بايدن والمستقبل القريب.. إيران والسعودية وحرب اليمن

عمان – خليج 24| حذر الخبير الإستراتيجي البرفسور وليد عبد الحي مقالًا مطولا بعنوان “بايدن والمستقبل القريب.. إيران والسعودية وحرب اليمن”.

وينشر موقع “خليج 24” النص الكامل للمقالة:

تحت عنوان : Interim National Security Strategic Guidance، نشر البيت الابيض في بداية هذا الشهر وثيقة وضعها الرئيس الامريكي الحالي جو بايدن .

ويشرح بايدن فيها رؤيته المرحلية لاستراتيجية الامن القومي الامريكي، وتقع الوثيقة في 23 صفحة.

وبعد قراءة متأنية للوثيقة، اود الاشارة للجوانب التالية مع التأكيد على تناول الموضوعات التي تعني منطقتنا:

أولا: يحدد بايدن تحديات الامن القومي الامريكي خلال المرحلة القادمة (4 سنوات على الاقل).

لكن يأتي ذلك في ستة ابعاد مركزية خارجية هي: النزعة السلطوية في كل من روسيا والصين (داخليا ودوليا).

وعودة النزعة القومية في مناطق كثيرة في العالم، الانتشار النووي، التغير المناخي، الثورة الصناعية الرابعة وأخيرا جائحة الكورونا.

بالإضافة إلى ذلك فإن بايدن يرى أن توزيع مقومات القوة في العالم يعتريه التغير بشكل يؤدي الى خلق تهديدات جديدة على مستويات ثلاثة هي:

أ‌- الدولية : ويشير في هذا المقام الى أن الصين هي الدولة الوحيدة القادرة على توظيف قواها الاقتصادية والعسكرية والتقنية والدبلوماسية للتأثير على استقرار النظام الدولي وتشاركها روسيا.

ب‌- الاقليمية: ويحدده في ايران وكوريا الشمالية معتبرا انهما تمثلان قوى تهديد لحلفاء أمريكا في منطقتين.

ت‌- قوى ما دون الدولة : وهو يشير بذلك الى دور الفاعلين من غير الدول بخاصة ما يسميه منظمات الارهاب والتطرف

ثانيا: في المستوى الداخلي الامريكي بشكل خاص (والعالمي بشكل عام) يركز في صفحات متفرقة على مصادر التهديد للأمن القومي في عدم المساوة (وهو ما يدفعه للاهتمام بالطبقة الوسطى).

تبع ذلك الاستقطاب الداخلي في المجتمع الامريكي باعتباره كما يصفه أمة مهاجرين ((nation of immigrants) ثم التهديد لدور القانون، الى جانب الفساد والسياسات الشعبوية.

ثالثا: ويركز بايدن في رؤيته لمواجهة هذه التحديات الداخلية والخارجية، على الابعاد التالية:

أ‌- اعتبار الديمقراطية وقيمها الانسانية الحل لمشكلات امريكا وغيرها من الدول

ب‌- ضرورة انغماس امريكا في الشأن العالمي من خلال الاستثمار والعمل على تحسين مستوى الحياة للأسرة الامريكية.

تبع ذلك التركيز على تحقيق الارباح وتراكم الثورةت‌- اعادة بناء التحالفات الامريكية على اسس أكثر قوة وبشكل يضمن المصالح الامريكية.

ث‌- العمل على بناء القوة بابعادها المختلفة ، وضمان توزيع مقبول للقوة (دوليا) من خلال:

1– منع الخصوم من تهديد الولايات المتحدة او حلفائها
2- منع التاثير على الاسس المشتركة التي تربط امريكا مع حلفائها
3- منع الخصوم من السيطرة على اقاليم هامة
4- تحديث تحالفات وشركاء الولايات المتحدة
5-تعزيز الطبقة الوسطى
6- ضبط قواعد التجارة الدولية( منظمة التجارة العالمية)
7- تعزيز الأمن السيبراني الأمريكي .
8– العودة لتفعيل المؤسسات الدولية ذات الصلة بموضوعات معينة مثل (المناخ- الكورونا- الاتفاقيات الدولية ذات العلاقة بسباق التسلح..الخ)
9—اعتبار الدبلوماسية هي الاداة الاولى لكن يمكن استخدام القوة اذا تهددت مصالح امريكية

رابعا:
ترتيب الاقاليم الجيوسياسية عالميا من منظور استراتيجية بايدن:

لكن وثيقة بايدن تضنمت عناية بعرض اهمية الاقاليم الجيوسياسية والجيواستراتيجة وترتيب اولوياتها على النحو التالي:

أ-الاولوية الاولى والثانية وبقد من التساوي لكل من حوض الباسيفيكي واوروبا الغربية( بخاصة منطقة عمل الناتو) وعليه يجب تقوية الوجود العسكري في هذين الاقليمين.

ب- في المرتبة الثالثة دول الجوار الامريكي أو البيئة المحاذية (كندا والمكسيك وامريكا الوسطى)

ت-جاءت المرتبة الرابعة للمنطقة العربية (الشرق الاوسط)

ث- افريقيا احتلت آخر قائمة الاولويات الامريكية، وكرس تناوله لها على موضوع المساعدات والديمقراطية.

خامسا: فيما يتعلق بالشرق الاوسط، حدد بايدن استراتيجيته على النحو التالي:

أ‌- الالتزام بالامن الاسرائيلي
ب‌- تعزيز الاندماج والتكامل الاسرائيلي مع جوارها الاقليمي
ت‌- تعزيز فكرة حل الدولتين(لم يقل التزام)
ث‌- ردع التهديدات الايرانية ونشاطاتها ” التخريبية” مع بحث برنامجها النووي
ج‌- شل التنظيمات الارهابية وترك افغانستان شريطة ضمان عدم عودة القاعدة لها.
ح‌- تسوية النزاعات المسلحة التي تمنع استقرار المنطقة
خ‌- الامتناع عن مساندة سياسات شركائنا الشرق اوسطيين من انتهاج سياسات تضر بمصالح الولايات المتحدة.
د‌- دعم الامم المتحدة لانهاء حرب اليمن
ذ‌- العمل على ان يتناسب الوجود العسكري الامريكي في الشرق الاوسط بما يضمن، ارباك عمل شبكات الارهاب ثم ردع ايران واخيرا حماية المصالح الحيوية الامريكية في المنطقة
التعليق:

1- لكن المكانة الاستراتيجية للمنطقة تراجعت بشكل واضح واصبح في المرتبة الرابعة منذ بايدن .

2- ازدواجية الموقف: فقد تحدث عن ” الالتزام بأمن اسرائيل” لكنه عند الاشارة الى حل الدولتين لم يستخدم أي مفردة توحي بالالتزام بهذا الحل بل اقتصر على تعزيز هذا الحل او المساعدة على…

3- رغم الاستفاضة في الاشارة للديمقراطية والاجترار المستمر لفكرة الحقوق والحريات.

لكن أن ال 23 صفحة لم تشر الى ” الاحتلال” ولا إلى حقوق الانسان التي خرقتها اسرائيل طبقا لأرقام مجلس حقوق الانسان الاممي بمعدل يقارب مجموع الخروقات التي ارتكبتها ال 192 دولة الاخرى الاعضاء في الامم المتحدة.

4- العمل على توسيع دائرة تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية ولكن من خلال العمل الدبلوماسي الهادئ والسري، ثم التوظيف الامريكي للبنية الشرق اوسطية الجديدة في العراك الدولي.

5- ان الاهتمام الامريكي في المنطقة سيتركز على:

أ‌- مضايقة المشاريع الصينية في المنطقة: ونعتقد ان مبادرة الحزام والطريق الصينية ستكون هي مركز الاهتمام الامريكي.

ب‌- تحجيم التمدد الروسي بهدف عرقلة تداعيات شبكة الترابطات الدولية لروسيا( البريكس ، منظمة شنغهاي واخيرا الاتحاد الاوراسي، بخاصة ان كل هذه الشبكات لها وهج يصل للشرق الاوسط).

لكن في الختام خنق الطموح الايراني للوصول بايران لمكانة الدولة المركز للشرق الاوسط (او غرب آسيا).

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.