السعودية تعتزم إنشاء دوري للملاكمة بالتعاون مع TKO

تقترب شركة تابعة لصندوق الثروة السيادي السعودي من عقد شراكة مع TKO، مالكة “بطولة القتال النهائي” (UFC)، في أحدث خطوة للمملكة في عالم الرياضة الاحترافية.

وبعد إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيسًا، كان أحد أبرز ظهوراته العامة في حدث “بطولة القتال النهائي” (UFC) في “ماديسون سكوير جاردن”. جلس ترامب في الصف الأمامي محاطًا بمقربين منه، مثل إيلون ماسك، وكان بجواره ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وتستعد شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة لإنشاء دوري ملاكمة جديد بالشراكة مع TKO، التي تمتلك أيضًا اتحاد المصارعة WWE. ويُتوقع الإعلان عن الصفقة التي ستضم ملاكمين ناشئين بشكل حصري خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لمصادر مطلعة.

وأعلنت TKO في بيان أنها “لا تملك أي إعلان حالي”، لكنها أضافت أنها “تقيّم أي فرصة فريدة يمكن أن تضيف قيمة لمساهميها”.

وسيتم الاستثمار عبر شركة “سِلا”، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، بينما ستتولى TKO دور الشريك الإداري وستحصل على حصة من الإيرادات ومن حقوق الملكية.

وقد دعمت السعودية بعضًا من أكبر نزالات الملاكمة في التاريخ، بما في ذلك مواجهة بين أولكسندر أوسيك وتايسون فيوري التي انتهت بتتويج أوسيك كأول بطل للوزن الثقيل الموحد منذ جيل.

تركي آل الشيخ، المسؤول الحكومي المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان، لعب دورًا محوريًا في تلك النزالات وأصبح شخصية بارزة في عالم الملاكمة، حتى أنه يُشاهد غالبًا بجانب الحلبة وأحيانًا داخلها.

لطالما عبّر آل الشيخ عن استيائه من الطريقة التي تُدار بها رياضة الملاكمة، حيث نادرًا ما يلتقي أفضل الملاكمين في أوج عطائهم. في نوفمبر الماضي، اشترى مجلة “رينج” المرموقة في عالم الملاكمة ووعد بإعادة إحيائها. كما تعاون مع “المجلس العالمي للملاكمة” لإنشاء بطولة “الجائزة الكبرى للملاكمة” للمواهب الناشئة.

وتمتلك TKO كل من UFC وWWE، ما يجعل دخولها عالم الملاكمة مخاطرة قليلة نظرًا لأن السعودية ستتكفل بتمويل المشروع.

ومن المتوقع أن تجني TKO رسوم إدارة تصل إلى 30 مليون دولار سنويًا، فيما ستدفع السعودية رسوم استضافة أعلى بكثير من أي دولة أخرى، إذ قد تصل رسوم استضافة نزاليْن إلى أكثر من 40 مليون دولار.

وقد مرت العلاقة بين شركة “إنديفور”، الشركة الأم لـ TKO، والسعودية بفترة توتر، خاصة بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في 2019، حيث أعادت “إنديفور” استثمارًا سعوديًا بقيمة 400 مليون دولار. ومع ذلك، يبدو أن العلاقة قد عادت إلى طبيعتها مع هذه الشراكة الجديدة.

بالنسبة للسعودية، يُعد الحصول على شريك مثل دانا وايت، الرئيس التنفيذي لـ UFC، فرصة مهمة، خاصة أنه يتمتع بعلاقات قوية داخل الولايات المتحدة، حيث تحدث في ثلاثة مؤتمرات وطنية للحزب الجمهوري.

كما أن ترامب، الذي حضر العديد من نزالات UFC، لديه علاقات وثيقة مع السعودية، حيث تستضيف ملاعبه بطولات “ليف” للجولف المملوكة للسعودية.

وترى السعودية في الرياضة والترفيه أعمدة أساسية في “رؤية 2030” لتنويع اقتصادها وتقليل الاعتماد على النفط، إلى جانب مساعيها لتحرير المجتمع. لكن منتقدين يعتبرون هذه الخطوات وسيلة للتغطية على سجل حقوق الإنسان في المملكة، فيما يُعرف بـ”تلميع الصورة عبر الرياضة”.

ويختلف عالم الملاكمة عن الفنون القتالية المختلطة (MMA) نظرًا للقوانين التي تنظمه، مثل قانون “محمد علي” الذي يفرض الفصل بين دور المدير والمروج ويُلزم بالإفصاح عن الأجور.

كما أن الملاكمين البارزين قد لا يجدون حافزًا للانضمام إلى هذا الدوري الجديد، خاصة أن أجورهم في الملاكمة أعلى بكثير مقارنة بمقاتلي الفنون القتالية.

في أكتوبر الماضي، وافقت UFC على تسوية دعوى احتكار رفعتها مقاتلون سابقون مقابل 375 مليون دولار، حيث أظهرت الوثائق أن UFC تدفع أقل من 20% من إيراداتها للمقاتلين، بينما يحصل الملاكمون على أكثر من 50% من عائدات النزالات.

يُظهر المشروع السعودي-الأمريكي طموحًا كبيرًا في تغيير مشهد رياضة الملاكمة العالمية. ومع ذلك، فإن نجاحه سيعتمد على مدى قدرة TKO والسعودية على التغلب على العقبات التنظيمية وكسب ثقة الملاكمين والجمهور في آن واحد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.