بعثة قطرية تبدأ البحث عن أميركيين وبقاياهم في سوريا

في خطوة جديدة تهدف إلى استعادة رفات رهائن أمريكيين قتلهم تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قبل نحو عشر سنوات، بدأت بعثة قطرية عمليات البحث عن هذه الجثث، وفقًا لما أفاد به مصدران مطلعان على المهمة.

وهذه العملية تُحيي جهودًا طويلة الأمد كانت تهدف إلى إعادة رفات هؤلاء الضحايا الذين كانوا في قبضة التنظيم الإرهابي خلال ذروة قوته بين عامي 2014 و2017.
وكان تنظيم الدولة قد احتجز عددًا من الغربيين، من بينهم رهائن أمريكيون، وذاع صيت مقاطع الفيديو التي وثّقت عمليات إعدامهم بقطع الرؤوس.

وقالت المصادر إن فريق البحث والإنقاذ الدولي القطري بدأ مهامه يوم الأربعاء، برفقة عدد من الأمريكيين المتخصصين، وكان قد نجح حتى الآن في العثور على رفات ثلاثة جثث.

وأضاف أحد المصادر، وهو مصدر أمني سوري، أن هذه الرفات لم تُحدد هويتها بعد، في حين قال المصدر الثاني إن المهمة لا تزال في مراحلها الأولى ومن غير الواضح كم من الوقت ستستغرق.

تأتي هذه الجهود بالتزامن مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة الدوحة وحلفاء الخليج الأسبوع المقبل، في وقت يسعى فيه الإسلاميون الحاكمون في سوريا، الذين تربطهم علاقات وثيقة بقطر، إلى تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على بلادهم.

وأكد المصدر السوري أن البحث بدأ بتوجيه خاص للعثور على جثة عامل الإغاثة بيتر كاسيغ، الذي قتلته الدولة الإسلامية في عام 2014 في دابق شمالي سوريا. وأضاف المصدر الثاني أن رفات كاسيغ هي إحدى الجثث التي يأمل الفريق القطري في العثور عليها.

وقد أصدرت عائلة كاسيغ بيانًا عبرت فيه عن انتظارها نتائج الفحوصات لتأكيد هوية الجثث المكتشفة، وقالت: “نحن ممتنون لجميع الذين يشاركون في الجهود لتحديد هوية رفات هؤلاء الضحايا وإعادتهم إلى أوطانهم وأحبائهم”.

وكان الصحفيان الأمريكيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف من بين الرهائن الذين أعدمهم تنظيم الدولة في 2014. كما قُتلت عاملة الإغاثة كايلا مولر أثناء احتجازها لدى التنظيم في 2015 بعد تعرضها للاعتداء الجنسي من قبل زعيمه أبو بكر البغدادي.

وفي تعليقها، قالت ديان فولي، والدة الصحفي جيمس فولي: “نحن ممتنون لكل من يشارك في هذه المهمة، حتى وإن كان ذلك يعني المخاطرة بحياتهم، في محاولة للعثور على جثث جيم والرهائن الآخرين. نشكر جميع المشاركين في هذه الجهود”.

لقد تم القضاء على “الخلافة” التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق على يد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولكنه تبقى هناك العديد من المحاولات لاستعادة جثث الضحايا الذين قتلهم التنظيم.

وفقًا لأحد المصادر، فقد تم مناقشة خطط البعثة القطرية خلال زيارة رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الدولة للشؤون الخارجية محمد الخليفي إلى واشنطن في أبريل الماضي. وكان ذلك جزءًا من التحضيرات لزيارة ترامب إلى قطر.

وأوضح مصدر آخر مطلع على القضية أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة قد أبدت التزامًا طويل الأمد باستعادة رفات الأمريكيين الذين قتلهم التنظيم، مشيرًا إلى أن هناك محاولات سابقة تمّت بالتعاون مع المسؤولين الأمريكيين في سوريا للبحث في مناطق محددة.

وأضاف المصدر أن رفات الصحفيين كاسيغ وسوتلوف وفولي من المحتمل أن تكون في نفس المنطقة، في حين أن جثة مولر قد تكون في مكان آخر، نظرًا لأن وفاتها كانت في قبضة البغدادي شخصيًا.

وأشار المصدر أيضًا إلى أن اثنين من أعضاء تنظيم الدولة، اللذين كانا يحملان الجنسية البريطانية، يقبعان حاليًا في السجون الأمريكية بعد الحكم عليهما بالسجن مدى الحياة إثر تورطهما في عمليات قطع رؤوس رهائن أمريكيين.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، الذي تولى السلطة في ديسمبر الماضي بعد الإطاحة ببشار الأسد، كان قد قاد فصيلًا جهاديًا آخر في الماضي قبل أن ينفصل عن القاعدة في عام 2016.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.