إيران ترى في وقف إطلاق النار في لبنان فرصة لإعادة ترتيب الأوراق
احتفل اللبنانيون في الشوارع بعد دخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ في ضاحية بيروت الجنوبية، هذا التطور، الذي جاء بعد تصعيد حاد بين إسرائيل وحزب الله، ساهم في تخفيف الضغوط على إيران، الراعية الأساسية لحزب الله، على الأقل مؤقتًا.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الإيرانيين صوّروا وقف القتال كإنتصار لحليفهم، إلا أنهم عملوا خلف الكواليس للتوصل إلى هذا الاتفاق، مما يعكس الأضرار التي لحقت بحزب الله نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
ففي الأشهر الأخيرة، شهدت المنطقة تصاعدًا في التوترات بسبب الحرب في غزة، حيث جاءت إيران في موقف دفاعي، مفضلة السماح للمليشيات المتحالفة معها بشن الهجمات بدلًا من الانخراط المباشر في الصراع.
وتصاعد الضغط على إيران بعد أن استهدفت إسرائيل القيادة العليا لحزب الله، مما دفع إيران للسعي نحو وقف إطلاق النار، بعد أن استشهد أحد قادة الحزب في هجوم إسرائيلي، أدركت القيادة الإيرانية حجم الأضرار الناتجة عن تلك العمليات الجوية.
ورغم الاحتفال بالهدنة، فإن الوضع على الأرض يبدو أكثر كآبة، فقد تكبد حزب الله خسائر كبيرة، ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، قدرت الأضرار الاقتصادية للبنان بنحو 8.5 مليار دولار.
في هذا السياق، ترى إيران في وقف إطلاق النار فرصة لإعادة تقييم استراتيجيتها الإقليمية، واستعادة ما تبقى من حزب الله.
وفي أعقاب النزاع السابق بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006، قدمت إيران دعمًا ماليًا كبيرًا لمساعدة الحزب في إعادة البناء، ومع ذلك، فإن العقوبات الدولية والأزمة المالية في إيران قد تعيق قدرتها على توفير نفس المستوى من الدعم هذه المرة.
وبينما تواجه إيران تحديات كبيرة بينما تسعى للحفاظ على نفوذها في لبنان، ويبدو أن الدعم من الجماعات المسلحة الأخرى في المنطقة قد يكون غير كافٍ، في ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل العلاقة بين إيران وحزب الله معلقًا، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها طهران.
في ختام هذا التطور المعقد، يبدو أن وقف إطلاق النار في لبنان يمثل لحظة حاسمة لإيران في إعادة ترتيب أوراقها الإقليمية. ورغم أن هذا الهدوء المؤقت قد يمنح إيران وحزب الله فرصة لإعادة تقييم استراتيجياتهما، إلا أن التحديات المتصاعدة، سواءً الاقتصادية أو السياسية، ستظل حاضرة.
فإيران تجد نفسها مضطرة للموازنة بين الدعم المستمر لحلفائها ومواجهة الضغوط الداخلية والخارجية. ويبقى السؤال الكبير هو كيف ستتعامل إيران مع هذه التحديات المستقبلية، وما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على نفوذها الإقليمي في ظل هذه الظروف المتغيرة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69393