تصاعد عمليات الإعدام في السعودية يثير غضبًا دوليًا

بروكسل – خليج 24| دان الاتحاد الأوروبي تصعيد السلطات السعودية من عمليات الإعدام وتطبيق العقوبة على 15 شخصًا في المملكة منذ بداية مارس الجاري، وأبرزها قضية تتعلق بجرائم تتعلق بالمخدرات.

وعارض الاتحاد في بيان بشدة عقوبة الإعدام في جميع الأوقات وفي جميع الظروف.

ووصف هذه العقوبة بأنها “قاسية ولا إنسانية لا تعمل كرادع للجريمة وتمثل إنكارًا غير مقبول لكرامة الإنسان وسلامته”.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بأنه سيواصل العمل من أجل إلغاء عقوبة الإعدام في البلدان القليلة المتبقية التي ما زالت تطبقها وبمقدمتها السعودية.

وتصاعد مؤخرا تطبيق إعدام قاصرين في السعودية، لتنسف الوعود المقدمة بشأن وقف تنفيذها.

فيما قال المعارض السعودي البارز سعيد بن ناصر الغامدي إن لديه معلومات مؤكدة عن قرب تنفيذ السلطات السعودية لحملة إعدامات واسعة ضد عدد كبير من معتقلي الرأي.

وكتب الغامدي الذي يشتهر بمصداقيه تسريباته عبر “تويتر”: “أنباء عن وجبة سلمانية جديدة من القتل لعدد من المعتقلين الذين ليس عليهم حدّ شرعي”.

وأشار إلى أن المعتقلين المهددين بالإعدام هم من المواطنين السنة والشيعة في السعودية.

وذكر المعارض السعودي أن توجيه ابن سلمان تعليمات لجهات أمنية سعودية بأخذ الأهبة لرادات الفعل الشعبية التي قد تنتج عن تنفيذ الإعدامات الواسعة.

ودعا لبذل كل مستطيع جهده بإيقاف تلك الحملة من الإعدامات.

فيما قالت تقارير حقوقية إن السلطات السعودية أصدرت أحكام إعدام جديدة نهائية بحق أربعة معتقلين في سجون المملكة سيئة الصيت والسمعة، رغم إعلانها وقف هذه العقوبة.

وذكرت التقارير أنه جرى الحُكم على محمد علي الشقاق، منصور سمير الحايك، مرزوق محمد ضيف آل فضل ورعد محمد ضيف آل فضل” بالإعدام.

وأشارت إلى أنه جرى الحكم 27 سنة سجن للمعتقل علي رضي منصور الحايكي، وورد ذكرهم من المعتقلين أمضوا في السجن 7 سنوات حتى تاريخه.

وفي 31 أكتوبر 2022، نفذ النظام السعودي الحكم رقم 1000 بعهد الملك سلمان بن عبد العزيز.

وأكدت المنظمة الأوروبية – السعودية لحقوق الإنسان انعدام الشفافية في تعامل النظام السعودي مع ملف الإعدام، وترهيب العائلات ومنع أي نشاط للمجتمع المدني.

ونبهت إلى أن ذلك يمنع الوصول لأرقام المهددين الفعليين.

وبالتالي، اعتبار أغلبية الأحكام التي نفذت لم ترصد مسبقًا من قبل منظمات حقوقية ولم تدقق بمدى عدالتها.

ورغم ذلك فالتفاصيل فيما يتعلق بالإعدامات الألف تظهر مدى الدموية التي تكتنفها.

وكشفت المنظمة الأوربية السعودية لحقوق الإنسان عن قفز نسب الإعدامات بالسعودية بنسبة ١١٩% خلال عام ٢٠٢٢ مقارنة بسابقه ٢٠٢١.

وذكرت المنظمة في تقرير بعنوان “الإعدام في السعودية ٢٠٢٢.. التكشف الدموي للحقائق”، شرحت أسباب القفزة المطردة استمرار التعسف بإصدار الأحكام.

وسلط الضوء على مناقضة الوعود الرسمية بالتوازي مع استخفاف تام بالتوصيات والانتقادات الدولية في السعودية.

وقالت المنظمة إن عدد أرقام الإعدامات المنفذة عام 2021، بلغ 67، بينما الزيادة مقارنة عام 2020، 444%.

وأشارت إلى أنه عدد أرقام الإعدامات المنفذة بحسب هيئة حقوق الإنسان الرسمية 27 حكما.

ووفق بيانات وزارة الداخلية، أعلنت السعودية تنفيذ 147 حكم إعدام، توزعت على عدة جنسيات.

وهي سعودي (114)، سوري (6)، يمني (9)، باكستاني (3)، أثيوبي (3)، مصري (3)، أردني (3)، إندونيسي (2)، نيجري (2)، فلسطيني (1)، ميانماري (1).

من بين المعدومين امرأة واحدة، من الجنسية الأثيوبية، قتلت بحد الحرابة.

وأكدت المنظمة أن الشفافية منعدمة بالتعاطي الرسمي مع ملف الإعدام مع غياب أي دور للمجتمع المدني، تصعب مهمة توثيق مسار القضايا والانتهاكات.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك، فإن تتبع المنظمة يبين نهجاً من الانتهاكات، يبدأ من الاعتقال وصولا إلى تنفيذ الأحكام وحجز الجثامين.

وأكدت المنظمة أن السعودية تصر على الاستخدام التعسفي والسياسي لعقوبة الإعدام مع واقع تحكم ولي العهد محمد بن سلمان بالقضاء.

ومؤخرا، عنونت شبكة ABC News الأمريكية موقعها الإلكتروني بتقرير اسمه “إراقة الدماء والأكاذيب في السعودية: مملكة ابن سلمان للإعدام”، عقب تصاعد جرائم النظام فيه.

وذكرت الشبكة في التقرير أن متوسط عدد الإعدامات في السعودية سجل ارتفاعا كبيرا منذ حكم ولي العهد محمد بن سلمان.

وبينت أن النظام القضائي في السعودية يكتنفه السرية؛ إذ لا تخطر الحكومة بكثير من الأحيان عائلات المحكومين بعقوبة الإعدام، ولا تعيد الجثث بذويها.

وقالت الشبكة إن ملامح العدالة في المملكة اختفت بعدما شجعت حكومات غربية ابن سلمان، وفشلت بمحاسبته على مقتل خاشقجي وعديد الجرائم والانتهاكات الأخرى.

ووصف عضو الكونغرس الأمريكي تيم كراين، ولي عهد السعودية الأمير الشاب محمد بن سلمان بأنه “قاتل” و”يديه ملوثة بالدماء”، مؤكدًا رفضه القاطع التعامل معه.

وعزا كراين في مقابلة متلفزة ذلك إلى تورط ولي العهد باغتيال الصحفي السعودي-الأمريكي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018.

وقال: “الشيء الوحيد الذي لن أفعله عقد اجتماع مع ابن سلمان في السعودية.. أعارض بشدة الفكرة بسبب تورطه الفاضح باغتيال خاشقجي”.

وأضاف كراين: “سأجلس معه فقط بعد محاسبته على تورطه بالجريمة.. فهو لديه بقعة دم على يديه ومجتمع استخباراتنا ومخابرات الدول الأخرى أكدوا ذلك”.

وتابع: “ما هي أكبر معركة بالعالم الآن؟.. كم من المستبدين سنتركهم يفلتون من العقاب”.

وأكمل: “نحن لا نحتاج (ابن سلمان من أجل البترول).. لا نحتاج النفط، ولدينا الكثير من الإنتاج الخاص بنا”.

وأوضح كراين: “يمكننا التعامل مع الملك أو وزير الخارجية أو التجارة لكن عندما يعتقد شخص ما أنه يشترينا ببراميله لا أريد التعامل معه”.

فيما وصفت خطيبة خاشقجي جولة ابن سلمان الأولى منذ جريمة اغتياله عام 2018، بأنها لن تغير من حقيقة أنه قاتل.

وكتبت خديجة جنكيز عبر حسابها في “تويتر” أنه “يحاول كسب شرعية سياسية خلال زياراته لدول أخرى، لكن ذلك لن يغير حقيقة أنه قاتل”.

وقالت: “زيارته لبلادي تركيا لا تغير حقيقة أنه مسؤول عن جريمة قتل.. ولم يعد جمال (خاشقجي) قصتي؛ فالنضال من أجل العدالة ليس نضالي وحدي”.

وأكملت جنكيز: “إنه نضال كل إنسان حر ومفكر. لا توجد علاقة دبلوماسية يمكنها أن تضفي الشرعية على هذا الظلم”.

يذكر أن ابن سلمان يقوم بأول جولة خارج الخليج منذ اغتياله الصحفي خاشقجي بقنصلية المملكة بإسطنبول في 2018.

يذكر أن تقرير للمخابرات الأمريكية اتهم ولي العهد بالموافقة على عملية قتل خاشقجي بأكتوبر 2018.

وانطلق ابن سلمان بجولته الإقليمية بزيارة لمصر، ثم الأردن، وصولا لتركيا للقاء رجب طيب أردوغان.

وأطلقت مجموعة حقوقية حملة ضد الإصلاحات الوهمية التي يقودها ولي عهد السعودية المتهور.

وتأتي الحملة لفضح ازدراء ابن سلمان للديمقراطية في وقت يصعد فيه من انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان.

وكتبت صحيفة “فريدوم فيرست” التي تتخذ من واشنطن مقراً لها في سلسلة من المشاركات المنشورة على تويتر “نذكركم أن ابن سلمان ليس مصلحًا حقيقيًا إنه قاتل”.

وأوضحت أن صندوق الثروة السيادي اشترى أسهماً بقيمة 500 مليون دولار في صناعة الترفيه.

وأضافت “لذلك نقول للناس من هو محمد بن سلمان حقًا، فالبعض في هوليوود ساعدوه بارتكاب جرائمه”.

وأكدت على وجوب منع هؤلاء الأفراد والمؤسسات من اتخاذ أي إجراءات أخرى تجاه مساعدة ولي العهد.

وأكدت المنظمة الحقوقية على موقفها الحازم والثابت هو إدانة ورفض كل الجهود الرامية إلى تلميع صورة ابن سلمان.

وفي 10 يونيو 2020، استأجر ولي العهد واحدة من أكبر شركات العلاقات العامة في العالم من حيث الإيرادات للمساعدة بتنظيف صورته الإجرامية.

كما تسعى الحملة للترويج لمدينته المستقبلية الضخمة (نيوم) التي تبلغ 500 مليار دولار أمريكي.

ودشنت مؤسسة Freedom First في أمريكا حملة إعلانات كبيرة لكشف حقيقة ولي عهد السعودية.

وتتضمن الحملة التي أطلقت خلال حفل جوائز Emmys2021، تحذيرًا للناس بأنه ليس مصلحًا إنما هو قاتل بارد.

وتدعو بشكل جاد لرفض تبييض صورة ابن سلمان في أفلام “هوليود” الشهيرة.

وقال موقع “القنطرة” الألماني الإخباري إن ولي عهد السعودية يستخدم أسلوب “الخبزة والسيرك” لتتبييض صورة الرياض عالميا.

ووصف الموقع واسع الانتشار أن الفعاليات الرياضية في السعودية بأنها “مجرد أداة” للغسيل الرياضي.

وأشار إلى أن ابن سلمان لجأ إلى ذلك عقب الانتقادات الحادة التي تعرضت لها إثر السعودية قتلها المروع للصحفي جمال خاشقجي.

وأوضح أن الفعاليات الرياضية قادت لفترة طويلة وجودًا غامضًا في صنع السياسة الرياضية السعودية.

وذكر أن هذه الفعاليات شهدت تحولًا بعهد ولي عهد السعودية التي أخذها كأداة لتعزيز نفوذ المملكة.

وبين الموقع أن أحد الفعاليات الرياضية وهي كرة القدم التي لم تعد بالنسبة لابن سلمان مجرد رياضة لكنها وسيلة لتبييضه بالساحة الدولية.

ونوه إلى أن السعودية استثمرت مليارات الدولارات أكثر في هذه الأحداث الرياضية في سبيل “الغسيل الرياضي”.

وأكد الموقع أنها فرصة ابن سلمان لتجديد صورة الرياض المهزوزة بسبب سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، وحرب اليمن واغتيال خاشقجي.

إقرأ أيضا| فريدوم فيرست: ابن سلمان ليس مصلحا حقيقيا إنه قاتل

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.