عمان- خليج 24| بطلب من المملكة العربية السعودية، زار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ عمان للقاء الحوثيين.
وأجرى غروندبرغ خلال زيارته مسقط مباحثات مع مسؤولين عمانيين وممثلين عن الحوثيين.
وكشفت مصادر خليجية مطلعة لموقع “خليج 24” عن أن زيارة غروندبرغ إلى عمان جاءت بطلب من السعودية.
وأشارت إلى أنه سبق توجهه إلى عمان لقاء مع كبار المسؤولين في السعودية قدمت خلاله المملكة تنازلات أمام اشتراطات الحوثيين.
وتأتي هذه التطورات بعد فشل الجهود الأممية والأمريكية للوصول إلى إطار عام لتفاهم بين الحوثيين والسعودية.
في حين، مكتب غروندبرغ في تغريدة على “تويتر”: “اختتم المبعوث الأممي زيارة إلى مسقط”.
وأضاف “التقى مسؤولين عمانيين وممثّلين عن (جماعة) أنصار الله (الحوثيين) وعن المجتمع الدولي”.
وأوضح أن اللقاءات “تناولت التطوّرات في اليمن وسبل المضي قدما للتوصّل إلى حلّ سياسي شامل”.
الأكثر أهمية أن المبعوث الأممي لم يكشف مزيدا من التفاصيل حول اللقاءات في عمان.
كما لم يكشف عما إذا كانت المفاوضات مع الحوثيين قد توصلت إلى شيء أم لا.
وقبل أسبوعين، كشفت مصادر مطلعة على جهود المبعوثين الأمريكي والأممي لملف حرب اليمن عن فشلها في الوصول إلى تصورات مبدئية لإنهاء حرب اليمن وإنقاذ السعودية من المستنقع الذي وقعت به منذ 7 أعوام.
وأكدت المصادر لموقع “خليج 24” أنه في خضم الجهود المكثفة التي يبذلها المبعوثان فإنه لا إمكانية للوصول إلى حل قريب.
وأشارت إلى أن الحوثيون يتمسكون بمطالبهم وشروطهم في ظل التطورات المتلاحقة على الأرض في اليمن.
إضافة إلى أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم “غير مستعجلين” لإنهاء الحرب بسبب التطورات الإقليمية والدولية.
وأكدت المصادر أن الحوثيين تشددوا أخيرا في مطالبهم وشروطهم عقب استجداء السعودية لإيران بالعمل لإنهاء حرب اليمن.
وكان مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني كشف قبل أسبوعين عن استجداء السعودية لإيران لإنقاذها من مستنقع الحرب.
لكن المصادر اتهمت الحوثيين بانتهاج سلوك عدواني وابتزازي مع السعودية.
كما اتهمت الحوثيين بأنهم غير جادين في السلام، ومستمرون في التصعيد العسكري واستهداف المدنيين والنازحين.
وذكرت المصادر أن المبعوثين الأمريكي والأممي فشلا في الوصول إلى مقاربة بين الحوثيين والسعودية.
وقبل شهرين تمكن الوساطة في الوصول إلى مسودة اتفاق بين الجانبين، لكن تطورات ميدانية وسياسية حالت دون استكمالها.
الأكثر أهمية- ما كشفته المصادر- بأن القيادة السعودية باتت في حيرة من أمرها في ملف اليمن.
ونبهت إلى أن توجيهات صدرت إلى السفارات في الخارج للضغط على الدول الغربية للسعي لإنقاذها من مستنقع اليمن.
في السياق، كشفت صحيفة أمريكية بارزة النقاب عن أن السعودية كانت ترغب في الحصول على دعم دبلوماسي وعسكري من أمريكا.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إن رغبة الرياض اصطدمت بإحباط من جميع الأطراف.
وأكدت أن ذلك دفع السعودية إلى استجداء جماعة أنصار الله “الحوثيين” للقبول بوقف إطلاق النار في اليمن، لكنه مطلب لم يلبه الحوثيون بعد.
بدوره، قال مركز الأبحاث الأمريكي ريسبونسبل ستيتكرافت إن السعودية وبعد 6 سنوات من الحرب في اليمن باتت تدرك أنها وقعت في مستنقع نتيجة “سوء تقدير”.
وأكد المركز في تقرير أن هناك أمل ضئيل في أن تهزم أي قوة داخل اليمن أو خارجه جماعة أنصار الله “الحوثيين” عسكريًا.
وشدد على أن السعودية تورطت في سوء التقدير منذ أن قررت إطلاق “عملية عاصفة الحزم” في مارس/آذار 2015.
وأكد المركز أن حكومات ومحللون قللوا من قدرات الحوثيين، رغم قتالهم لمنافسين مجهزين جيدًا طيلة عقدين من الزمن
وقال إنه “ما كان يفترض أن يكون نجاحًا سريعًا ضد عدو ضعيف وسيئ التجهيز، تحول إلى مستنقع منذ 6 سنوات”.
وأشار إلى أنه وبدلاً من هزيمة الحوثيين، دفعتهم حرب السعودية للتطور إلى قوة قتالية أكثر كفاءة وقدرة.
وأكد المركز أن الحرب تقترب من النهاية بسرعة.
وذكر أن هجمات الحوثيين تظهر أنهم يواصلون تطوير صواريخ وطائرات بدون طيار أكثر دقة وذات مدى أطول بدعم إيران.
وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن الواقع على الأرض في اليمن يقول بأن استعداد السعودية الأخير للتفاوض على وقف إطلاق النار يعكس موقفهم الضعيف.
وأكدت الصحيفة واسعة الانتشار أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) نجحوا في هزيمة الرياض.
واتهمت ولي عهد السعودية محمد بن سلمان بأنه سبب كل هزيمة تتكبدها المملكة خاصة في اليمن .
وكانت “فورين بوليسي” الأمريكية قالت إن ابن سلمان يرغب بالخروج من اليمن عقب سنوات من ترأسها لحرب مدمرة عليه.
وأكدت الصحيفة أن ولي العهد بات يدرك بأن الحرب “خاسرة”.
وتساءلت: “لكن كيف سيفعل ذلك ابن سلمان من دون الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب!؟”.
يذكر أن أكثر من 80 منظمة أمريكية رسالة إلى الرئيس الجديد جو بايدن حول الحرب المتواصلة على اليمن للعام السادس على التوالي.
لكن تطالب هذه المنظمات بايدين بإعطاء الأولوية لرغبته المعلنة بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب الكارثية التي تقودها السعودية على اليمن.
ودعت المنظمات بايدن لتحديد الإجراءات التي يتوجب القيام بها من خلال السلطات التنفيذية والكونغرس لوقف الحرب على اليمن.
وأوضح موقع “كود بينك” الذي نشر نص الرسالة أن بايدن سيواجه معارضة من أولئك الذين يريدون إبقاء الولايات المتحدة متورطة بالحرب.
وأضاف أنه لهذا السبب من المهم للغاية إظهار أن هناك جمهورًا واسعًا يطالب بإنهاء المشاركة في هذه الحرب الكارثية.
وأكدت المنظمات أنها تشعر بالقلق إزاء الأزمة الخطيرة بصنعاء.
الأكثر أهمية – كما تراه- إنهاء المشاركة الأمريكية بهذه الحرب بشكل عاجل.
لذلك سيؤدي قرار كهذا إلى وقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أعوام، كما شددت المنظمات الأمريكية.
وقدر تقرير صادر عن منظمة إنقاذ الطفولة لعام 2018 أن 85 ألف طفل يمني قد ماتوا جوعًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=33606
التعليقات مغلقة.