أن المحتل سبق له أن همش كل ممثلي المدينة بالمجلس التشريعي وسحب بطاقات إقامتهم الزرقاء ومنعهم من دخولها”.
وأردفت “سبق له كذلك إلغاء كل الرموز السيادية بالقدس وضربها، من إعاقة المحافظ عن العمل والاعتقال المتتالي لوزيرها”.
ولفتت كذلك لإغلاق بيت الشرق وعدد كبير من المؤسسات ثم إغلاق مكتب تلفزيون فلسطين ومكتب التربية والتعليم والمركز الصحي العربي.
وفي ختام بيانها، حذرت المؤسسة من هذه المحاولة وخطورتها، داعية النخبة المقدسية إلى عدم التعاطي معها وإهمالها.
كما دعت جماهير القدس إلى إفشالها، والفصائل الفلسطينية كافة للتنبه إلى ما يحاك للقدس من مؤامرة خطيرة.
ونبهت إلى أن هذه المؤامرة تريد استغلال الانتخابات التشريعية المقبلة.
وقالت “مسؤوليتهم التاريخية عن مواجهة صفقة القرن لم تنتهي، وصفقة القرن ما تزال خطراً ماثلاً”.
وأضافت “وما “اتفاق أبراهام” إلا أحد مسارات تنفيذها”.
كما دعت المؤسسات الأهلية المقدسية إلى مقاطعة مجلس القدس للتطوير والتنمية.
وأردفت “مهما كانت آثار الحصار والإفقار والملاحقة فلا يجوز أن نسمح لها أن تكون عنواناً لتسليم إرادتنا لمن باتت نواياه واضحة ومعلنة بالتحالف مع المحتل”.
وشددت على أن “اتفاق أبراهام يتحدث عن نفسه، وعن الموقعين عليه”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=12546
التعليقات مغلقة.