استأنفت السفارة السعودية في العاصمة الأفغانية كابول نشاطاتها الدبلوماسية يوم الأحد، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاث سنوات.
وقد رحبت وزارة الخارجية الأفغانية يوم الاثنين بقرار المملكة استئناف العمليات الدبلوماسية في كابول، بعد انسحاب الرياض لطاقمها الدبلوماسي في أغسطس 2021 خلال سيطرة حركة طالبان على أفغانستان.
وقال المتحدث باسم الوزارة، زياء أحمد، في بيان: “نحن متفائلون بإمكانية تعزيز العلاقات والتعاون بين السعودية وأفغانستان من خلال استئناف هذه النشاطات”. وأضاف: “سوف نتمكن أيضًا من معالجة قضايا الأفغان المقيمين في المملكة”.
وكانت المملكة قد أعلنت عبر منصة “إكس” يوم الأحد عن قرارها استئناف نشاطات بعثتها في كابول، مشيرة إلى أنه “استنادًا إلى رغبة حكومة المملكة العربية السعودية في تقديم كافة الخدمات للشعب الأفغاني الشقيق، تقرر استئناف نشاطات بعثة المملكة في كابول اعتبارًا من 22 ديسمبر”.
ويعود تاريخ العلاقات بين السعودية وأفغانستان إلى عام 1932، عندما كانت المملكة أول دولة إسلامية تقدم مساعدات للشعب الأفغاني خلال محنته.
ومنذ السنوات الأخيرة، أطلقت السعودية العديد من المشاريع في أفغانستان عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة، حيث ركزت على تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والتعليمية والأمن الغذائي والمائي.
وكانت السعودية قد سحبت دبلوماسييها من كابول في أغسطس 2021 بعد عودة طالبان إلى السلطة، ولكنها استأنفت تقديم الخدمات القنصلية في أفغانستان في نوفمبر 2021، وما تزال تقدم المساعدات من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة.
إن قرار السعودية استئناف نشاطاتها الدبلوماسية في أفغانستان يعد خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجالات الإنسانية والتنموية.
فالسعودية لطالما كانت حليفًا مهمًا في دعم أفغانستان، وقدمت مساعدات كبيرة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة، الذي ينفذ العديد من المشاريع التنموية في مختلف القطاعات مثل التعليم والصحة والمياه.
ومع استئناف السفارة السعودية نشاطاتها في كابول، يُتوقع أن يشهد التعاون بين الجانبين زيادة في المشاريع المشتركة التي تركز على تحسين الظروف المعيشية للشعب الأفغاني، ودعمه في إعادة بناء بنيته التحتية المتضررة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام المملكة العربية السعودية المستمر بدعم استقرار أفغانستان والمنطقة بشكل عام، فمن خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية والمساعدات الإنسانية المستمرة، تُظهر الرياض اهتمامًا كبيرًا باستقرار أفغانستان بعد سنوات من النزاع والصراع.
ويتوقع أن تسهم العودة إلى كابول في تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى إعادة الإعمار وتحقيق الأمن، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها الشعب الأفغاني على صعيدي الأمن والتنمية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69802