واشنطن- خليج 24| كشف تحقيق إخباري تفاصيل ارتكاب مرتزقة تابعين لدولة الإمارات العربية المتحدة مجزرة بحق مدنيين في أحد مساجد جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأعدت شبكة “سي ان ان” التحقيق بالتعاون مع منظمة “ذا سنتري” غير الحكومية التي كشفت تفاصيل فظيعة عما فعله مرتزقة الإمارات.
وأوضح التحقيق أن مجموعات من المرتزقة الروس والسوريين قد اقترقوا “جرائم حرب” بحق المدنيين بجمهورية إفريقيا الوسطى.
ولفتت إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قامت بإرسال هؤلاء المرتزقة إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وبحسب مصادر خاصة للشبكة فإن مجموعة من مرتزقة “فاغنر” الروسية بالمشاركة مع قوات حكومية هاجمت مسجدا.
وأشارت إلى أن هؤلاء هاجموا المسجد في مدينة مباباري في وسط البلاد بدعم من مروحية قتالية واحدة على الأقل.
وأكدت المصادر ل”سي ان ان” أن هجوم مرتزقة الإمارات أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا من المدنيين.
ولفتت إلى أن هؤلاء كان قد فروا إلى المسجد هربا من المعارك والقصف.
ونبهت إلى أن مرتزقة الإمارات كان يزعمون أنهم يطاردون عناصر من جماعة “سيلكيا” المتمردة تحصنوا في المسجد.
لكن إحدى الناجيات من المجزرة وتدعى فطومة (اسم مستعار) أكدت أن جميع من كان في المكان هم من الأبرياء.
وأوضحت أنه “لم يتم العثور على عنصر واحد من سيليكا في المسجد”.
وقالت الناجية من مجزرة مرتزقة الإمارات “لقد قتلوا المدنيين فقط. لم نر حتى جثة متمرد، لقد قتلوا أطفالنا”.
وأكدت “سي ان ان” في تقريرها الحصري أن المجزرة التي وقعت في مسجد التقوى تعد واحدة من عشرات الحوادث.
كما أكدت أن مرتزقة الإمارات من الروس والسوريين ارتكبوا عشرات المجازر بجمهورية إفريقيا الوسطى.
وأكد أحد خبراء الأمم المتحدة الذي لم تكشف هويته أن ما فعله المرتزقة يرقى إلى “جرائم حرب”.
وقال الخبير ل”سي ان ان” إن “هناك أدلة مقلقة على فظائع ضد حقوق الإنسان ارتكبها المرتزقة الروس بجمهورية إفريقيا الوسطى”.
وأشار التحقيق إلى تقرير قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) حول الجرائم في البلاد.
وأكد التقرير احتمال وقوع جرائم حرب “ارتكبتها القوات المسلحة الكونغولية والقوات الحكومية مع المرتزقة الروس وعناصر يعتقد أنها سورية”.
كما أكد حدوث “عمليات إعدام بحق المدنيين وغيرهم من أفراد جماعات مسلحة لم يشاركوا في أعمال قتالية”.
وكشفت “سي ان ان” أن هؤلاء المرتزقة أتوا من ليبيا عقب انتهاء القتال هناك حيث قاتلوا في صفوف خليفة حفتر.
وأشارت المصادر إلى أن عددا غير معروف من هؤلاء المرتزقة وصلوا إلى جمهورية إفريقيا الوسطى.
وأكدت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالمرتزقة في تقريرها عن الحادث الذي وقع في بامباري ارتكاب مرتزقة الإمارات المجازر.
وقالت إن المرتزقة الروس متهمون “باستخدام القوة المفرطة وقصف المواقع المحمية مثل المساجد ومعسكرات للنازحين”.
وقبل أسابيع، حذرت الأمم المتحدة من أن مليشيا الإمارات في ليبيا تشكل خطرا على مجمل قارة إفريقيا وليس ليبيا لوحدها.
وكشف مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا يان كوبيتش عن أن التقدم بشأن القضية الرئيسية المتمثلة بسحب مرتزقة الإمارات قد توقف.
ونبه إلى أن استمرار وجودهم يشكل تهديدًا ليس فقط لليبيا ولكن على المنطقة الإفريقية بأسرها.
وذكر كوبيتش أن الأحداث الأخيرة المقلقة في تشاد المجاورة التي تم إلقاء اللوم على المتمردين بمقتل الرئيس إدريس ديبي انتو الشهر الماضي.
وبين أنها تذكير بالصلة بين الوضع الأمني في ليبيا والأمن والاستقرار في المنطقة خاصة قارة إفريقيا.
وقال المسؤول الأميم “يعزز التنقل الكبير للجماعات المسلحة والإرهابيين وكذلك المهاجرين لأسباب اقتصادية واللاجئين”.
وأوضح أنه يتم غالبًا من خلال قنوات تديرها شبكات إجرامية منظمة وغيرها من اللاعبين المحليين عبر الحدود غير الخاضعة للرقابة.
وحذر كوبيتش مخاطر زيادة انعدام الاستقرار والأمن في ليبيا والمنطقة بسبب مليشيا الإمارات.
وبين أن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أفادت “باستمرار وجود مرتزقة الإمارات”.
وكشف تقرير إخباري لقناة “الحرة” الأمريكية عن علاقة الإمارات بمقتل رئيس تشاد إدريس ديبي على يد المتمردين التشاديين.
واتهمت القناة الأمريكية مرتزقة دولة الإمارات في ليبيا بقتل رئيس تشاد.
وأشارت القناة إلى أن مئات المرتزقة التشاديين وصلوا إلى تشاد قادمين من ليبيا.
وذكرت “ربما يكونوا قد شاركوا في المعارك التي أدت إلى مقتل الرئيس إدريس ديبي”.
وتصاعدت مؤخرا الدعوات الدولية التي تطلب من الإمارات سحب مرتزقتها من ليبيا لإنجاح التوافقات الأخيرة في البلاد.
وكانت أبو ظبي أرسلت آلاف المرتزقة من تشاد والسودان وسوريا واليمن إلى ليبيا للقتال بجانب خليفة حفتر.
وجاء إرسال هؤلاء المرتزقة الذي حصلوا على رواتب من الإمارات عقب خسائر بشرية فادحة مني بها حفتر خلال محاولة السيطرة على العاصمة طرابلس.
ورغم الدعوات الواسعة إلى الإمارات بسحب مرتزقتها من ليبيا والتوقف على السعي لتأجيج الفتنة في البلاد.
إلا أن أبو ظبي ترفض الاستجابة لهذه الدعوات، بحسب ما أكدته تقارير مختلفة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=23658
التعليقات مغلقة.