تتوعد بالتصعيد ضد القاهرة.. الإمارات تغضب بشدة من مصر لتفاهماتها الأخيرة مع قطر

أبو ظبي – خليج 24| أكدت مصادر مطلعة أن غضبا شديدا ينتاب حكام دولة الإمارات العربية المتحدة من الخطوات المصرية الأخيرة تجاه دولة قطر.

وأوضحت المصادر المطلعة من أبو ظبي ل”خليج 24″ أن تصاعد غضب الإمارات جاء عقب اتفاق القاهرة على عودة العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة.

وأشارت إلى أن الإمارات لم تتكن تتوقع أن تقوم مصر بإعادة علاقاتها بهذا الشكل مع قطر.

وكشفت أن المسؤولين الإماراتيين سيطلبون أجوبة “منطقية” على هذا الأمر، في ظل طلب أبو ظبي بتأجيل هذه الخطوات.

وأكدت أن الإمارات لن تقف عند هذا الحد، بل ستعمل على التصعيد ضد مصر في ملفات كثيرة بسبب ذلك.

ولفتت المصادر إلى أن الإمارات ستضغط بقوة على مصر لعدم تنفيذ الاتفاق الذي وقع اليوم مع قطر.

واتفق وزيرا خارجية مصر سامح شكري وقطر محمد بن عبد الرحمن في القاهرة اليوم على عودة السفراء بين البلدين نهاية مارس الجاري.

جاء ذلك خلال لقاء جمعهما ناقش مسألة عودة العلاقات الدبلوماسية الكاملة، وتبادل السفراء.

ووصفت وزير خارجية قطر اللقاء مع نظيره المصري على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة بالإيجابي.

وقال “كان لقاء إيجابياً، واتسم بالود والتقدير”، معربًا عن أمله في “عودة العلاقات المصرية – القطرية إلى طبيعتها في أقرب وقت”.

وأضاف آل ثاني في مؤتمر صحفي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط “نسعى لعودة العلاقات مع مصر إلى دفئها”.

وتابع “نسعى لان تكون العلاقات طيبة ومتينة، لا سيما أن الشعبين المصري والقطري تربطهما علاقات وطيدة”.

ولفت إلى عقده لقاءات عدة مع نظيره المصري سواء اليوم، أو على هامش قمة العلا بالسعودية في يناير الماضي لاستئناف العلاقات بين قطر ومصر.

ووفق وزير خارجية قطر فإن “قمة العلا شهدت اجتماعاً بين وفدين قطري ومصري، ونحن في دولة قطر والأشقاء في مصر ننظر إلى الأمور بتفاؤل”.

وقال “نسعى لعودة الدفء إلى العلاقات بيننا، وهناك توافق على الكثير من الأمور في العمل العربي المشترك، ونتمنى أن يمثل بداية ملموسة ترتقي لطموحات الشعوب العربية”.

وتجاهلت مصر ضغوط الإمارات عليها لتخفيف عودة العلاقات مع دولة قطر لأدنى مستوى.

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية لوكالة “تاس” الروسية أن مصر وقطر اتفقتا خلال الاجتماع في الكويت أمس على استئناف عمل السفارات.

وذكرت المصادر أنه تم الاتفاق على استئناف عمل البعثتين الدبلوماسيين على مستوى القائمين بالأعمال.

وذلك قبل تعيين السفير المصري لدى الدوحة والسفير القطري لدى القاهرة.

ووفق المصادر فإن “دبلوماسية مصر تعمل على ضمان تطبيق الالتزامات التي تحملتها بهدف إعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين”.

ويعتقد أن تجاهل القاهرة لضغوط أبو ظبي يأتي عقب تصاعد التوتر بين الجانبين مؤخرا بسبب خلافات على الكثير من الملفات.

ويوم أمس، أعلنت قطر ومصر عقد وفدين اجتماعا في الكويت لوضع آليات وإجراءات خاصة بالمرحلة المستقبلية.

وكان هذا أول اجتماع بين الدولتين منذ التوقيع في 5 يناير على بيان العلا في السعودية.

وأنهى التوقيع على البيان الحصار المفروض على دولة قطر الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وفي 20 يناير، اتفقت مصر وقطر على استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

كما أعيدت حركة الطيران بين البلدين في الـ 18 من يناير الماضي.

ويأتي هذا على الرغم من الضغوط الكبيرة التي قامت بها الإمارات على مصر فيما يتعلق بالمصالحة والعلاقة مع قطر.

ونص الاتفاق على رفع الدول الـ4 وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر الحصار عن قطر بعد نحو 3.5 سنوات من الحصار.

وحاولت الإمارات بشتى الطرق إفشال المصالحة مع قطر حتى بعد توقعيها رغم فشلها سابقا في ذلك قبيل التوصل إليها.

ونجحت جهود كل من الكويت والإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب في التوصل إلى اتفاق بين الدوحة ودول الحصار.

وهاجمت الإمارات بعيد توقيع الاتفاق دولة الكويت، وحاولت إهانة أميرها، الأمر الذي دفع الكويت للرد عليها وتوجيه رسالة صارمة لها.

وذكرت صحيفة “ديلي تايمز” البريطانية أن الإمارات لطالما كان لها مصلحة في أن ترى قطر معزولة.

وذلك عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي بما فيهم البحرين.

وأكدت الصحيفة الشهيرة أنه لذلك كانت بصماتها واضحة في توجيه السعودية لخلق أزمة مع قطر عام 2017.

يتزامن ذلك مع ما نشرته مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية عن أسباب إنهاء حصار الدوحة.

وقالت إنه جاء نتيجة إرهاق ورغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورغبته بتغيير صورته الملطخة إدارة جو بايدن.

ووصفت المجلة في مقال إنهاء حصار قطر بأنه تطور إيجابي على صعيد الأزمة الخليجية لكنه غير كاف.

وأكدت أن الأزمة الخليجية لم تنته بعد رغم الإعلان بقمة العلا في السعودية عن طيها مطلع يناير الجاري.

لكن المجلة أشارت إلى عدة ملفات قد يعيد تسخين الأزمة الخليجية في المستقبل القريب.

ورأت أن أهمها انعدام الثقة والتنافس المستمر والاختلاف الحاد حول إيران وتركيا والتنافس الجيواستراتيجي بأفريقيا.

وأشارت إلى أن جهود المصالحة فشلت بمعالجة الخلافات الأساسية بينهم.

ونوهت إلى أن المصالحة جرت دون أي تنازلات من قطر بسبب دعمها للحركات الإسلامية.

وأشارت المجلة إلى أنها لم تشمل أيضًا أي ندم من قبل السعودية والإمارات على عواقب الحصار.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.