الخرطوم- خليج 24| أعلن الجيش السوداني عن مقتل 6 من قواته في هجوم شنه الجيش الإثيوبي على قواته في منطقة الفشقة.
وجاء الهجوم الإثيوبي بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أمدت أديس أبابا خلال الأشهر الأخيرة بكميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة.
وقال الجيش السوداني إنه تصدى لهجوم من قبل القوات الإثيوبية والجماعات المسلحة المتحالفة معها في منطقة الفشقة الحدودية.
وأكد أن كبد هذه القوات “خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”.
لكن الجيش السوداني أعلن مقتل 6 من قواته في الهجوم على الفشقة.
وبذلك يرتفع عدد قتلى الجيش السوداني إلى 90 منذ بداية الأحداث على الشريط الحدودي مع إثيوبيا.
وذكر الجيش في بيان له “تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين لاعتداء وهجوم”.
وأكد أنه شن الهجوم مجموعات للجيش والميليشيات الإثيوبية استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا.
وأضاف “تصدت قواتنا للهجوم بكل بسالة وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات”.
ويخوض الجيش السوداني معارك مع القوات الإثيوبية والجماعات الداعمة لها حيث يتلقون دعما من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي أغسطس الماضي، رفض رئيس مجلس السيادة في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ابتزاز دولة الإمارات للخرطوم خلال الأشهر الماضية فيما يتعلق بأراضي الفشقة.
وشدد البرهان على أن “قواتنا المسلحة ستبقى في الفشقة للرد على أي عدوان (إثيوبي) يستهدف الأراضي السودانية”.
وقال إن “القوات المسلحة ستظل صمام أمان البلاد وعلى جاهزية تامة لحماية حدودها من كل معتدي”.
ولفت إلى أن القوات المسلحة السودانية قدمت 84 شهيدا خلال عملية استعادة منطقة الفشقة.
لذلك أكد البرهان أنها ستبقى فيها للرد على أي عدوان يستهدف الأراضي السودانية.
وقبل أشهر، كشفت تقارير إعلامية عن عرض الإمارات لمبادرة تهدف علنيًا لتسوية الأزمة بين السودان وإثيوبيا تقضي بتقاسم منطقة الفشقة الحدودية، مخفية خطتها لتعزيز سيطرتها.
وتمتاز الفشقة بخصوبة أراضيها الشديدة وتشتهر المنطقة التي تشقها أنهار عطبرة وباسلام وستيت، بإنتاج الذرة والسمسم.
وتسعى الإمارات منذ زمن إلى السيطرة على أراضي الفشقة من خلال تقسيمها على إثر النزاع السوداني الإثيوبي.
وأعلن وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين بـ31 ديسمبر الماضي عن سيطرة الجيش على كامل أراضي بلاده الحدودية مع إثيوبيا.
المبادرة الإماراتية قوبلت برفض مجلس السيادة الانتقالي في السودان والذي أعلن ذلك عضوه مالك عقار.
وقال خلال ندوة بمركز دراسات وأبحاث القرن الأفريقي بالخرطوم: “أبو ظبي تريد تقسيم المنطقة والخرطوم لن تقبل بذلك”.
وأضاف عقار: “الإمارات الواقعة خلف البحار تسعى إلى توزيع أرضنا.. هذا الأمر سيرمي بظلاله وتبعاته على المنطقة”.
وأشار إلى أنه “لم يكن هناك أي نزاع في الفشقة وهي أرض سودانية”.
وتوترت العلاقات السودانية الإثيوبية إثر إعادة الجيش السوداني انتشاره بالفشقة الحدودية بنوفمبر الماضي واسترداد 90% منها.
وأعلنت الخرطوم أن “ميليشيات إثيوبية” سيطرت على أراضي مزارعين سودانيين بالفشقة بقوة السلاح.
واتهمت الجيش الإثيوبي بدعم عصابات إثيوبية، وهو ما تنفيه أديس أبابا وتؤكد إنها “جماعات خارجة عن القانون.
غير أن دخول الإمارات خط لعب دور وساطة بين السودان وإثيوبيا أثار قلقًا بالغًا في الأوساط العربية وخاصة مصر.
لكن ينتاب القاهرة قلق تشويش من أبو ظبي على مطلبها بشأن طلب رباعية دولية لقيادة المفاوضات.
ويتصاعد الخلاف رغم إبلاع الإمارات للسودان بإحرازها تقدمًا مع إثيوبيا بشأن الفشقة.
غير أن ذلك يتزامن مع رفض “تجمع أهل القضارف” لمبادرة الإمارات للوساطة.
واعتصم مزارعون شكلوا “تجمع أهل القضارف” ونظموا مؤتمرًا صحفيًا للتعبير عن رفضهم للمبادرة الإماراتية.
ووصف هؤلاء المبادرة بـ”عدم الحياد”.
وأكد التجمع أن القائمين على أمر المبادرة ليسوا أصحاب قضية، ولا حق لهم بالتفاوض إنابة عن أهل القضارف.
بالإضافة إلى ذلك طالب الحكومة بتسليم الأراضي المستردة من الميليشيات الإثيوبية لأصحابها للزراعة، وتشكيل هيئة لتنمية الشريط الحدودي.
ويوم الخميس الماضي، كشفت صور فضائية وبيانات ملاحية خاصة أن دولة الإمارات العربية المتحدة فتحت جسرا جويا لتقديم الدعم العسكري المكثف للجيش الإثيوبي في محاولة لإنقاذ حليفها رئيس الوزراء آبي أحمد.
وتؤكد الصور الفضائية والبيانات الملاحية أن دولة الإمارات تستعين بشركات شحن خاصة لدعم الجيش الإثيوبي.
وتظهر تقديم الإمارات دعما عسكريا مكثفا لقواعد جوية إثيوبية في ظل التطورات التي تشهدها البلاد.
كما كشفت عن وجود طائرة مسيرة من طراز “وينغ لونغ” الصينية في القواعد العسكرية الإثيوبية.
يشار إلى أن الجيش الإثيوبي لم يشتر هذه الطائرات، وإنما قامت الإمارات بتقديمها إليه.
الأكثر أهمية أن أبو ظبي استعانت بشركتين من أوروبا لتسيير رحلات دعم عسكري لإثيوبيا.
والشركتان هما شركة “يورب إير” (Europe Air) الإسبانية والتي نظمت 54 رحلة دعم عسكري بين الإمارات وإثيوبيا بأقل من شهر.
كما استعانت الإمارات بشركة “فلاي سكاي إيرلاينز” (Fly Sky Airlines) الأوكرانية.
وبحسب البيانات الملاحية فقد نظمت هذه الشركة 39 رحلة شحن عسكري خلال شهرين.
وتؤكد البيانات أن الإمارات ما تزال ترسل شحنات أسلحة جوا إلى إثيوبيا لدعم حليفها في أديس أبابا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=35903
التعليقات مغلقة.