العالم يُطالب بتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة في مؤتمر أبوظبي

دعى المجتمع الدولي إلى تسريع التحول إلى الطاقة المتجددة للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية ودعم مستقبل أكثر استدامة في اليوم الأول من مؤتمر بيئي هام يُعقد في أبوظبي.

وتجمع أكثر من 2000 مشارك، من بينهم كبار اللاعبين في صناعة الطاقة، في العاصمة الإماراتية لوضع قضية مكافحة التغير المناخي في صدارة أجندة مؤتمر الجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) الذي يستمر لمدة يومين.

وحسب منظمة الصحة العالمية، لا يزال حوالي 700 مليون شخص في العالم يعيشون دون الوصول إلى الكهرباء، مما يبرز الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة.

وقال المدير العام لإيرينا، فرانسيسكو لا كاميرا: “سنتحول إلى نظام طاقة جديد ستغلب عليه مصادر الطاقة المتجددة، مع تكامل الهيدروجين، وخاصة الهيدروجين الأخضر، والاستخدام المستدام للكتلة الحيوية”.

وأكد أن العالم قد بلغ نقطة حاسمة، لكن “نحن نسير في الاتجاه الصحيح”. وأضاف أن التحدي يكمن الآن في سرعة وحجم التحول في قطاع الطاقة.

الضغط من أجل التحول إلى الطاقة المتجددة لم يكن أبداً بهذا القدر من الإلحاح. ففي يوم الجمعة، أكدت الأرقام الرسمية من خدمة تتبع المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، كوبيرنيكوس، أن عام 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق على مستوى العالم، وأول عام يتم فيه تجاوز درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في القمة: “عصر الطاقة النظيفة قادم”.
وأضاف: “الفوائد التي تترتب على السيادة والأمن الطاقويين والقدرة على تحمّل التكاليف واضحة للغاية، ولكن يجب علينا التحرك بشكل أسرع لنقل فوائد الطاقة النظيفة إلى الجميع وللحد من زيادة درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية”.

وكان قادة العالم قد التزموا في باريس عام 2015 بالحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وقد دفع هذا الاتفاق معظم الدول إلى التعهد بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة التي تؤدي إلى الاحتباس الحراري.

وتم تكليف إيرينا بمهمة متابعة التقدم في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة التي تم تحديدها في “إجماع الإمارات” الذي تم الإعلان عنه في مؤتمر كوب28.
ولتلبية هذا الهدف، أنشأت إيرينا سلسلة من التقارير السنوية الخاصة التي تتابع التقدم وتقدم التوصيات بشأن تحقيق الأهداف الطاقوية الرئيسية.
ويتضمن الإجماع دعوات لزيادة قدرة الطاقة المتجددة ثلاثة أضعاف وتحقيق كفاءة الطاقة مضاعفة بحلول عام 2030، مع هدف الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول عام 2050.

وتخطط الإمارات لإنتاج قدرة إجمالية تبلغ 19.8 جيجاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
وأشارت الدكتورة أمنه الضاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، إلى أنه في العامين الماضيين، ضاعفت الإمارات قدرتها على توليد الطاقة المتجددة.
وقالت الضاك إن الكوارث المناخية العالمية، بما في ذلك حرائق الغابات في الولايات المتحدة، “مدمرة على العديد من الأصعدة”.

ودعت إلى التعاون لتحقيق أهداف المناخ والطاقة المتجددة للتصدي لتغير المناخ.
وأضافت: “ندعو العالم للتعاون والتأكد من استخدام هذه المنصة للغرض الذي أُعدّت من أجله”.

ومن جهته، أعرب السيد لا كاميرا عن أمله في أن يدفع هذا المؤتمر الحكومات إلى إدراج أهداف طاقة متجددة أكثر تحديداً في خططها الوطنية للمناخ، التي من المقرر تقديمها في فبراير المقبل.
وأشار رئيس مؤتمر إيرينا القادم، وزير البيئة السلوفيني بويان كومر، إلى أن هذه الخطوة ستُمهد الطريق لمحادثات المناخ في مؤتمر كوب30 في البرازيل هذا العام.

وأكد كومر ضرورة أن تشمل البلدان الطاقة المتجددة في مساهماتها المحددة وطنياً، والتي وصفها بأنها “الطريقة الأكثر فعالية لضمان إبقاء هدف الحد من الاحتباس الحراري في متناول اليد”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.