القصف الإسرائيلي يتسبب في حرائق ويُدمّر آخر مستشفى يعمل في شمال غزة

اندلعت حرائق في مستشفى كمال عدوان نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت المستشفى ليلة الثلاثاء مما أدى إلى تدمير آخر وحدة للعناية المركزة (ICU) في شمال غزة.

وذكرت مصادر صحفية أن المستشفى تعرض للقصف الإسرائيلي واستخدام روبوتات مفخخة بالقرب من محيطه.

ويعد مستشفى كمال عدوان واحدًا من الأهداف العسكرية الرئيسية لإسرائيل منذ بداية حربها على غزة في أكتوبر 2023.

ويشكل المستشفى عقبة في خطة إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من الشطر الشمالي للقطاع المحاصر، حيث يقدر عدد اللاجئين الذين لجأوا إلى المستشفى بحوالي 65,000 إلى 75,000 شخص.

وأدت الهجمات الأخيرة إلى استشهاد ما لا يقل عن 2,500 فلسطيني وإصابة نحو 10,000 آخرين في الهجوم الإسرائيلي على شمال غزة، بينما تم اختطاف مئات الفلسطينيين وطرد الآلاف منهم من منازلهم.

وأكد عيد صبّاح، مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان، أن “الليلة كانت مليئة بالرعب” في المستشفى، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي محاصرة المنطقة حول المستشفى ودمّر الطرقات والبنية التحتية المحيطة.

كما استهدفت الطائرات المسيّرة “الدرون” المجمع الطبي ومحيطه، بينما أسفرت الهجمات على منزل عائلة البطة في الغرب عن مقتل ثمانية فلسطينيين، وفقًا للدفاع المدني الفلسطيني.

وأضاف صبّاح أن “الكثير من الجرحى سقطوا وما زال الكثيرون تحت الأنقاض”، مشيرًا إلى أن الهجمات أسفرت عن تصاعد الدخان داخل وحدة العناية المركزة، مما أجبر الطواقم الطبية على علاج 74 مريضًا “بطريقة بدائية جدًا” بسبب نقص الموارد.

وفي صباح اليوم الأربعاء، أدى القصف الإسرائيلي المستمر إلى نشوب حريق داخل وحدة العناية المركزة، وهو ما جعل المدير الطبي للمستشفى، حسام أبو صافية، يعرب عن أسفه قائلًا: “النار اشتعلت في وحدة العناية المركزة بعد القصف المفاجئ، وقد استهدف الاحتلال المستشفى بشكل متعمد بكل أنواع الأسلحة، مما جعل الوضع كارثيًا”.

وأضاف أبو صافية أن وحدة العناية المركزة أصبحت خارج الخدمة الآن، وأن الوضع في المستشفى أصبح في غاية الصعوبة، متابعا: “لقد طالبنا العالم لأكثر من 75 يومًا بحماية النظم الصحي والعاملين فيه، ولكن دون أي استجابة.”

من جانبها، أكدت هناء بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، أن الفريق الطبي الدولي الذي تم إرساله إلى المستشفى لم يتم السماح له بالدخول بسبب الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المنطقة.

وقالت في منشور عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “الاعتداءات على مستشفى كمال عدوان في شمال غزة تسببت في أضرار إضافية، مما أدى إلى فقدان المستشفى قدرته على تقديم الرعاية الجراحية والولادة”.

وأشارت بلخي إلى أن “الرعب الذي عاشه طاقم المستشفى والمرضى في الأيام الماضية لا يمكن وصفه، وهو أمر غير مقبول”، مضيفة أن “السلام في غزة أصبح متأخرًا للغاية”.

ومنذ أكثر من شهرين، يفرض الجيش الإسرائيلي حصارًا خانقًا على شمال غزة، مما يمنع السكان من التواصل مع العالم الخارجي أو نشر المعلومات حول معاناتهم. ومنذ الخامس من أكتوبر، يعاني سكان غزة من حصار شديد يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، ما أدى إلى تقارير عن المجاعة والقصف والتهجير.

وتستمر فرق الدفاع المدني والمسعفون في مواجهة عوائق كبيرة من قبل القوات الإسرائيلية، التي تمنعهم من إنقاذ الجرحى، فيما تم إغلاق جميع المستشفيات في شمال غزة تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية المستمرة واعتقال العاملين في القطاع الصحي.

وبحسب أحدث الأرقام من وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العدوان الإسرائيلي في أكتوبر 2023 أكثر من 45,000 شهيد، بينما تجاوز عدد المصابين 107,000.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.