المبعوث الأمريكي يؤكد أن الهدنة في لبنان “ضمن متناول الأيدي”

أكد المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله “ضمن متناول أيدينا”، في تطور إيجابي في الأوضاع المتوترة بلبنان.

 

جاءت هذه التصريحات بعد محادثات مع مسؤولين لبنانيين في بيروت، حيث تم تقديم ردود الفعل على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار وحل دبلوماسي للنزاع، تم إعداده بالتنسيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

 

وخلال اجتماع استمر ساعتين مع نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني، الذي تم تفويضه من قبل حزب الله للتفاوض، وصف هوكشتاين المناقشات بأنها “بناءة ومفيدة”.

 

وأعرب عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل في الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن هناك فرصة جدية لوقف إطلاق النار، كما أضاف أنه استعاد الثقة في إمكانية تحقيق تقدم، وأن القرار يعود للأطراف المعنية.

 

وأكد مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن الأولوية هي تحقيق الهدنة ووقف العدوان ضد لبنان، مع الحفاظ على السيادة اللبنانية على جميع أراضي البلاد.

 

وأعرب ميقاتي عن قلقه من الحاجة إلى عودة النازحين إلى قراهم، وكذلك ضرورة وقف الأعمال الإسرائيلية التي وصفها بـ “الإبادة الجماعية” والدمار العشوائي الذي تتعرض له المدن اللبنانية.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت شهدت فيه بيروت هدوءًا متوترًا بعد سلسلة من الضغوطات العسكرية، حيث نفذت إسرائيل غارات جوية على مناطق في العاصمة، مما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين.

 

في المقابل، رد حزب الله بإطلاق صواريخ على تل أبيب، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع، وأكد هوكشتاين أن هناك حاجة ملحة لتقليل الفجوات بين الأطراف لضمان استقرار الوضع.

 

وتركز المقترح الأمريكي على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم اعتماده في عام 2006، والذي يهدف إلى إنهاء النزاع بين إسرائيل وحزب الله، ويتضمن الاقتراح تعزيز اللجنة المراقبة التي تشرف على تنفيذ هذا القرار، بالإضافة إلى شروط إسرائيلية تسعى لضمان حقها في انتهاك الأجواء اللبنانية لأغراض الاستطلاع والاستجابة لأي انتهاكات من قبل لبنان.

 

وتواجه المناطق الجنوبية من لبنان أزمة إنسانية متزايدة، حيث أُجبر العديد من السكان على النزوح، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، هناك أكثر من 1.2 مليون شخص فقدوا منازلهم، مما يتطلب استجابة سريعة من المجتمع الدولي.

 

وقد حذرت المنظمات الإنسانية من تفاقم الأوضاع، حيث يحتاج النازحون إلى الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

 

وفي ختام زيارته، دعا هوكشتاين جميع الأطراف إلى العمل نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وأكد على أهمية الحوار والتفاوض كسبيل وحيد لحل النزاعات المستمرة.

 

كما أشار إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يلعب دورًا أكثر فاعلية في دعم جهود السلام، وضمان تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالصراع.

 

وتبقى الهدنة في لبنان هدفًا يسعى إليه الجميع، حيث يأمل المبعوث الأمريكي أن تكون المحادثات الجارية مؤشراً على انفراجة قريبة.

 

كما يتطلب الوضع الحالي التزامًا قويًا من جميع الأطراف المعنية لتحقيق السلام، كما أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الاستقرار في لبنان.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.