أعلن السودان التوصل إلى اتفاق مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية على ساحل البلاد المطل على البحر الأحمر، في خطوة تمثل نجاحًا نادرًا لجهود موسكو في توسيع شبكة قواعدها العسكرية في المنطقة.
وردًا على سؤال حول تقدم المحادثات بشأن القاعدة، قال وزير الخارجية السوداني علي الشريف خلال زيارة إلى موسكو: “لقد اتفقنا، اتفقنا، توصلنا إلى اتفاق على كل شيء”.
وبحسب صحيفة فايننشال تايمز لم يعلق الكرملين على الفور على تفاصيل الاتفاق، لكن وجود قاعدة في السودان قد يوفر لموسكو بديلًا عن قاعدتها البحرية في طرطوس بسوريا، حيث أصبح مستقبل وجودها غير مؤكد بعد الإطاحة بحليفها بشار الأسد.
وقد ارتبطت روسيا بكلا طرفي الحرب الأهلية في السودان منذ اندلاع القتال في عام 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو، وهو راعٍ سابق للإبل متهم بجرائم إبادة جماعية من قبل الولايات المتحدة.
تعد بورتسودان، القريبة من الموقع الذي تأمل روسيا في إنشاء قاعدتها فيه، مقر القيادة للجيش السوداني والقائد الفعلي للبلاد، الجنرال عبد الفتاح البرهان، منذ أن أُجبروا على الخروج من العاصمة الخرطوم عام 2023.
وقد ازداد اهتمام روسيا بقاعدة بحرية في السودان منذ الإطاحة بنظام الأسد في سوريا في ديسمبر، حيث فر الأسد نفسه إلى روسيا.
كانت موسكو قد استخدمت قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية في شمال غرب سوريا كمراكز لوجستية لعملياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، بما في ذلك ليبيا ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى.
لكن موسكو بدأت في تقليص وجودها في قواعدها بسوريا وسط استعدادات واضحة لعمليات إجلاء محتملة، وفقًا لصور جوية حديثة.
ولم تعلن الحكومة السورية الجديدة بعد ما إذا كانت ستسمح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها في البلاد، لكنها طلبت من موسكو تسليم الأسد، وفقًا لمصدر مطلع على الوضع.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية استمرار عمليات نقل المعدات في ميناء طرطوس.
وفي مكالمة هاتفية يوم الأربعاء، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع القائد السوري المؤقت أحمد الشراع، حيث عرض دعم موسكو “لوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها”، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية، وفقًا لما أعلنه الكرملين.
وبدأت روسيا مفاوضات لإنشاء قاعدة بحرية جنوب بورتسودان في عام 2017، عندما زار الرئيس السوداني السابق عمر البشير موسكو بحثًا عن دعم لنظامه الذي كان يواجه احتجاجات شعبية متزايدة.
ويأتي هذا الاتفاق في وقت تمكنت فيه القوات المسلحة السودانية من تغيير مسار الحرب من خلال سلسلة من الانتصارات العسكرية. ويستعد الجيش والميليشيات الإسلامية المتحالفة معه لشن هجوم أخير على العاصمة الخرطوم بعد السيطرة على الضواحي الشمالية الغنية هذا الشهر.
ورغم أن مرتزقة فاغنر الروس كانوا يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، إلا أن موسكو غيرت استراتيجيتها في الصيف الماضي وألقت بثقلها خلف الحكومة السودانية.
سيساهم الاتفاق على إنشاء القاعدة البحرية في تعزيز موقف موسكو إلى جانب كل من مصر وقطر ودول أخرى في الشرق الأوسط إلى جانب الجيش السوداني في لحظة حاسمة من الصراع. ومع ذلك، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على معظم شرق السودان، وتحظى بدعم دولي خاص بها.
وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لصحيفة فايننشال تايمز في يناير إن نظام الأسد ورّط البلاد في ديون تصل إلى نحو 8 مليارات دولار لصالح روسيا.
وأضاف الشيباني يوم الأربعاء أن بلاده تسعى للحصول على مزيد من الضمانات من روسيا وإيران، اللتين تحاولان الاحتفاظ بنفوذهما بعد سقوط الأسد.
وقال خلال مشاركته في مؤتمر في دبي: “هناك رسائل إيجابية، لكننا نريد أن تتحول هذه الرسائل الإيجابية إلى سياسة واضحة تجعل الشعب السوري يشعر بالطمأنينة”.
وأضاف: “هناك جروح بين الشعب السوري، وهناك ألم عانى منه الشعب السوري على يد هذين البلدين”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70573