المدنيون محاصرون في شمال غزة وسط غارات جوية ومواجهات عن قرب

المدنيون محاصرون في شمال غزة وسط غارات جوية ومواجهات عن قرب، تعيش آلاف العائلات في شمال غزة وضعًا مأساويًا مع استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية والقتال القريب بين القوات الإسرائيلية والمقاومة.

فمنذ بداية الهجوم الإسرائيلي المكثف، أصبح العديد من المدنيين محاصرين في منطقة جباليا، حيث تزايدت المخاوف من الأوضاع الإنسانية المتدهورة.

وتقول التقارير إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 50 مقاتلاً من المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك في إطار محاولاتها لتدمير القوات المسلحة، بينما تصاعدت المخاوف بين الفلسطينيين من أن إسرائيل تهدف إلى إخلاء منطقة شمال غزة بشكل دائم، حيث أصدرت أوامر للمدنيين بالانتقال إلى ما يُعتقد أنها مناطق أكثر أمانًا في الجنوب.

ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص إما يرفضون الامتثال لتلك الأوامر أو غير قادرين على المغادرة بسبب الأوضاع الأمنية.

واستقبلت المستشفيات في غزة نحو 350 جثة منذ بدء الهجوم على جباليا في 6 أكتوبر، وفقًا للدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، مؤكدا أن أكثر من نصف الشهداء هم من النساء والأطفال، كما أن العديد من الجثث لا تزال في الشوارع وتحت الأنقاض، حيث تعذر على فرق الإنقاذ الوصول إليها بسبب الغارات.

وطالب المسؤولون الصحيون الفلسطينيون بفتح ممر إنساني إلى المستشفيات في شمال غزة، حيث يرفض الأطباء مغادرة مرضاهم رغم أوامر الإخلاء، وذكر حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، أن أكثر من 300 موظف طبي يعملون في المستشفى ولا يمكنهم توفير حتى وجبة واحدة لتقديم الخدمات الطبية بشكل آمن.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أشار متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى أن إسرائيل تتحمل مسؤولية أكبر لضمان عدم تعرض المدنيين للأذى بسبب هجماتها، جاء ذلك بعد ظهور مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر ما بدا أنه فلسطينيون يحترقون أحياءً في خيام اشتعلت فيها النيران نتيجة صواريخ أُطلقت على مستشفى الأقصى.

وأفادت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء تجاوز 42,409 شهيد، وقد ترك الهجوم مناطق واسعة في حالة خراب، مما أدى إلى نزوح حوالي 90% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، مما أجبر مئات الآلاف على البحث عن ملجأ في مخيمات مكتظة أو مدارس تحولت إلى ملاجئ.

وفي الوقت نفسه، استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية أهدافًا في جنوب لبنان وبيروت، حيث استمرت العمليات الجوية والبرية على الرغم من ارتفاع عدد الشهداء المدنيين.

وقد استشهد خمسة أشخاص في غارة على مبنى بلدي في بيروت، ولا تزال جهود إزالة الأنقاض جارية.

وتتطلب الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة استجابة سريعة من المجتمع الدولي، حيث يتوجب على المنظمات الإنسانية والدول المعنية العمل على فتح ممرات إنسانية لتوفير المساعدات الأساسية، بما في ذلك الأغذية والأدوية، للمدنيين المتضررين.

وتستمر الأوضاع في شمال غزة في التدهور، حيث تعاني العائلات من فقر شديد وفقدان الأرواح، إن الحاجة إلى وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى، كما يجب على المجتمع الدولي التدخل لضمان سلامة المدنيين وتقديم الدعم اللازم لتخفيف معاناتهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.