أعلنت الحكومة البريطانية عن مضاعفة ميزانية المساعدات المقدمة للسودان، استجابةً للقلق المتزايد بشأن احتمال تفشي مجاعة قد تكون أسوأ من تلك التي شهدتها إثيوبيا قبل 40 عامًا.
تأتي هذه الخطوة في وقت يعاني فيه السودان من أزمة إنسانية خانقة نتيجة حرب أهلية مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تم استخدام التجويع كأداة حرب من قبل الطرفين.
وتبلغ حزمة المساعدات الجديدة 113 مليون جنيه إسترليني، مما يجعل السودان واحدًا من أكبر متلقي المساعدات الثنائية البريطانية.
وتعكس هذه الزيادة الوضع الإنساني المتردي في البلاد، الذي وصف بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ويتجه نحو كارثة تاريخية.
ومن المتوقع أن تتلقى السودان تقريبًا نفس المبلغ الذي حصلت عليه أفغانستان العام الماضي، على الرغم من انتقادات تشير إلى أن هذا المبلغ لا يزال أقل من نصف ما قدمته المملكة المتحدة لأوكرانيا.
وخلال زيارة إلى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، دعا وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، القوات المسلحة السودانية إلى إبقاء معبر أدري الحدودي مع تشاد مفتوحًا بشكل دائم، وإزالة القيود التي تعيق تدفق المساعدات. وقال لامي: “لا يمكننا تقديم المساعدات دون الوصول، كما يجب ألا تُستخدم المجاعة كأداة حرب، ويمكننا فقط وقف هذه المجاعة إذا كانت جميع المعابر الحدودية ومنافذ الإمداد مفتوحة وآمنة”.
وتسعى الحكومة البريطانية من خلال هذه الزيادة إلى دعم أكثر من مليون شخص تأثروا بشكل مباشر بالصراع المدمر في السودان، ومع ذلك، تزداد المخاوف بشأن نتائج القتال المستمر في ولاية الجزيرة، التي تُعتبر قلب الزراعة في السودان، مما قد يحد بشكل كبير من إمدادات الغذاء.
وتشير التقارير إلى أن عدد الضحايا نتيجة الحرب الأهلية السودانية قد يكون أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه سابقًا. فقد أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 61,000 شخص لقوا حتفهم في الخرطوم، حيث كان السبب الرئيسي للوفاة هو الأمراض القابلة للتجنب والمجاعة، وليس العنف فقط.
كما ظهرت أدلة على أن مئات الأشخاص قد لقوا حتفهم نتيجة تفشي الكوليرا في مدينة الحلاوية المحاصرة في ولاية الجزيرة، التي كانت محاطة بقوات الدعم السريع.
وعلى الرغم من حجم الأزمة الإنسانية التي يواجهها السودان، أعادت وكالات الأمم المتحدة التأكيد على الحاجة الملحة للحصول على تمويل إضافي، حاليًا، فإن نداء الأمم المتحدة الإنساني للسودان، الذي يبلغ 2.14 مليار جنيه إسترليني، ممول بنسبة 57% فقط، مما يطرح “تحديات كبيرة” لاستمرار جهود الإغاثة الضرورية، حيث يعيش أكثر من 25 مليون شخص في السودان على المساعدات، ويعاني أكثر من 500,000 شخص في دارفور من ظروف المجاعة.
وتأتي هذه الجهود في وقت يعاني فيه الشعب السوداني من آثار الصراع المستمر والضغوط الاقتصادية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
في ظل هذه الظروف، يواجه السودان تحديات هائلة في تأمين الاحتياجات الأساسية لمواطنيه.
وتؤكد هذه التطورات على أهمية التعاون الدولي وضرورة تقديم الدعم العاجل للسودان، فمع تصاعد الأزمات الإنسانية، يصبح من الضروري أن تتضافر الجهود الدولية لتلبية احتياجات السودانيين الذين يعانون من آثار الصراع والمجاعة.
وتبقى الآمال معقودة على أن تؤدي هذه المساعدات إلى تحسين الوضع الإنساني في السودان، وأن يتمكن الشعب السوداني من تجاوز هذه الأوقات العصيبة.
إن التركيز على توفير المساعدات الإنسانية وتسهيل الوصول إليها هو أمر حيوي لضمان سلامة السكان الأكثر ضعفًا، ووقف استخدام المجاعة كأداة للحرب.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69171