بلومبيرغ: عودة ترامب للبيت الأبيض تثير حالة من الصدمة لدى قادة العالم

استقبل العالم عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بشعور من الصدمة والتوجس، وسط قلق من سياساته للسنوات الأربعة المقبلة له في زعامة الولايات المتحدة.

وبحسب وكالة بلومبيرغ فإن لدى المسؤولين الحكوميين من بكين إلى بروكسل ذكريات مؤلمة من فترته الأولى، حيث أثرت التعريفات الجمركية على التجارة وشكوكه في الالتزامات الأمنية الأمريكية على العلاقات، وهم قلقون بشأن ما قد يحمله “ترامب 2.0” من غموض جديد.

في أوروبا، هرع قادة، بمن فيهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، لتهنئة ترامب بفوزه على كامالا هاريس، لكن المخاوف تتمحور حول وعوده الانتخابية بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، مما قد يجبر كييف على تقديم تنازلات إقليمية لروسيا.

ويواجه قادة الاتحاد الأوروبي تحدياً كبيراً يتمثل في احتمالية تخلي الولايات المتحدة عن دعمها العسكري لأوكرانيا، مما يجعل من الضروري لأوروبا أن تكون أكثر استقلالية في مجال الدفاع.

ويتوقع أن يناقش القادة الأوروبيون النتائج الانتخابية للولايات المتحدة خلال قمة مرتقبة في بودابست، حيث يسعى بعض المسؤولين لتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية وتقليل الاعتماد على الدعم الأمريكي.

وبينما كانت حملة ترامب تركز على الشؤون الداخلية الأمريكية، متعهدة بـ “إصلاح” أمريكا – لم يذكر السياسة الخارجية في خطاب النصر الذي ألقاه أمام العاملين في حملته – تشير خبرات حلفائه وخصومه من فترته الأولى إلى أن هناك الكثير من التحديات المقبلة.

من جهتها الصين، التي تعد هدفاً نادراً للتوافق بين الحزبين في واشنطن، أصبحت في مرمى إدارة ترامب الجديدة، مع دعواته لتطبيق تعريفات تصل إلى 60٪ على السلع الصينية.

وقال دا وي، مدير مركز الأمن الدولي والاستراتيجية في جامعة تسينغهوا ببكين، إن فوزه “يعني التشاؤم وعدم اليقين”.

وفي أوروبا، يدرس القادة الأوروبيون ما إذا كانوا سيستمرون في الاعتماد على الحماية الأمريكية أم أنهم بحاجة إلى تعزيز استقلالهم الأمني في ظل تراجع الثقة في التزام ترامب تجاه حلف شمال الأطلسي.

وفي الشرق الأوسط، تبدو إسرائيل متفائلة بعودة ترامب، حيث يعتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هذه العودة تعني دعماً أكبر في مواجهة حماس وحزب الله وإيران.

ويرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن هذا الفوز يمثل “أعظم عودة في التاريخ” ويعزز دعم ترامب للسياسات الإسرائيلية المتشددة تجاه حماس وحزب الله وإيران.

في المقابل يعتقد العديد من القادة في العالم العربي أن ترامب قد يكون أكثر ميلاً للضغط على إسرائيل لتقليص عملياتها العسكرية في غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية خلال العام الماضي.

كما تأمل تركيا في أن يسحب ترامب القوات الأمريكية من سوريا، مما يترك السيطرة على الشمال الشرقي السوري في يد القوات التركية وحلفائها.

وفي الأرجنتين، هنأ الرئيس خافيير ميلي، الذي يتبع نهجاً ليبرالياً، الملياردير الأمريكي الداعم لترامب إيلون ماسك، مشيراً إلى فرص التعاون المستقبلي بين البلدين، حيث التقى ميلي وماسك عدة مرات هذا العام.

في المقابل، في البرازيل، ينوي الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الاستفادة من التباين في المواقف مع ترامب بشأن قضايا المناخ والتعاون الدولي.

أما في الهند، فقد رحب المسؤولون بفوز ترامب، متوقعين أن تكون إدارته أقل تشدداً في مطالبة الحكومة الهندية بالمساءلة بشأن قضايا حقوق الإنسان والتورط في عمليات ضد المعارضين الهنود في الخارج.

وتتوقع نيودلهي أيضاً أن تكون الإدارة الجديدة أكثر تجاوباً مع المخاوف الأمنية للهند في جنوب آسيا، لا سيما مع ظهور زعيم جديد في بنغلاديش بعد الإطاحة بحليفة الهند السابقة، الشيخة حسينة.

وفي آسيا، تسود حالة من القلق في اليابان وتايوان وكوريا الجنوبية بشأن سياسات ترامب المحتملة في المنطقة. تعتزم اليابان، بقيادة رئيس الوزراء شينزو آبي، توسيع دراسة تأثير التعريفات الجمركية على التجارة مع الولايات المتحدة، وقد تسعى اليابان إلى إحياء العلاقة الوثيقة التي جمعتها مع ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، وذلك للحفاظ على استقرار العلاقات التجارية والأمنية رغم الانتقادات الأمريكية.

ويبدو أن روسيا هي أحد الرابحين الأكبر من هذه الانتخابات، حيث يرى البعض أن ترامب قد يسعى لإنهاء الحرب في أوكرانيا بطريقة تخدم المصالح الروسية دون إضعافها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.