بعد اعلان اسرائيل عن اغتيال السنوار هل تُستأنف المفاوضات!؟

بعد اعلان اسرائيل عن اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، أعطى ذلك الولايات المتحدة دفعة جديدة لمحاولة استئناف اتفاق وقف إطلاق النار المتعثر، ومع ذلك، تواجه هذه المساعي نافذة زمنية قصيرة وبيئة معقدة، حيث تزداد جرأة الحليف الإسرائيلي.

واعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن اغتيال السنوار “يومًا جيدًا لإسرائيل والولايات المتحدة والعالم”، لكنه تحول بعد ذلك إلى الحديث عن وقف إطلاق النار الذي لم يتحقق حتى الآن، رغم تصريحات أمريكية سابقة بأن الصفقة كانت قريبة.

تساؤلات حول صدق الإدارة الأمريكية في رغبتها بإنهاء الحرب على غزة، حيث تبرز تردد الإدارة في استخدام أي نفوذ ضد إسرائيل كعائق رئيسي، ومع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، وغزو إسرائيل للبنان، يزداد القلق حول قدرة واشنطن على التأثير في الأحداث.

وقال بايدن: “هناك الآن فرصة ليوم بعد غدٍ في غزة دون حماس في السلطة، ولتسوية سياسية توفر مستقبلًا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.” واعتبر أن السنوار كان “عائقًا لا يمكن تجاوزه” لتحقيق هذه الأهداف.

وتسعى الإدارة الأمريكية الآن لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار التي كانت مجمدة قبل أيام، وقد اتصل المستشارون الرئيسيون لبايدن بالوسطاء في مصر وقطر، مع احتمال أن يقوم مدير CIA، بيل بيرنز، بزيارة المنطقة قريبًا.

ومع ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن الولايات المتحدة قد تكون متأخرة جدًا في التفكير بأن وقف إطلاق النار يمكن أن يخفف من التوترات الإقليمية، ويقول باتريك ثيروس، السفير الأمريكي السابق في قطر، إن “غزة أصبحت ضحية غير ذات أهمية بسرعة، لقد انتقل الزخم نحو الحرب في لبنان، وربما حرب مع إيران”

ويعتبر اغتيال السنوار فرصة للإدارة الأمريكية، ولكنه قد يكون أيضًا لحظة وضوح على مدى عام، قدمت الولايات المتحدة معلومات استخبارية لمساعدة إسرائيل في العثور على السنوار واغتياله.

وبينما تلقي الإدارة الأمريكية اللوم على السنوار في عدم إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار، يرى الكثيرون أن إسرائيل هي التي تراجعت عن المفاوضات وفرضت مطالب قد تكون مستحيلة على حماس، بغض النظر عن من يقودها.

داخل غزة، أصرت إسرائيل على أن تحتفظ قواتها العسكرية بالقدرة على العمل دون قيود، حتى لو تم استعادة الأسرى، كما طالب نتنياهو بالحفاظ على السيطرة على ممرين استراتيجيين يعتبرهما حيويين للأمن الإسرائيلي.

وبينما احتفلت إسرائيل باغتيال السنوار، يبقى مستقبل حماس غامضًا، فمن المحتمل أن يملأ خليفته، مثل خليل الحية أو خالد مشعل، الفراغ القيادي، ولكن السؤال يبقى: هل يمكن أن يصبح الزعيم الجديد أكثر مرونة؟

وتحذر التحليلات من أنه في حال تولى قيادة جديدة أكثر ليونة، فإن ذلك لا يضمن أن الحكومة الإسرائيلية ستصبح معتدلة أيضًا، كما أن الانتخابات الأمريكية المقبلة قد تؤثر على الموقف الإسرائيلي.

وتظل محادثات السلام مرتبطة بشدة بالتغيرات الإقليمية والدولية، بينما تسعى الولايات المتحدة لإحياء المبادرات، فإن الشكوك تظل قائمة حول مدى صدق نواياها وقدرتها على التأثير.

إن اغتيال السنوار قد يفتح أبوابًا جديدة، ولكنه أيضًا يعكس تعقيدات الصراع المستمر في المنطقة، مما يجعل تحقيق السلام أكثر تحديًا من أي وقت مضى.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.