تحقيق: ثروات البحرين بين مطرقة القمع وسندان غسيل العار

 

المنامة – خليج 24| يكابد الشعب البحريني تحت مطرقة القمع الذي ينفذه حكام أسرة آل خليفة الحاكمة وسندان غسيل العار الذي يبدد ثروات البحرين في سبيل تحسين صورتها.

ولا يكاد يمر يوم إلا وتسجل منظمات حقوقية دولية انتهاكات جديدة ضد السلطات البحرينية، بعضها مروع للغاية.

وعلى النقيض تنفق الأسرة الحاكمة في البحرين ثروات بمئات ملايين الدولارات على ما بعرف بالغسيل الرياضي لتبييض صورتها.

آخر تلك المحاولات، تنظيم فعاليات سباق الجائزة الكبرى للسيارات “فورمولا 1” الذي انطلق في البحرين الأحد الماضي.

ويسعى حكام المملكة الذين يتابعون عن قرب الحدث الرياضي البارز لإظهار سجل آخر غير الحقوقي الأسود.

دفع ذلك ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد إلى النزول إلى حلبة السباق لمتابعة فعاليات الرياضة بذاته.

ولي عهد البحرين يملك شركة مكلارين البريطانية لصناعة السيارات فائقة السرعة المشاركة بالسباق يشرف عليه بنفسه.

نجل ملك البحرين الأكبر يعرف عنه بأنه من مولعي سباقات السيارات.

وكشف تقارير محلية عن أن الأمير بن حمد ينفق الملايين من ثروات البحرين في سبيل تحقيق هوايته المفضلة.

وخلص تحقيق استقصائي أعده موقع “خليج 24” إلى أن ولي عهد البحرين أنفق ما يزيد عن نصف مليار دولار على شركة واحدة.

وقال التحقيق إن الشركة هي مكلارين التي تواجه خطر الإغلاق بسبب أزمات مالية، مؤكدة أن الانفاق رغم الوضع الاقتصادي الخانق للمملكة.

وكشف عن أن إنفاقًا مهولًا تبذره المنامة على شركات دعاية وإعلام وضغط عالمية إلى جانب مشاهير وفنانين.

وذكر أن للرياضة حصة كبيرة من السياسة الممنهجة الهادفة إلى الغسيل وتلميع صورة ولي العهد وعائلته.

وكشف التحقيق عن أن حالة غضب تسود بين البحرينيين اللذين أثقلتهم الديون والظروف الاقتصادية الصعبة.

ونبه إلى أن هؤلاء يشعرون بالضجر من الانفاق المالي الكبير على الجانب الأمني وغسيل العار دوليا دون الالتفات لهم.

ووضع السائق البريطاني الشهير لويس هاميلتون الرئيس التنفيذي لرياضة الفورمولا 1 ستيفانو دومينيكالي بموقف حرج، عقب حديثه عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين.

وأكد مايلتون أن الفورمولا 1 لم يعد بإمكانها عدم الالتفات إلى قضايا حقوق الإنسان في الدول التي تقيم سباقات فيها”.

وكان دومينيكالي رفض دعوات إجراء تحقيق مستقل بانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتبط بسباق جائزة البحرين الكبرى ” الفورمولا 1″.

وجاء حديث بطل العالم في ذات الرياضة قبيل السباق الافتتاحي لموسم 2021 بالبحرين.

وأكمل: “هناك قضايا عالمية، لكنني لا أعتقد أننا يجب الذهاب لهذه البلدان وتجاهل ما يحدث فيها، ونصل ونقضي وقتًا رائعًا ثم نغادر”.

وذكر هاميلتون أن الوضع في البحرين “أخذه على محمل الجد”.

وبين أنه قضى مؤخرًا وقته في تثقيف نفسه حول حقوق الإنسان في البلد الذي تتسع دائرة الانتهاكات فيه.

ونقلت صحيفة الغارديان عنه: “جئت لهنا طوال هذه السنوات.. لم أكن على دراية بتفاصيل قضايا حقوق الإنسان”.

وبات هاميلتون من المدافعين “بصوت عال وبشكل متزايد” عن حقوق الإنسان.

لكن اتضح ذلك بشكل لافت بدعمه لحركة Black Lives Matter العام الماضي.

وقالت الصحيفة إن “دومينيكالي لن يتعاطى بشكل جيد مع دعوات هاميلتون”.

وتجاهل دومينيكالي الإيطالي الذي تولى رئاسة فورمولا 1 بسبتمبر الماضي، دعوات إجراء تحقيق بالبحرين.

وتسلم رسالة مشتركة من فرق فورمولا 1 والاتحاد الدولي للسيارات وهاميلتون و61 نائبًا بريطانيا و24 مجموعة حقوقية.

ورد دومينيكالي: “من المهم توضيح أن فورمولا 1 ليست منظمة تحقيق عابرة للحدود”.

وتابع: “نحن لدينا وظيفة مهمة تتمثل بالترويج لرياضتنا في جميع أنحاء العالم بما يتماشى مع السياسات الموضوعة لها”.

وقال: “لا يمكننا اتخاذ الإجراءات التي تطلبونها، وليس مناسبا لنا التظاهر بأننا نستطيع فعل ذلك”.

وعقب مدير المناصرة في معهد “بيرد” سيد أحمد الوداعي بالرفض على رد الفورمولا 1.

وذكر: “نحن ببساطة لا نقبل أن شركة بملايين الجنيهات لا تملك الموارد أو القدرة لإجراء التحقيق”.

ودعا الفورمولا 1 إلى مراجعة موقفهم على وجه السرعة.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.