تداعيات نتائج انتخابات تركيا على العلاقات مع دول الخليج

رجحت دراسة أن تحمل نتائج انتخابات تركيا التي جرت مؤخرا تداعيات إيجابية على العلاقات بين أنقرة مع دول الخليج.

وبحسب دراسة نشرتها منصة “أسباب” فإنه من المرجح أن تعطي نتائج الانتخابات التركية 2023 دفعة لسياسة تركيا تجاه دول المنطقة العربية والتي تستهدف تعزيز التعاون والحد من الخلافات، خاصة وأن دول الخليج سيكون لها أهمية متزايدة في حسابات تركيا الإقليمية.

وذكرت الدراسة أنه ستكون دول الخليج في المقابل أكثر حماسة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بعد أن أظهرت الانتخابات أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مازال رجل تركيا القوي.

وبحسب الدراسة يشير التقدم الواضح للرئيس أردوغان على منافسه في نتائج الانتخابات التركية 2023 إلى أنه يتجه لولاية رئاسية ثالثة (ثانية في ظل النظام الرئاسي واسع الصلاحيات).

وهو ما يعني عموما استمرار السياسات الرئيسية التي انتهجها الرئيس خلال رئاسته، خصوصا بعد ضمان الائتلاف الحاكم أغلبية مريحة ومفاجئة.

ومازال حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأكثر تمثيلا في عموم تركيا، وهي ميزة لا يتمتع بها أي حزب آخر من الأحزاب التركية، وتعكس عمق القاعدة الداعمة للحزب ولسياساته.

لكنّ النتائج تشير أيضا إلى أن هذه المكانة بات من الممكن تحديها، خاصة في مركز الثقل السياسي في أنقرة وإسطنبول، والمحافظات الشرقية ذات القاعدة التصويتية الكردية.

وتهيمن التوجهات المحافظة على تفضيلات الناخبين الأتراك، وهو عامل مهم في توجيه السياسة الخارجية التركية المقبلة، حيث ستكون الحكومة الجديدة مطالبة بتوكيد السياسات التي تلبي توجهات القاعدة المحافظة.

في مقدمة ذلك الالتزام بخطط إعادة اللاجئين السوريين بما يتطلب التطبيع مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ومواصلة المواقف الخارجية الحاسمة ومواجهة الضغوط الغربية، بالإضافة للمضي قدما في مشروعات الصناعات الدفاعية التي باتت تمثل واحدة من علامات الفخر الوطني.

وبحسب الدراسة سيمثل استمرار حكم “أردوغان” تعزيزا لمسيرة الصعود التركي كقوة دولية متوسطة، والتي يعمل فيها على إرساء نهج خارجي متوازن تكون تركيا فيه عضوا فاعلا في الناتو، لكنّها مستقلة عن النفوذ الغربي ودون أن تكون معادية له.

لذلك؛ ستواصل علاقة تركيا أردوغان مع الغرب تسجيل موجات من التوتر بين الجانبين. مع الإشارة إلى أن تركيز الحكومة التركية الجديدة المتوقع على أولوية تحسين الاقتصاد سيجعل أنقرة أكثر ميلا لاحتواء التوترات الخارجية عموما.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.