الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله صامدة حتى الآن رغم الانتهاكات

صمدت الهدنة الهشة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني لأكثر من شهر، رغم أن شروط الاتفاق قد لا تُنفذ في الموعد المحدد، حيث تم التوصل إلى الاتفاق في 27 نوفمبر 2024 لوقف الحرب، والذي نص على أن يضع حزب الله أسلحته في جنوب لبنان على الفور، ويُمنح إسرائيل مهلة 60 يومًا للانسحاب من المنطقة وتسليم السيطرة للجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

حتى الآن، انسحبت إسرائيل من بلدتَين فقط من عشرات البلدات التي كانت تسيطر عليها في جنوب لبنان، كما استمرت في شن ضربات على ما تقول إنها قواعد تابعة لحزب الله، الذي تتهمه بمحاولة إطلاق صواريخ الأسلحة قبل أن يتم ضبطها وتدميرها.

من جهة أخرى، هدد حزب الله باستئناف القتال إذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل قبل انتهاء مهلة الـ60 يومًا. وعلى الرغم من الاتهامات المتبادلة من الجانبين بشأن مئات الانتهاكات للهدنة، يرى المحللون أن الهدنة من المحتمل أن تستمر، وهو ما يُعد خبرًا جيدًا لآلاف العائلات الإسرائيلية واللبنانية المشردة التي لا تزال تنتظر العودة إلى منازلها.

وتتضمن اتفاقية الهدنة أن يتوقف الطرفان عن “العمليات الهجومية” العسكرية، مع السماح بالتحرك في حالة الدفاع عن النفس، إلا أن تفسير هذا الشرط يظل غامضًا، كما أن الجيش اللبناني مكلف بمنع حزب الله وغيره من الجماعات المسلحة من شن هجمات على إسرائيل، بالإضافة إلى تفكيك منشآت الأسلحة التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وهو ما قد يمتد لاحقًا إلى باقي أنحاء البلاد.

وعلى الرغم من أن الهدنة قد صمدت حتى الآن، تبقى أسئلة مهمة حول كيفية تنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، خاصة مع استمرار الهجمات الجوية الإسرائيلية على أهداف في لبنان، وتصاعد الاتهامات من لبنان وإسرائيل بشأن الانتهاكات المستمرة.

بينما تظل الهدنة قائمة رغم التعقيدات، يبقى مصير السلام في المنطقة معلقًا بتفاصيل تنفيذ الاتفاق. مع استمرار التوترات والهجمات المتبادلة، يبقى الأمل في أن تتغلب الجهود الدبلوماسية على العقبات لتحقيق الاستقرار.

وفي هذا الجو المشحون، يظل الانتظار والترقب هما سيد الموقف للعديد من العائلات التي تتوق إلى العودة إلى حياة طبيعية بعيدًا عن أهوال الحرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.