الرياض – خليج 24| وصفت منظمة العفو الدولية قرار محكمة سعودية بتأييد حكم منع السفر ضد الناشطة السعودية لجين الهذلول بأنه “ظلم رهيب” ودليل على نية الرياض مواصلة سحق جميع أشكال المعارضة لديها.
وقالت المسؤولة في المنظمة لين معلوف: “لقد أظهرت السلطات السعودية بوضوح أنها تعتبر النشاط السلمي جريمة، وأن النشطاء خونة أو جواسيس”.
وأكدت أن “الحكم على لجين الهذلول يكشف مرة أخرى أن التزامات السعودية العلنية بإصلاح حقوق الإنسان، مجرد خدعة”.
ووجهت وزارة الخارجية الأمريكية رسالة شديدة اللهجة إلى السعودية عقب قرار لإحدى محاكمة بإبقاء قرار منع السفر بحق الناشطة لجين الهذلول .
وأكدت الوزارة عزم واشنطن مواصلة مراقبة التطورات المتعلقة بالناشطة الهذلول عن كثب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية “كما قلنا مراراً وتكراراً إنه يجب الإشادة بالدفاع عن حقوق المرأة وغيرها من حقوق الإنسان وليس تجريم ذلك”.
وأردفت “نواصل حث المملكة العربية السعودية على حل قضية السيدة الهذلول”.
كما جددت الدعوة للسعودية بالإفراج عن ناشطات حقوق المرأة الأخريات اللواتي ما زلن رهن الاعتقال بما في ذلك سمر بدوي ونسيمة السادة وغيرهما.
وشددت “لا نعتقد أن السيدة الهذلول أو عائلتها أو غيرهم ممن تم الإفراج عنهم مؤقتاً يجب أن يخضعوا لحظر السفر أو قيود أخرى”.
ونبهت إلى أن الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين أوضحا أن حقوق الإنسان ستكون أولوية في علاقتنا الثنائية مع السعودية.
وأضافت “ونحن نشجع المملكة على مواصلة الإصلاحات القانونية والسياسية التي تحترم حقوق النساء والفتيات وجميع الناس”.
وأعلنت شقيقة الهذلول أن محكمة في العاصمة السعودية أكدت الحكم الصادر بحق شقيقتها بشأن منعها من السفر.
جاء ذلك خلال جلسة استئناف على طلب للناشطة لجين الهذلول عقدتها محكمة سعودية ضمن المنظومة القضائية التي يسيطر عليها ابن سلمان.
وقالت لينا الهذلول إن “قرار القضاء بتأكيد الحكم الأول يعني أن السعودية تعتبر المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وهولندا “كيانات إرهابية” والاتصال بها “عملًا إرهابيًا””.
في حين، كتبت شقيقتها الأخرى علياء الهذلول على حسابها في “تويتر” “خطأ استراتيجي فادح من القضاء (التابع)”.
وأضافت “ستفقد المملكة مصداقيتها كحليف استراتيجي، فكل يوم تثبت للعالم أنه لا يمكن الوثوق بها”.
وأردفت “التخبط السياسي واضح اليوم”.
وتابعت “كسب أصدقاء وحلفاء جدد لا يجب أن يكون ع حساب خسارة الحلفاء التاريخين”.
وبحسب الهذلول “ستخسر الصديق القديم والجديد بتهورك، والشعب يدفع الثمن”.
وكانت لجين أعربت في وقت سابق اليوم عن أملها في أن تعدل المحكمة الحكم الصادر ضدها بمنعها من السفر.
وتحدث ناشطون عن أن قرار ولي العهد السعودي بمنع سفر لجين لخشيته من أن تقوم بفضحه بسبب ما ارتكب بحقها في السجن.
وأفرد عن لجين في 10 فبراير الماضي، لكن أبقي قيد إفراج مشروط عنها لـ3 سنوات.
ولا يمكن لجين التي اعتقلت لمدة أكثر من 3 سنوات مغادرة المملكة لمدة 5 سنوات.
وكانت الناشطة السعودية المفرج عنها مؤخرا لجين قالت أمس إن يوم غد (اليوم الأربعاء) سيكون حافلا، دون أن تذكر مزيدًا من التفاصيل.
وكتبت الهذلول في تغريده لها على حسابها الرسمي في “تويتر” كلمة “غدا” باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية.
وأرفقت لجين الهذلول تغريدتها بصورة “GIF” لشخصية كرتونية تُشبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وهذه الصورة لترامب من مسلسل الرسوم المتحركة الساخر “Our Cartoon President” الذي بث عام 2018 على شبكة “شوتايم”.
ولم تشر الهذلول إلى أية تفاصيل أخرى عما سيحدث يوم غد.
فيما كشفت شقيقتها لينا الهذلول أن غدًا ستكون جلسة المحكمة لنظر الاستئناف الذي قدمته لجين بعد إطلاق سراحها.
وكانت لجين قدمت يوم الثلاثاء الماضي طلبا لمحكمة الاستئناف “للاعتراض على تفسير التهم والإدانة المبنية عليها”.
ويشمل أيضًا “طلب رفع حظر السفر عنها وعن أسرتها”، وفقا لما ذكرته شقيقتها التي أطلق سراحها في 10 فبراير/ شباط الماضي.
وقبل يومين، نشرت لينا الهذلول تفاصيل ما دار مع شقيقتها خلال جلسة الاستئناف الذي قدمتها لرفع المراقبة وحظر السفر عنها.
وكتبت لينا في تغريده عبر صفحتها بموقع “تويتر”: “ظهرت لجين اليوم في المحكمة في جلسة الاستئناف ضد الحكم الصادر بحقها”.
وقالت: “دعا الادعاء العام لزيادة مدة الحكم وسأل القاضي لجين الهذلول عما إذا كانت نادمة على ما فعلته، فأجابت بأنها لم ترتكب أي جريمة”.
وكانت الناشطة السعودية شاركت مقطعًا مصورًا وهي في طريقها إلى المحكمة لحضور جلسة الاستئناف بعد الإفراج عنها مع الاستمرار بفرض حظر السفر عليها.
ويظهر الفيديو الهذلول أثناء توجهها لحضور الجلسة وتحمل بيدها ما يبدو أنها ملفات خاصة بالقضية.
وكانت لجين ترتدي عباءة سوداء تمثل اللباس التقليدي للنساء عادة في السعودية.
وكانت علياء الهذلول شقيقة لجين قالت قبل أيام: “يوم الثلاثاء 2 مارس ستدخل لجين قاعة محكمة الاستئناف المتخصصة من باب الأحرار”.
وذكرت علياء في تغريده لها “مطالبها (لجين) هو الاعتراض على تفسير التهم والإدانة المبنية عليها”.
وكذلك طلب رفع حظر السفر عنها وعن جميع أفراد العائلة، بحسب علياء.
وطالبت برد الاعتبار لشقيقتها و”تعويضها عن التعذيب الذي حصل لها وتشويه سمعتها”.
وفي 28 ديسمبر حكم القضاء السعودي على لجين الهذلول بالسجن 5 سنوات و8 أشهر مع وقف التنفيذ لعامين و10 أشهر.
لكن السلطات السعودية أطلقت سراحها في الـ10 من فبراير الجاري إثر ضغوط أمريكية شديدة عليها.
وكانت لجين كشفت بأول ظهور إعلامي لها فضيحة تجربة اعتقالها التعسفي عقب أسبوع من الإفراج عنها من السجون السعودية.
وكتبت الهذلول عبر حسابها بموقع “تويتر” باللغة الإنجليزية: “نعود بقلب مليء بالامتنان، لكنه مصاب بكدمات من 1001 من خيبات الأمل”.
وأشارت لجين إلى أن قضت 1001 ليلة في السجون السعودية، على خلفية مطالبتها بالحريات العامة بالمملكة.
وكانت لجين (31 عاما) ظهرت بوجه شاحب وشعر طويل تخللته خصلة بيضاء، بأول صورة نشرتها عائلتها فور الإفراج عنها.
يذكر أن عائلة لجين الهذلول كشفت عن تعرّضها للتحرّش الجنسي والتعذيب باستخدام الصعقات الكهربائية والإيهام بالغرق أثناء احتجازها.
وتتهم الهذلول المستشار الإعلامي في الديوان الملكي سعود القحطاني بأنه هددها بالاغتصاب والقتل.
مصادر سعودية كشفت عن فرض السلطات السعودية لقيود صارمة على الناشطة لجين الهذلول .
وأكدت أن السلطات ابتزت عائلة الهذلول بالإفراج عنها مقابل كتابة تعهد تخطي يفرض قيودًا إجبارية على لجين.
أوضحت أن القيود تشمل منعها من أي مشاركة بأنشطة لمنظمات حقوقية دولية أو مؤتمرات للأمم المتحدة.
وبحسب المصادر فإنه يمنع أي ظهور إلى الناشطة البارزة في أي من وسائل الإعلام الأجنبية.
واشترطت السلطات السعودية منع العائلة من تقديم أي شكاوى بشأن ما تعرضت له من انتهاكات تعذيب وتحرش جنسي.
وذكرت المصادر أن لجين الهذلول تلقت تهديدًا بإعادة اعتقالها بأي وقت حال مخالفتها لتلك القيود.
وكانت لينا نشرت صورًا جديدة لشقيقتها المفرج عنها من سجون السلطات السعودية بعد قضاء 3 سنوات فيها.
والتُقطت الصور في الهواء الطلق، فيما بدت وكأنها نزهة عائلية.
وعلقت شقيقة لجين الهذلول على الصور التي نشرتها بحسابها على موقع تويتر “أختي البطلة لجين اليوم”.
وتفاعل خلال أقل من ساعة قرابة 8 آلاف متابع مع صور لجين، مشيدين بها وبصبرها.
ونشرت الإعلامية الأمريكية “نورا أو دونيل” مقابلة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2019 ينكر فيها تعذيب لجين الهذلول .
وأنكر بن سلمان ضمن برنامج “60 دقيقة” تعذيب الناشطة السعودية الهذلول التي أفرج عنها عقب 1001 يوم سجن.
وقالت الصحيفة إن ولي العهد زعم فيه أن قضية لجين الهذلول تتعلق بالقرار المستقل للنيابة العامة.
وكتبت: “الآن تبيّن للعالم مدى استقلال قرار ابن سلمان”.
وقبل أيام، أعلنت عائلة لجين الهذلول عن الإفراج عنها من سجون المملكة.
واعتقلت لجين في 18 أيار/مايو 2018 بتهم عدة من بينها “التعامل مع جهات خارجية والتجاوز على ثوابت الوطنية والدينية”
واتهمت المحكمة الهذلول بتنفيذ أجندة خارجية والتحريض على النظام الحاكم.
ووجه للهذلول تهمًا أخرى منها استخدام شبكة الانترنت للإضرار بالنظام العام للمملكة.
وبرزت الناشـطة لجين الهذلول في عام 2013 عندما بدأت حملات علنية من أجل حق المرأة في القيادة في السعودية.
وألقي القبض عليها لأول مرة في عام 2014 أثناء محاولتها السفر عبر الحدود من الإمارات العربية المتحدة.
وكان حينها لديها رخصة قيادة سارية -إلى المملكة العربية السعودية.
وحينها أمضت 73 يومًا في مركز احتجاز للنساء، وهي تجربة قالت لاحقًا إنها ساعدت في تشكيل حملتها ضد نظام ولاية الرجل في المملكة.
وكان ذلك عام 2016، بعد عام من أن أصبحت واحدة من أوائل النساء اللائي ترشحن للانتخابات البلدية في السعودية.
وكانت من بين 14 ألف موقع على عريضة موجهة إلى الملك سلمان تطالب بإنهاء نظام الولاية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=14311
التعليقات مغلقة.