دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن هذه القيود تعيق جهود إعادة الإعمار والتنمية في البلاد.
جاءت هذه الدعوة في مؤتمر صحفي عقب اجتماع رفيع المستوى حول سوريا في الرياض.
وقال الأمير فيصل: “شددنا على أهمية رفع العقوبات الأحادية والدولية المفروضة على سوريا، حيث إن استمرارها يعيق طموحات الشعب السوري في تحقيق التنمية وإعادة الإعمار”.
عُقد الاجتماع في الرياض بحضور ممثلين من عدد من الدول من منطقة الشرق الأوسط وخارجها، بما في ذلك سوريا، والأردن، ولبنان، وتركيا، بالإضافة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة. كما شارك مسؤولون من مجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة.
وقد مثل وزير الخارجية السوري الجديد، أسعد حسن الشياباني، قيادة سوريا في الاجتماع.
في تصريحاته للصحفيين، أشار الأمير فيصل إلى أن المشاركين رحبوا بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة السورية الجديدة، مثل تبني “الحوار المشترك والالتزام بمكافحة الإرهاب”.
وأضاف الأمير فيصل أن الاجتماع يهدف إلى تقديم الدعم والنصيحة للقيادة الجديدة بما يحترم استقلالها ويأخذ في الاعتبار أن مستقبل البلاد هو في يد الشعب السوري.
وأكد على أهمية استمرار الدعم الإنساني والاقتصادي لسوريا في مجالات الدولة، وتحقيق الاستقرار، وإعادة الإعمار، وتوفير البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين.
وقال الأمير فيصل: “المملكة حريصة على مواصلة التنسيق مع سوريا والوقوف إلى جانب شعبها”.
من جانبها، تحدثت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاجا كالاس، في مؤتمر صحفي عن حالة العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرة إلى أنها ستبحث سبل تخفيف العقوبات في اجتماع مع وزراء الخارجية الأوروبيين في 27 يناير الجاري.
وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي مستعد لاتخاذ خطوات إضافية إذا تم إحراز تقدم إيجابي، لكنه قد يعكس مساره إذا لم يكن هناك تقدم. وأشارت إلى ثلاثة عوامل سيأخذها الاتحاد الأوروبي في الحسبان: شمولية الحكومة لمختلف المجموعات، “عدم التطرف”، وشمولية المرأة في العملية.
فيما أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، على ضرورة أن تظل العقوبات المفروضة ضد “أتباع الأسد الذين ارتكبوا جرائم خطيرة خلال الحرب الأهلية” قائمة.
وأوضحت بيربوك أن العملية الداخلية في سوريا يجب أن لا تُعاق، وأضافت: “يجب على جميع الدول المجاورة احترام سيادة سوريا ووحدتها الترابية”.
كما أعلنت أن ألمانيا ستخصص 50 مليون يورو (51.3 مليون دولار) للمساعدات الإنسانية لسوريا، مشيرة إلى أن “المفتاح لسوريا آمنة يكمن في المنطقة، ولكن أولاً وقبل كل شيء في أيدي جميع السوريين”.
وأكدت على أن “الدعم المشترك أصبح الآن أمرًا ضروريًا”، وقالت إن ألمانيا ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري للمساهمة في “انتقال سلمي للجميع”.
وفي بيان صحفي، أكدت السعودية دعمها للشعب السوري وخياراته في هذه “المرحلة الحرجة في تاريخ سوريا”.
ودعت المملكة المجتمع الدولي للوقوف مع الشعب السوري والتعاون معه “في كل ما يخدم مصلحة البلاد”.
كما دانت السعودية قرار إسرائيل توسيع المستوطنات في هضبة الجولان المحتلة، ودعت المجتمع الدولي إلى إدانة الانتهاكات الإسرائيلية لسيادة سوريا، مؤكدة أن المنطقة هي “أرض سورية عربية محتلة”.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=70176