واشنطن- خليج 24| أدانت الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن شدة قمع المتظاهرين السلميين في السودان من قبل قوات الأمن التابعة للانقلابيين الذين يتلقون أوامرهم من السعودية والإمارات.
وقتل ما لا يقل عن 18 متظاهرا وأصيب العشرات بجراح بقمع قوات الأمن مظاهرات سلمية في السودان الأربعاء الماضي.
وقدم المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس التعازي لأسر الذين فقدوا أرواحهم في السودان الأربعاء الماضي.
الأكثر أهمية ما أكده برايس على ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين بالسودان.
كما دعا سلطات الانقلاب العسكري لضبط النفس والسماح بالمظاهرات السلمية.
وشدد على أحقية الشعب في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه بحرية دون خوف من العنف أو الانتقام.
أيضا برايس للعودة إلى مسار انتقال السودان إلى الحكم المدني، وعودة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى منصبه.
كما أكد وجوب إطلاق سراح جميع المحتجزين منذ تاريخ تنفيذ الانقلاب العسكري بـ25 أكتوبر الماضي.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن ضرورة احترام الجيش في السودان حقوق المدنيين بالتجمع السلمي.
وتتوالى التصريحات الأمريكية التي تؤكد أن إسرائيل باتت المتحكم الفعلي بمجريات الأحداث في السودان، وفق مخطط دولة الإمارات العربية المتحدة الخبيث.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على المساعدة في تشكيل حكومة في السودان وإنهاء الانقلاب العسكري هناك.
ودعت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا جرينفيلد إسرائيل للتدخل في الأزمة بالسودان.
الأكثر أهمية ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية بأن هذا هو الطلب الأمريكي الثاني في هذا السياق.
ولفتت إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين نقل رسالة مماثلة في محادثاته مع مسؤولين إسرائيليين.
وتأتي هذه الأخبار تأكيدا لما ذكره موقع “خليج 24” في تقرير له مؤخرا بعنوان “هكذا أهدت الإمارات السودان لإسرائيل فباتت المتحكم بمصيره”.
ولم تكتفي الإمارات بتوقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل، بل سعت وتسعى لتقديم المزيد من الدول العربية قرابين لتل أبيب لتكون عرابا ووكيلا لها.
ومن أبرز الدول التي عملت الإمارات على دفع قادتها الذين تتمتع بعلاقات معهم إلى التطبيع هي السودان.
وتتحكم الإمارات بنظام الحكم في السودان عقب الإطاحة بنظام عمر حسن البشير وتولي قيادات الجيش مسؤولية البلاد.
وانتقل السودان في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان من حاضنة للقضية الفلسطينية، إلى دولة مطبعة مع إسرائيل.
وأعلنت الخرطوم التطبيع مع إسرائيل عقب محادثات رعتها أبو ظبي حول آفاق التطبيع بين الجانبين.
وحينها أشرف على إدارة جلساتها مستشار الأمن القومي الإماراتي ومدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي الأمريكي.
في حين تألف الجانب السوداني من خليط عسكري ومدني معاً تمثل في رئيس مجلس السيادة الانتقالي ووزير العدل ومدير مكتب رئيس الوزراء.
كما لم يغب رجال الأمن عن الاجتماعات فحضر مدير المخابرات السوداني السابق وزميله مدير المخابرات المصرية الحالي.
وأقنع ولي عهد أبو ظبي الحاكم الفعلي للإمارات محمد بن زايد الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع البرهان الخرطوم بتوقيع اتفاق التطبيع.
وقدم ابن زايد للبرهان حينها بالتوافق مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الكثير من الإغراءات.
ومنذ توقيع اتفاق التطبيع عززت إسرائيل علاقاتها مع الخرطوم، حيث زارها مسؤولون أمنيون وعسكريون كبار.
وقبل أسابيع نفذ البرهان انقلابا على السلطة المدنية التي تدعمها واشنطن في السودان.
لذلك عملت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على التصدي لما وصفته ب”الانقلاب”.
وكان لافتا، ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن زيارة غير معتادة للمبعوث الأمريكي إلى السودان جيفري فيلتمان لتل أبيب.
وأشارت قناة “كان” العبرية الرسمية أن زيارة فيلتمان تأتي بعد أيام قليلة من زيارة وفد من (الموساد) الإسرائيلي إلى السودان.
وزار وفد (الموساد) الإسرائيلي السودان والتقى كبار المسؤولين هناك عقب أيام من الانقلاب العسكري.
ويوم الإثنين من الأسبوع قبل الماضي، أطاح رجال السعودية والإمارات في السودان بالحكومة.
وقبل أيام وجه فيلتمان صفعة مدوية لقادة الانقلاب العسكري في السودان وداعميهم في السعودية والإمارات.
وأكد فيلتمان أن ما حدث في السودان الأسبوع قبل الماضي انقلاب عسكري واختطاف للديمقراطية.
الأكثر أهمية أنه شدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية “لن تقبل بالقضاء على الأسس الديمقراطية في السودان”.
كما أكد على ضرورة وجود “شراكة بين المكون المدني والعسكري للوصول إلى الانتخابات”.
ولفت إلى أن “الشعب السوداني فقد الأمل في الانتقال إلى الديمقراطية”.
يشار إلى أن مسؤولين أمريكيين بارزين أجروا خلال الأيام الأخيرة سلسلة اتصالات مع السعودية والإمارات لإجبار رجالها في السودان للتراجع عن الانقلاب.
لكن من الواضح أن إسرائيل هي التي باتت المتحكم الفعلي برجال السودان الذين قدمتهم الإمارات لها.
وقال موقع “إنسايد ارابيا” الأمريكي إن النظام العسكري المتحالف مع دولة الإمارات يدير المشهد في السودان عقب انقلابه الأخير، وهو ما يشعر “إسرائيل” بسعادة بالغة.
وذكر الموقع الشهير أن “تل أبيب” سعيدة بالإطاحة برئيس الوزراء السوداني الذي وصف بـحجر عثرة أمام علاقات إسرائيلية سودانية أقوى.
وبين أنه ومع استيلاء العسكر المتحالفين مع الإمارات على السلطة، يمكن للإسرائيليين أن يكونوا أكثر تفاؤلاً بشأن تطبيع العلاقات على المدى الطويل مع الخرطوم.
وأشار الموقع إلى أن لن يقدموا على أي إجراء ينفر المتظاهرين المناهضين للانقلاب بدعم الانقلابيين علناً.
وذكر أن دعم الجناح العسكري بمجلس السيادة الانتقالي لتطبيع العلاقات مع الاحتلال يرجع لحد كبير لمصالحه في التقارب مع واشنطن، وعلاقاته بالإمارات.
وذكر الموقع أن الجناح المدني أقل حماساً بكثير لفتح علاقات رسمية مع تل أبيب.
وبين أن “القيادة العسكرية التي استلمت السلطة تتكون من نفس المسؤولين الذين كانوا القوة الدافعة وراء التطبيع مع إسرائيل”.
واتهمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الإمارات بدعم تكتيكي لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان لتنفيذ انقلابه الأخير وإفشال الانتقال الديمقراطي في السودان.
وأكدت الصحيفة واسعة الانتشار أنه لم يكن ليتحرك وينفذ البرهان انقلابه دون دعم تكتيكي من مصر والإمارات اللتين لم تشجبا انقلابه، بينما السعودية شجبته.
وبينت أن فيلتمان عمل ولأيام للتوسط والتحاور بين البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
ونبهت الصحيفة إلى أن الحوارات لمنع انهيار عملية الانتقال الديمقراطي الضعيفة والتي مضى عليها عامان.
وذكرت أن الانقلابين اللذين جريا في السودان وتونس تقف وراءهما مصر ودول خليجية.
وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أنه يمكن للاحتجاجات والضغوط الدولية المنسقة أن تجبر الجنرالات في السودان على التراجع عن انقلابهم العسكري وعكس مسار “الثورة المضادة”.
ويأتي حديث الصحيفة الأمريكية مع ذهاب السودان ليوم حاسم السبت بظل دعوات لمسيرات ومظاهرات حاشدة رفضا للانقلاب.
ولفتت “نيويورك تايمز” إلى أن الاحتجاجات بأماكن أخرى مثل بوركينا فاسو ب2014 وتونس 2011 مكنت من تجنب العودة للحكم العسكري.
وأوضحت أن العامل الحاسم بهذا التراجع عن الحكم العسكري كان حجم الاستجابة الشعبية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذا ما لم يحدث في مصر مثلاً إثر انقلاب السيسي.
وأكدت “نيويورك تايمز” أن المؤشرات تشير إلى وجود بوادر أمل لعكس الأمور في السودان.
وقالت “لا يبدو أن الانقسامات بالائتلاف الثوري بنفس الشدة التي كانت عليها بمصر عقب إسقاط الجيش للرئيس الإسلامي محمد مرسي”.
وأردفت “يبدو أن الانقلاب لا يحظى بدعم سوى عدد قليل من الأحزاب والجماعات المتمردة السابقة بقوى الحرية والتغيير”.
في حين دان معظم الثوار السودانيين الانقلاب بشدة، بحسب الصحيفة الأمريكية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=35424
التعليقات مغلقة.