تصاعد التنديد الدولي بحزمة الإعدامات في السعودية

 

الرياض – خليج 24| تصاعدت وتيرة التنديد الدولي والعالمي ضد حزمة عمليات الإعدام التي تنفذها السلطات السعودية ضد، وسط مطالبات بوقف فوري وعاجل لها.

فقد هاجم المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان في الأمم جيريمي لورنس عمليات الإعدام في المملكة، داعيًا لوقفها فورًا.

وقال لورنس خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن 17 رجلًا أُعدموا في السعودية منذ 10 نوفمبر، بإعدامات “مؤسفة للغاية”.

وبين أن من نفذ بهم حكم الإعدام هم من سوريا وباكستان والأردن والسعودية، ليبلغ إجمالي عمليات الإعدام في 2022 إلى 144.

يذكر أن السعودية أعدمت في 2022 ضعف عدد الذين نفذت فيهم هذه الأحكام العام الماضي.

وكشف إحصاء لوكالة فرانس برس عن زيادة حادة بهذا العقوبة التي تدينها المنظمات الحقوقية الدولية بشدة.

واتهم مركز الخليج لحقوق الإنسان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بتكريس نمط قمعي ووحشي للحكم في السعودية منذ وصوله لسدة الحكم عام 2017.

واستنكر المركز في بيان عمليات الإعدام الأخيرة لـ81 شخصًا في السعودية بتاريخ 12 مارس 2022، مبينة أنها باتت جزء من نمط ٍ قمعي ووحشي.

وقال إن هذا النمط الوحشي شهد ارتفاعا منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد في عام 2017”.

تسييس القضاء السعودي

أكد المركز أن عقوبة الإعدام باتت أداة سياسية لنظام يسعى لنشر الخوف وترهيب المواطنين بمحاولة من الأسرة الحاكمة للسيطرة على السلطة بحزم.

وأشار إلى مخاوف جماعات حقوق الإنسان على حياة سجناء الرأي والسجناء الآخرين، وغيرهم من المحكوم عليهم بالإعدام ممن لم يرتبكوا جرائم عنف.

وطالب المركز الآليات الدولية والحكومات التي لها نفوذ بالسعودية لتدخل عاجل وفعال يوقف المجازر التي تنتهك كرامة الإنسان وأمانه.

وبين أن الإعدامات تمت بظل أقصى درجات التسييس للقضاء الذي فقد استقلاليته، وبات أداة مرنة بيد ولي العهد محمد بن سلمان لتصفية خصومه.

وأعاد تنفيذ وزارة الداخلية السعودية أكبر عملية إعدام جماعي بتاريخها الانتباه إلى سجلها الحقوقي الأسود، الذي تؤكد منظمات دولية أنه تجاوز كل “الخطوط الحمر”.

وشنت منظمات حقوقية انتقادات حادة على خلفية تنفيذها الحكم الذي وصف بأنه “مجزرة” جديدة ترتكبها السعودية ضد أي معارض لهم.

وهاجمت فرض قوانين تقييدية على التعبير السياسي والديني، وانتقدتها لاستخدامها عقوبة الإعدام، بما بذلك لمتهمين اعتقلوا عندما كانوا قاصرين.

قطع رؤوس 81 شخصًا

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (داون) سارة لي ويتسن إنّ عمليات الإعدام الجماعية صادمة وغير مسبوقة.

وأضافت: “إن العمليات تأتي بإطار ما نعلم أنه محاكمات صورية بموجب قوانين صورية يجب أن تبدد أي مزاعم حول تحول محمد بن سلمان لإصلاحي”.

وأكدت أن “تدليل محمد بن سلمان جعله أكثر بجاحة، بدءًا من التحكم بأسعار النفط بخضم أزمة عالمية لقتل عشرات من مواطنيه بيوم واحد.”

فيما قالت نائبة مدير جمعية ريبريف المناهضة لعقوبة الإعدام ثريا بوينز إن هناك سجناء رأي حكموا بالإعدام.

وبين أن بينهم “آخرون اعتقلوا كأطفال أو اتُهموا بارتكاب جرائم غير عنيفة”.

وأكدت بوينز أننا “نخشى على كل واحد منهم بعد هذا العرض الوحشي للإفلات من العقاب”.

إعدام السعودية

وبينت أن ولي العهد أخبر الصحفيين بتخطيطه لتحديث نظام العدالة الجنائية في السعودية، ليأمر بأكبر عملية إعدام جماعي بتاريخها.

بدوره أكد الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري أن “هذه سلطات وحشية رجعية قمعية تعيش بقعر سحيق من التخلف والإرهاب”.

وقال عسيري في تصريح إنه “لابد من استنكار ما فعلته بقتل 81 شخصًا دون أن يكون لديها قضاء مستقل ونزيه وشفاف وعادل”.

وأضاف: “كيف نعرف أن النظام المتعطش للدماء لا يُلفق التهم؟، وكيف يمكن الصمت على مجازره وسلوكه إرهابي ومنظومته كلها فاسدة؟”.

وأكمل الحقوقي البارز أن “كل من يبرر هذه الجريمة أو بعضها فهو شريك في الدم وفي إرهاب المجتمع!”.

انتهاكات بن سلمان

وقال: “كيف يتم تبرير أو قبول أحكام قضاء فاسد مرهون للسياسي، السياسي الجائر الفاسد المستبد الجاهل الوحشي”.

وأشار عسيري إلى أن “بيده قضاء فاسد جاهل تابع ظالم، وغياب للمجتمع وللرقابة وللمساءلة وللنزاهة وللاستقلال وللشفافية.. من يبرر فهو شريك”.

ودعا للتأكيد أن “المنظومة كلها فاسدة جائرة.. أيًا كانت الأسماء والتهم، النقاش ليس حول الأسماء والتهم، بل حول من يُصدر الأحكام ومن يمارس القتل”.

ويوم أمس قالت السعودية إنها نفذت أكبر عملية إعدام بتاريخها لقرابة 81 شخصا، اتهمتهم بأنهم “ممّن اعتنقوا الفكر الضال ومناهج ومعتقدات منحرفة”.

وذكرت الداخلية السعودية أنها “قبضت على العناصر الإجرامية بعد تلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، وتلوثت أفكارهم وأفعالهم بالخيانة لهذا الوطن”.

وقالت إنهم “كفروا بنعمة الله، واستبدلوها بالضلال والإجرام”، وفق زعم البيان.

السعودية تنفذ أكبر عملية إعدام جماعي

وادعت الداخلية السعودية أن “التحقيق أسفر عن توجيه الاتهام إليهم بارتكاب جرائم”.

وبينت أنه وبإحالتهم للمحكمة المختصة وتمكينهم من الضمانات والحقوق كافة، صدر بحقهم صكوك تقضي بثبوت إدانتهم بما نسب إليهم.

أسماء المعدومين في السعودية

وأطلق البيان على المعدومين وصف “فئات مجرمة ضلَّت طريق الحق، واستبدلت به الأهواء، واتبعت خطوات الشيطان، فاعتنقت فكرا ضال ومناهج ومعتقدات منحرفة.

وذكر أنها “ذات الولاءات الخارجية التي باعت نفسها ووطنها خدمة لأجندات الأطراف المعادية، وبايعتها على الفساد والضلال”.

ما جنسيات المعدومين في السعودية

وقال البيان إن “هؤلاء أقدموا بأفعالها الإرهابية المختلفة على استباحة الدماء المعصومة”.

وأكمل: “حتى طال إجرامهم لينالوا من آبائهم وأمهاتهم، وانتهاك الحرمات المعلومة من الدين بالضرورة”.

وأضاف: “واستهداف دور العبادة وعدد من المقار الحكومية والأماكن الحيوية التي يقوم عليها اقتصاد البلاد، والترصد لعدد من المسؤولين والوافدين واستهدافهم”.

وتابع البيان: “الترصد لرجال الأمن وقتلهم والتمثيل ببعضهم، وزرع الألغام، وارتكاب جرائم خطف وتعذيب واغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية”.

وأشار إلى أنه بين التهم “تهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة وزعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى”.

سبب إعدام السعودية

واتهمهم بالخروج لمناطق الصراعات وتنفيذ مخططات تنظيم (داعش) و(القاعدة) و(الحوثي)، وتنظيمات أخرى معادية للمملكة، والعمل معها استخباراتيًا.

يذكر أن هذه أكبر عملية تنفيذ إعدامات تنفذها السعودية دفعة واحدة منذ سنوات.

إذ نفذت عام 2016 إعدامات لنحو 47 شخصا.

وكان أبرزهم رجل الدين الشيعي “نمر النمر”، بيد أن رقم 81 الأعلى في تاريخ المملكة الحديث.

وأعدمت الرياض في أبريل 2019، 37 رجلا بعملية إعدام جماعية، بينهم شخصان كانا طفلين وقت ارتكاب جرائمهما.

أحكام الإعدام في السعودية

وتصنف السعودية رائدة على مستوى العالم في مجال عقوبة الإعدام.

يذكر أن عمليات الإعدام فيها أقل من المتوسط بعام 2020، إذ أبلغت هيئة حقوق الإنسان عن إعدام 27 شخصا.

وجاء بعد عام 2019 الذي صنف بأنه قياسي في عمليات الإعدام بتنفيذ العقوبة بحق 184 شخصًا.

 

للمزيد| السعودية تنفذ أكبر عملية إعدام جماعي بتاريخها.. ما هوية المعدومين؟

 

 

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.