تدعو السعودية إلى تعزيز جودة الحياة في إطار مؤتمر الأمم المتحدة لأطراف المناخ COP29، الذي يُعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، سعت المملكة العربية السعودية إلى تأكيد التزامها برفع مستوى جودة الحياة من خلال التركيز على التنمية المستدامة.
يأتي هذا ضمن جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، وهي استراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتعزيز التنوع الاقتصادي.
تُعَد التنمية المستدامة محورًا رئيسيًا في التحسين العام لجودة الحياة، حيث تسعى المملكة إلى الانتقال من اقتصاد يعتمد على النفط إلى نموذج أكثر تنوعًا واستدامة.
وقد أشار توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى أن هذه التغيرات لها آثار عميقة على جودة الحياة، مشددًا على أهمية الحفاظ على مستوى عالٍ من جودة الحياة بعد تنفيذ السياسات الجديدة.
وتُعتبر رؤية 2030 الأساس الذي يُبنى عليه هذا التحول، حيث تضع السعودية أهمية كبيرة على التنمية الخضراء التي تُعتبر ضرورية لتحسين جودة الحياة لمواطنيها.
ومن خلال مشروعات مثل “نيوم”، المدينة المستقبلية التي تُخطط لتكامل التكنولوجيا الذكية ونمط الحياة المستدام، تسعى المملكة إلى تقديم بيئات حضرية مصممة بعناية تتماشى مع النمو المستدام.
أحد المشاريع البارزة هو “جمعية أيون كولكتيف”، وهي منظمة غير ربحية تسعى لتعزيز مفهوم الاستدامة والتنمية في السعودية، وتركز الجمعية على الربط بين الرفاه الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، مع التأكيد على أهمية إعادة توجيه هيكلة الأوقاف الإسلامية لتعزيز الاستدامة.
وقد أكدت الأميرة مشاعل سعود الشعلان، إحدى مؤسسي الجمعية، على ضرورة إعادة اكتشاف مفهوم “أمانة الأرض” في الثقافة الإسلامية، مما يعكس التزام السعودية بالاستدامة.
وتسعى الحكومة السعودية أيضًا إلى تعزيز الوعي العام والمشاركة في ممارسات الاستدامة من خلال حملات تعليمية ومبادرات مجتمعية، وتهدف هذه الجهود إلى تشجيع المواطنين على تبني عادات مستدامة مثل إعادة التدوير والحفاظ على الطاقة، مما يسهم في بناء ثقافة استدامة تعزز الرفاهية المجتمعية.
وخلال المؤتمر، أكدت الأميرة مشاعل على أهمية رفع مستوى الطموح على المستوى الوطني وضمان ترجمة الأهداف إلى واقع ملموس، حيث قالت: “يجب أن تتجاوز المدن مجرد كونها مراكز تجمع للكربون، بل يجب أن تكون أماكن تجذب العقول القادرة على حل هذه القضايا”.
وتعتبر الاستدامة في السعودية ليست مجرد رد على المخاوف البيئية، بل هي نهج شامل لتحسين جودة الحياة عبر مبادرات استراتيجية في العديد من القطاعات بما في ذلك التخطيط الحضري والمشاركة المجتمعية، وذلك من خلال هذه الجهود، تعمل المملكة على تمهيد الطريق لمستقبل صحي ومستدام لشعبها.
ومن خلال التركيز على جودة الحياة في سياق مؤتمر COP29، تُظهر السعودية التزامها بتقديم حلول مستدامة تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على التلبية.
إن التحول نحو نموذج اقتصادي أكثر استدامة هو خطوة ضرورية نحو تحسين الظروف المعيشية وتحقيق التنمية المستدامة التي تُعتبر حجر الزاوية لرؤية 2030.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69242