واشنطن- خليج 24| تبعث سلسلة الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه السعودية برسائل جادة للملك سلمان بن عبد العزيز لتحرك سريع وجاد منه.
وأشارت صحيفة The Week Magazine إلى خطوة بايدن ب”تجميد” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بإعلان التواصل مع والده فقط.
ونبهت إلى أن هذه الخطوة قد تصبح أكثر جدية إن تبنى الملك سلمان موقفاً رافضاً لما قام به ابنه بمسألة جمال خاشقجي.
واعتبرت الصحيفة أن خطوات بايدن حتى الآن تجاه السعودية هي رسائل للملك سلمان للتحرك.
وبينت أن هذه الرسائل تأتي مع قرب السماح بنشر تقرير الاستخبارات الأمريكية حول مسؤولية ولي العهد عن جريمة قتل خاشقجي.
وأكدت أن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن محمد بن سلمان أمر شخصيًا بقتل الصحفي خاشقجي المقيم بالولايات المتحدة.
ونبهت الصحيفة إلى أن ولي العهد السعودي وافق أيضا على القمع الوحشي للمعارضة في بلاده.
لكن الأكثر أهمية كما رأته أن خطوات بايدن تعتبر رسائل للملك سلمان لأجل التحرك.
وأضافت “إذا كان الملك لا يوافق على سلوك الأمير بحادثة خاشقجي وما بعدها فمن الواضح أنه لا يكفي الإطاحة به وريثًا للعرش”.
ولفتت إلى أن بايدن جاد في تعهد السابق بتغيير العلاقات مع السعودية بشكل جذري.
ولم يكد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يفيق من مصيبة في الأشهر القليلة حتى تنزل حتى تلحقها الأخرى على رأسه.
وتصاعدت وتيرة المصائب التي تحل على رأس ابن سلمان منذ نحو شهر تقريبا، بالتزامن مع تسلم الرئيس الأمريكي جو بايدن الحكم.
لكن المصيبة الكبرى التي ستحل على رأس ولي العهد السعودي بسبب جريمته باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.
وذكرت صحيفة “الغارديان” أن المسؤولين الأمنيين الأمريكيين يتحضرون للإفراج عن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) حول مقتل خاشقجي.
ويتهم التقرير ابن سلمان بالمسؤولية عن اغتيال الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
وأضافت “يتوقع نشر التقييم الذي يكشف عن دور محمد بن سلمان في جريمة مقتل صحافي واشنطن بوست بداية الأسبوع المقبل”.
وأشارت الصحيفة إلى جملة القرارات التي اتخذها بايدن منذ وصوله إلى الحكم ضد السعودية، وخاصة ولي العهد.
ونقلت عن “الغارديان” عن ميشيل دان مديرة برنامج الشرق الأوسط في وقفية كارنيغي “إدارة بايدن تحاول إرسال عدة رسائل”.
ونبهت دان إلى أن هذه الرسائل ترسل في وقت واحد.
لكن الإشارة الجديدة الأكثر خطورة على ابن سلمان- بحسب دان- هي أن إدارة بايدن لم تعد داعمة لابن سلمان.
وأضافت أن هذا “سواء كان من خلال استخدام التأثير على ترتيبات الخلافة، لا أعرف. ولكنهم ربما كانوا يحاولون إبعاد أنفسهم قليلا”.
وأضافت أن مظاهر قلق إدارة بايدن ذهبت أبعد من مما ورد في تقييم المخابرات الأمريكية.
وبحسب دان فإن هذا التقييم “هو أن ابن سلمان متورط شخصيا بمقتل خاشقجي”.
الأكثر أهمية كما تراه أن “كل العالم سيواجه مشكلة لو تولى محمد بن سلمان العرش لأننا شاهدنا تهوره وقسوته”.
وتعد جريمة اغتيال خاشقي من أفظع الجرائم التي ارتكبها ولي العهد السعودي خلال سنوات حكمه القليلة.
وأكد السيناتور الديمقراطي الأمريكي رون وايدن قبل أسابيع أن تقرير وكالة الاستخبارات الذي طال انتظاره حول مقتل خاشقجي قد يصبح علنياً.
وبين السيناتور وايدن أن التقرير سيكون علنيا في غضون أسابيع، حيث يتهم ابن سلمان شخصيا بالمسؤولية عن القتل.
كما أكد وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين أن مقتل خاشقجي كان عملا مشينا ضد صحفي مقيم بأمريكا.
وشدد لينكين على أن واشنطن تراجع علاقتها مع السعودية لتضمن اتساقها مع المصالح والمبادئ الأمريكية.
وكان هذا أول تصريح رسمي لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية الجديدة بعهد الرئيس الجديد جو بايدن حول جريمة اغتيال خاشقجي.
وزير الخارجية الأمريكي: مقتل خاشقجي كان عملا مشينا ونراجع علاقتنا مع السعودية
وشهدت الولايات المتحدة في الأسبوع الأول لحكم بايدن أول تحرك رسمي حول تقرير الاستخبارات عن مقتل خاشقجي.
وطالبت لجنة في مجلس النواب الأمريكي بالكشف عن تقرير الاستخبارات غير المعلن عن مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده.
وطلب رئيس لجنة الاستخبارات في النواب آدم شيف من أفريل هينز مديرة الاستخبارات الوطنية بالكشف عن تقرير قتل خاشقجي.
وسبق لإدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رفض الكشف عن فحوى التقرير.
ويوجه التقرير الاتهام صراحة لولي العهد محمد بن سلمان.
وقال شيف في تغريدة إن “القتل الوحشي لخاشقجي اعتداء على حقوق الإنسان”.
وهذا أول تحرك رسمي بعهد بايدن لنشر التقرير الاستخباري الذي يتهم ابن سلمان بقتل خاشقجي
وكانت هينز تعهدت خلال جلسة استماع تحضيرية للتصويت على الموافقة على ترشيحها للمنصب برفع السرية عن التقرير.
وأكدت هينز أنها ستعمل على تقديم ملف التحقيق في قتل خاشقجي إلى الكونغرس.
وأكدت صحيفة “الغارديان” أن تعهد هينز يعني تحميل ولي العهد السعودي مسؤولية الاغتيال.
ولفتت إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل على رفع السرية عن تقرير “سي آي إيه” عن مقتل خاشقجي.
وقتل خاشقجي بوحشية في قنصلية بلاده في تركيا عام 2018.
وأجابت هينز عن سؤال حول إذا كان التقرير سوف ينشر قائلة: “نعم بالتأكيد.. سوف نتبع القانون”.
وكان مكتب مدير الأمن الوطني الأمريكي (الاستخبارات) قدم في فبراير 2020 قدم تقريرا للكونغرس عن جريمة قتل الصحفي السعودي.
واحتوى التقرير على نتائج تحقيقات “سي آي إيه” حول الدور المحوري الذي لعبه محمد بن سلمان في الجريمة.
لكن مكتب مدير الأمن الوطني بعهد ترامب رفض صلاحية المشرعين التي تقضي بالحصول على تقرير غير سري.
وتذرع بأن هذا الأمر سيعرض مصادر وأساليب جمع المعلومات للخطر.
وفي 20 أكتوبر الماضي، رفعت شركة “جينر آند بلوك” للمحاماة شكوى بالنيابة عن خديجة جنكيز خطيبة الصحفي جمال خاشقجي.
ورفعت هذه الدعوى ضد ابن سلمان أمام محكمة فيدرالية في العاصمة واشنطن بالتعاون مع منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”.
وبحسب الدعوى فإن نحو 20 شخصا أيضا شاركوا في جريمة قتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وبحسب السفير الأمريكي السابق وأحد الشركاء بشركة المحاماة كيث إم هاربر “أهداف الدعوى محاسبة مرتكبي التعذيب والقتل الوحشي لخاشقجي”.
وبين إم هاربر أن الدعوى تهدف أيضا لمحاسبة المتهم بتوجيه الأوامر القتل، في إشارة لابن سلمان.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=12549
التعليقات مغلقة.