تدشين عصر جديد من التعاون بين العراق وسلطنة عمان

زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أول زيارة رسمية إلى العراق لوزير خارجية عماني. وحضر البوسعيدي اجتماع اللجنة العمانية العراقية المشتركة على المستوى الوزاري يوم الأحد للمرة الأولى، مما يشير إلى بداية عصر جديد من التعاون بين البلدين.

وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي مشترك “إنها زيارة مهمة وتاريخية بالفعل، فهي المرة الأولى التي يزور فيها وزير خارجية عماني بغداد”.

وأضاف حسين أنه تم خلال الاجتماعات توقيع العديد من مذكرات التفاهم في العديد من القطاعات الحيوية، بما في ذلك التجارة والاقتصاد والتعاون السياسي والثقافة والاستثمار.

وذكر أن الاتفاقيات تعكس التزاما مشتركا بتعزيز التعاون وتقوية العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بما يعود بالنفع على البلدين، وقال: “هناك فرص كبيرة في العراق، وقد دعونا الشركات العمانية للانخراط في هذا القطاع”.

من جانبه أشاد البوسعيدي بالعلاقات القوية والروابط التاريخية بين العراق وسلطنة عمان، وقال إن هناك “تركيزاً كبيراً على تعزيز التعاون والشراكات الهادفة إلى تعميق المصالح المتبادلة وتحقيق المزيد من المنافع لكلا البلدين”.

واغتنم وزير الخارجية العراقي الفرصة لتناول القضايا الإقليمية الملحة، داعيا إلى إنهاء الحرب في غزة انطلاقا من موقف العراق الداعم للسلام والجهود الإنسانية.

وقال إن هناك تفاهمات واسعة ومشتركة مع الجانب العماني في هذا الشأن، وأضاف: “نحن ندعم القضية الفلسطينية وندعو لوقف إطلاق النار في غزة وفتح المنافذ لأهالي غزة الذين يعانون كثيرا بسبب العدوان المستمر عليهم”.

وناقش الجانبان أيضًا الوضع في سوريا ، حيث أطاح المتمردون بقيادة هيئة تحرير الشام بنظام بشار الأسد في هجوم خاطف بلغ ذروته في 8 ديسمبر. فر الرئيس السابق إلى موسكو، حيث مُنح حق اللجوء، مع عائلته، لأسباب إنسانية، منهيًا أكثر من خمسة عقود من حكم عائلته.

وأعرب حسين عن قلقه إزاء استمرار الوضع في سوريا، محذرا من احتمال عودة ظهور تنظيم داعش. وأكد عزم العراق على العمل مع الشركاء الإقليميين، بما في ذلك سلطنة عمان، لضمان الاستقرار ومنع تصاعد التهديدات الأمنية.

وقال “إننا نحترم خيار الشعب السوري ولكننا في الوقت نفسه ندرس الوضع في سوريا والتغيرات التي تطرأ عليها”، وأضاف “إن قلقنا واضح فيما يتعلق بنمو وتوسع التنظيمات الإرهابية، وخاصة تنظيم داعش، عبر الحدود داخل سوريا”، محذرا من أن أعداد المسلحين من الجماعات المتطرفة زادت وأنهم يمتلكون المزيد من الأسلحة.

في صيف عام 2014، اجتاح تنظيم داعش أجزاء كبيرة من العراق وسوريا، وأعلن الخلافة التي سيطر عليها في مناطق واسعة من كلا البلدين.

وخلال تلك الفترة، قاد التنظيم حملة واسعة النطاق ومنهجية من الانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

وقد استعادت القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، جميع الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في العراق في أواخر عام 2017، بعد ثلاث سنوات من القتال. ومع ذلك، لا يزال مقاتلو داعش يشنون هجمات متفرقة، وخاصة في المناطق الريفية. وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي متبقي في شمال شرق سوريا مكلفين بمحاربة داعش.

ومنذ سيطرتها على دمشق، عينت هيئة تحرير الشام حكومة مؤقتة جديدة وحثت السوريين في الخارج، الذين نزح بعضهم منذ أكثر من عقد من الزمان، على العودة إلى وطنهم.

وقال حسين إن العراق يدعم سوريا في إقامة عملية سياسية شاملة، مضيفا: “نأمل أن تحقق العملية السياسية الاستقرار في سوريا وتعزز حسن الجوار والتعاون الإقليمي وتجمع بين ممثلي جميع مكونات الشعب”. وشدد نظيره العماني على “ضرورة بذل الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.