تتطلع السعودية لاستقبال 150 مليون سائح سنوياً بحلول عام 2030، لتحقيق أهداف “رؤية 2030″، وذلك كجزء من استراتيجيتها لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
المشاريع السياحية الجديدة والفاخرة، مثل منتجع “جزيرة سندالة” ومدينة العلا، تشكل معالم جذب للمستثمرين والسياح على حد سواء، وتعد بإحداث تحولات جذرية في البنية التحتية والمشهد السياحي السعودي.
منتجعات فاخرة وإقبال عالمي
مشاريع سياحية استثنائية تتخلل المشهد السعودي اليوم، تتنوع ما بين بنغلات فاخرة على مياه زرقاء فيروزية ومسابح لا نهائية تمتد نحو الصحراء، لتصبح السعودية منافساً قوياً لوجهات مثل جزر المالديف وموناكو.
وبعد التعديلات الواسعة التي أجرتها الحكومة السعودية، أصبح دخول السياح أسهل، حيث تم تخفيف القيود على التأشيرات وقوانين اللباس للنساء، مع إزالة القيود على إقامة الأزواج في الفنادق، مما يجعل السياحة أكثر جاذبية للزوار الأجانب.
وتعمل الحكومة السعودية بالتعاون مع المطورين على ضخ مليارات الدولارات في قطاع الضيافة، حيث تُقدر الاستثمارات بنحو 110 مليارات دولار حتى عام 2030، مع التركيز على مضاعفة عدد الغرف الفندقية ليصل إلى مستوى يجعل من السعودية واحدة من أكبر أسواق الفنادق في العالم.
ويرى ستيفن أنسل، المدير الإقليمي لمجموعة فنادق حياة، أن الفضول لاكتشاف مواقع السعودية التاريخية والجديدة سيدفع المزيد من السياح للقدوم، مشيراً إلى أهمية البنية التحتية المتطورة في تقديم تجربة مميزة لهؤلاء السياح.
وتبقى السياحة الدينية مكوناً أساسياً في صناعة السياحة السعودية، حيث تستقبل المملكة ملايين الحجاج سنوياً لأداء فريضتي الحج والعمرة، إلا أن الخطط الحالية تهدف إلى جذب هؤلاء الحجاج لاستكشاف المزيد من المواقع السياحية بعد إتمام عباداتهم، مما يعزز من مدة إقامتهم ويساهم في الاقتصاد المحلي.
كما يجري التخطيط لبناء أكثر من نصف الغرف الفندقية الجديدة في مدينتي مكة والمدينة، تلبيةً للاحتياجات المرتفعة من الزوار الدينيين.
ومن ضمن التحديات التي تواجه السعودية في تحقيق رؤيتها السياحية هو تحسين وسائل النقل والوصول إلى الوجهات السياحية النائية، مثل منتجعات البحر الأحمر ومواقع مدينة العلا التاريخية.
وبينما يمكن للزوار من الدول المجاورة أن يستغرقوا عدة ساعات للوصول إلى هذه المواقع، تعمل الحكومة على تطوير المطارات وتوفير وسائل نقل ميسّرة تسهم في تحسين تجربة السفر.
ومن المتوقع أن تساعد خطط السياحة الطموحة في خلق حوالي 1.6 مليون وظيفة بحلول نهاية العقد، مما يسهم في رفع معدل التوظيف بين السعوديين، خاصة في قطاع الضيافة والفندقة، حيث يُشترط على الشركات توظيف مواطنين سعوديين في بعض الوظائف.
وتسعى السعودية أيضاً إلى زيادة مشاركة النساء في سوق العمل، بهدف الوصول إلى نسبة مشاركة تصل إلى 40%، وهو هدف تسعى لتحقيقه عبر قطاع السياحة الذي يجتذب المزيد من السعوديات للعمل.
وجهة للأحداث العالمية
في إطار خطتها لجذب المزيد من السياح، تراهن المملكة على استضافة العديد من الأحداث العالمية، حيث ستستضيف معرض “إكسبو 2030” الذي سيستمر لستة أشهر، بالإضافة إلى ألعاب الشتاء الآسيوية في منتجع نيوم الجبلي لعام 2029، فضلاً عن سعيها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2034. ومن شأن هذه الأحداث أن تسهم في تعزيز مكانة السعودية كوجهة سياحية عالمية.
ووفقاً لوزير المالية السعودي، محمد الجدعان، فقد تجاوزت المملكة هدفها الأصلي لجذب 100 مليون سائح بحلول عام 2030، لتضع هدفاً جديداً باستقطاب 150 مليون زائر، وتتضمن هذه الأرقام كل من الزوار الأجانب والسعوديين الذين يسافرون داخل المملكة، ويُحتسب من بينهم الحجاج والزوار الذين يحضرون المؤتمرات والفعاليات، مما يعكس الجهود المستمرة لجعل السعودية وجهة عالمية في صناعة السياحة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68878