قالت منظمة “أنقذوا الأطفال” إن حوالي نصف الأطفال في سن المدرسة في سوريا لا يحصلون على التعليم، وذلك بعد قرابة 14 عامًا من الحرب الأهلية، ودعت المنظمة إلى “إجراءات فورية” لمعالجة هذه الأزمة.
وأوضحت رشا محرز، مديرة الاستجابة السورية في المنظمة، أن “حوالي 3.7 مليون طفل خارج المدارس وهم بحاجة إلى إجراءات عاجلة لإعادتهم إلى التعليم”، مشيرة إلى أن هذا الرقم يمثل أكثر من نصف الأطفال في سن المدرسة في سوريا.
وأضافت محرز أن الغالبية العظمى من الأطفال السوريين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بما في ذلك الطعام، حيث أن نصفهم على الأقل بحاجة إلى دعم نفسي للتعافي من آثار الصراع.
ومنذ بداية الحرب في 2011، تعرضت سوريا لأزمة اقتصادية مدمرة وتدمير للبنية التحتية العامة، مما جعل العديد من الأطفال عرضة للمعاناة. كما أشارت محرز إلى أن “حوالي 7.5 مليون طفل في سوريا بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة”.
وقالت محرز أيضًا إن “الأطفال حُرموا من حقوقهم الأساسية بما في ذلك الحق في التعليم والرعاية الصحية والحماية والمأوى”، مؤكدة أن الحرب، إلى جانب الكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية، قد أثرت بشكل كبير على حياتهم.
وتابعت محرز قائلة: “الحرب لها تأثير نفسي هائل على الأطفال، فقد فقدوا أحد الوالدين أو أحد الأشقاء أو الأصدقاء أو منازلهم، وهذا يشكل صدمة نفسية كبيرة لهم”.
يذكر أن الحرب في سوريا، التي بدأت عام 2011 بعد القمع الوحشي للاحتجاجات المناهضة للنظام، أودت بحياة أكثر من 500 ألف شخص ودفعت بالملايين إلى النزوح. كما أظهرت التقارير أن أكثر من ربع السكان السوريين يعيشون الآن في فقر مدقع، في وقت ساهم الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير 2023 في زيادة المعاناة.
وحذرت محرز من أن “الضغوطات والعقوبات المستمرة على سوريا تؤثر بشكل كبير على الشعب السوري نفسه”، في إشارة إلى العقوبات الغربية المفروضة على الحكومة السورية منذ بداية الحرب.
وكان أحمد الشرع، القائد الفعلي لسوريا، قد عبر يوم الأحد عن أمله أن ترفع الإدارة الأمريكية القادمة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى صعوبة استجابة البلاد للاحتياجات الإنسانية في ظل هذه القيود.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69955