الخرطوم- خليج 24| وصل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السودان اليوم السبت في أول زيارة له في الأعوام الأخيرة للخرطوم.
وهبط الرئيس السيسي في مطار الخرطوم الدولي وتوجه للقاء رئيس مجلس السيادة الحاكم بالسودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
والتقى السيسي الذي وصل السودان على رأس وفد رفيع البرهان بقصر الرئاسة في العاصمة الخرطوم.
وأوضحت وسائل إعلام مصرية أن الزيارة تستغرق عدة ساعات سيعود بعدها السيسي إلى القاهرة.
وذكرت الرئاسة المصرية في بيان لها أن السيسي والبركان أكدا رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق.
وشددا على ثم تعزيز الجهود الثنائية والإقليمية والدولية للتوصل لاتفاق شامل ومتكامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
ونبها إلى ضرورة أن يكون ملزما قانونيا ويحقق مصالح الدول الثلاث، ويحد من أضرار وآثار سد النهضة على مصر والسودان.
كما تم التأكيد خلال اللقاء على دعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية.
وتشمل هذه الرباعية رئاسة الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط في هذا الملف.
وتم تبادل الرؤى بشأن تطورات ملف سد النهضة، والتوافق على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها الملف.
وأوضحت الرئاسة المصرية أن المرحلة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان.
وذلك بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد.
وتحدثت وسائل إعلام مصرية أن السيسي بدأ تحركا جادا على خلفية التطورات الأخيرة مع إثيوبيا المتعلقة بسد النهضة.
وأكدت وجود غضب كبير لدى القيادة المصرية من وقوف دولة الإمارات بجانب إثيوبيا في هذا الملف.
ولم يتوقف دعم الإمارات لإثيوبيا فمن الاستثمارات الاقتصادية إلى الجانب السياسي حتى دعمها عسكريًا بحربها الداخلية.
وللإمارات استثمارات بـ90 مشروعًا منها 33 عاملا و23 قيد الإنجاز بقطاعات متنوعة.
وبحسب وسائل إعلام إماراتية حظيت 36 شركة إماراتية على التراخيص اللازمة للعمل في إثيوبيا.
وتؤكد تقارير غربية أن موقف أبو ظبي الداعم لأديس أبابا لا يتناسب مع طبيعة وعمق العلاقة المصرية الإماراتية.
وتقول إن الإمارات يحتم عليها الوقوف إلى جانب مصر.
وأشارت إلى أن السودان أيضًا الذي اقترب من الإمارات عقب الإطاحة بنظام عمر البشير.
وتدعم الإمارات الحكومة الإثيوبية بمواجهة جبهة تحرير شعب تيغراي “الانفصالية”، وفق توصيف الحكومة بأديس أبابا.
وتقول الإمارات إن موقفها يأتي من منطلق “الحرص على أمن واستقرار إثيوبيا “.
وتبذل أبو ظبي منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة في إثيوبيا في 27 مارس 2018، جهودا كبيرة للمحافظة على نفوذها السياسي.
وسعت إلى تعزيز السلطة الفيدرالية على حساب جبهة تيغراي المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع الصين وجذورها الماركسية.
وعززت الإمارات من دورها في الصراع الإثيوبي إلى جانب الحكومة في أديس أبابا.
وكان ذلك بدعم مباشر أو عبر إريتريا التي فتحت أراضيها لإقامة قواعد إماراتية، واستثمارات ضخمة بموانئها.
كما شملت توظيف جغرافية البلد لصالح امتداد النفوذ الإقليمي للإمارات بالقرن الافريقي، وتقديم الدعم اللوجستي عبر البحر الأحمر للقوات الحليفة لها في اليمن.
جبهة تحرير شعب تيغراي اتهمت الإمارات بقصف قواتها بطائرات مسيرة انطلاقا من قواعد لها في إريتريا.
وقالت إن ذلك دفعها للرد على قواعد ومعسكرات تابعة للحكومة الإريترية بصواريخ متوسطة المدى.
ويذكر أن الإمارات دأبت على توسيع دورها في القرن الأفريقي؛ وتوسع مع قوى خليجية أخرى علاقاتها في المنطقة.
وكثفت حضورها مؤخرًا بمناطق مطلة على البحر الأحمر وخليج عدن بنشاط عسكري واقتصادي بتلك المنطقة الحيوية.
وتخلل ذلك اتهامات بتقديم الدعم العسكري للحكومة في إثيوبيا واستخدام قاعدتها العسكرية بإريتريا المجاورة بذلك.
وجاءت الاتهامات متزامنة مع استضافة السودان مناورات عسكرية مشتركة مع مصر.
وتبدو هذه رسائل تحمل في طياتها تهديد “بردع” أديس أبابا.
يذكر أن اتهامات عديدة توجه إلى الإمارات بممارسة دور “مشبوه” في القرن الأفريقي الذي يعتبر بمثابة امتداد للعمق الاستراتيجي لمصر.
وقال مراقبون إن اندفاع أبو ظبي لمزيد من النفوذ الكبير لمحاربة خصومها الإقليميين -الدوحة وأنقرة- في المنطقة.
وأشاروا إلى أن ذلك ساهم باندلاع الأزمة الخليجية والحصار على قطر في يونيو/حزيران 2017.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=13906
التعليقات مغلقة.