واشنطن تستخدم الفيتو ضد قرار دعو لوقف إطلاق نار إنساني مؤقت في غزة

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء يهدف إلى إدانة حماس لهجومها على إسرائيل ويدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وحصل القرار، الذي صاغته البرازيل، على دعم 12 من أعضاء المجلس بينما امتنعت روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت.

ويأتي الفيتو الأمريكي وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في أعقاب الغارة الجوية الإسرائيلية على المستشفى الأهلي العربي في مدينة غزة، وهو الهجوم الذي أدى إلى مقتل أكثر من 500 فلسطيني وفقا للسلطات الفلسطينية.

وقد وُصِف هذا الإضراب بأنه أحد أكثر الهجمات دموية منذ سنوات وأثار احتجاجات وإدانات واسعة النطاق من زعماء العالم.

ودافعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، عن الصوت المعارض الوحيد لأمريكا، قائلة: “نحن على الأرض نقوم بالعمل الدبلوماسي الشاق. نعتقد أننا بحاجة إلى السماح لهذه الدبلوماسية بأن تتحقق”.

واعترضت الولايات المتحدة على الفشل الواضح للقرار في التأكيد على “حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”. تاريخياً، كثيراً ما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من القرارات الحاسمة.

وألقى مسؤولون إسرائيليون باللوم على “إطلاق صاروخي فاشل” من قبل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، في حين ألقى مسؤولون فلسطينيون باللوم على الغارات الجوية الإسرائيلية في الهجوم الذي أدى إلى مقتل مدنيين كانوا يبحثون عن العلاج والمأوى.

أفاد وليد صيام، السفير الفلسطيني في اليابان، أن المستشفى الأهلي العربي الذي يديره المسيحيون تلقى تحذيراً من الجيش الإسرائيلي قبل ساعة من الغارة القاتلة.

وكان القرار الفاشل يهدف إلى إدانة العنف ضد جميع المدنيين. وقد حصل على دعم 12 من أعضاء المجلس الذين أعربوا عن خيبة أملهم، خاصة في ضوء الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

ورداً على الفيتو الأميركي، انتقد سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الولايات المتحدة قائلاً: “لقد شهدنا للتو مرة أخرى النفاق والمعايير المزدوجة التي يتبناها زملائنا الأميركيين”.

اندلعت احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واستهدفت سفارات الحكومات الغربية.

ويتهم المنتقدون الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، بتطبيق معايير مزدوجة فيما يتعلق بالانتهاكات الإسرائيلية المحتملة للقانون الدولي.

ورغم أن الولايات المتحدة قالت إن إسرائيل لابد وأن تتخذ التدابير اللازمة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، فقد عرضت دعماً لا يتزعزع وامتنعت عن توجيه الانتقاد المباشر مع استمرار العمليات الإسرائيلية في تدمير غزة.

وأفادت السلطات الفلسطينية عن مقتل أكثر من 3400 شخص وإصابة أكثر من 12000 آخرين جراء الهجوم الإسرائيلي.

ويأتي هذا النقض بعد محاولة روسيا الفاشلة في وقت سابق من هذا الأسبوع لتمرير قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، مما دفع المسؤولين الروس إلى التشكيك في صدق التزامات الولايات المتحدة تجاه القانون الدولي وحقوق الإنسان، خاصة بعد الانتقادات الموجهة للغزو الروسي لأوكرانيا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.