عبرت الولايات المتحدة وأوروبا عن مخاوفهما من تصعيد روسيا لحربها الهجينة، وذلك بعد استخدام أوكرانيا لأول مرة لصواريخ أمريكية بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا، وذلك في تطور جديد على الساحة الجيوسياسية.
وقد أبدت وزارة الخارجية الأمريكية قلقها العميق من هذه الحملة الروسية، التي يُخشى أن تؤدي إلى تصعيد أكبر في الصراع.
وأعرب المسؤولون الغربيون عن قلقهم من أن رد روسيا على استخدام أوكرانيا لصواريخ ATACMS قد يتجاوز ساحة المعركة في أوكرانيا.
وأشاروا إلى أن روسيا قد تزيد من حملتها من خلال تنفيذ عمليات تخريبية واغتيالات في أوروبا، أو عبر دعم خصوم الولايات المتحدة في مناطق مثل الشرق الأوسط والهادئ.
وخلال اجتماع في بروكسل، اتفق وزراء الخارجية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة على أن روسيا تقوم “بالهجوم المنظم على بنية الأمن الأوروبية”.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن الولايات المتحدة تعمل بشكل وثيق مع حلفائها الأوروبيين لمواجهة هذه التهديدات.
ومع تصاعد التوترات، أعلنت روسيا عن تغيير في عقيدتها النووية، مما يثير مخاوف إضافية بشأن نواياها.
وقد وعد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بأن روسيا سترد بشكل “مناسب” على الهجمات الأوكرانية، وهو ما يزيد من القلق في الأوساط الغربية.
وحذر مسؤولون غربيون من أن روسيا قد تستخدم هذه التوترات كذريعة لزيادة أنشطتها العدائية في أوروبا، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الاتصالات والموارد العسكرية.
وقد وصف أحد المسؤولين الأمنيين في أوروبا هذه الأنشطة بأنها “قريبة من الإرهاب”، تهدف إلى زعزعة استقرار المجتمعات وتعطيل الدعم الغربي لأوكرانيا.
وعلى الرغم من التصعيد، فإن بعض المحللين يشيرون إلى أن خيارات روسيا على أرض المعركة قد تكون محدودة، ويعتقد البعض أن روسيا قد تزيد من الهجمات على المدن الأوكرانية والبنية التحتية المدنية تحسبًا لفصل الشتاء، لكن استخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى لن يكون بمثابة خط أحمر يؤثر على استراتيجيتها العامة.
في الوقت نفسه، يبدو أن أوروبا ليست مستعدة بشكل كاف لمواجهة تصعيد روسيا المحتمل. وقد أشار مسؤول دفاعي أوروبي سابق إلى أن القارة تفتقر إلى الموارد اللازمة لمواجهة هجمات التخريب الروسية، مما يزيد من الحاجة إلى تعزيز التعاون الأمني بين الدول الأوروبية.
وبينما يتزايد القلق من تصعيد روسيا لحربها الهجينة، فإن التحديات التي تواجهها الدول الغربية تتطلب استجابة منسقة وسريعة.
إن الحفاظ على الدعم لأوكرانيا، مع مواجهة التهديدات المتزايدة، سيكون أمرًا حاسمًا في الأسابيع والأشهر المقبلة، ومع استمرار هذه التوترات، يبقى العالم في ترقب لما قد تحمله الأيام القادمة من تطورات.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69208