تتزايد الضغوط على الدول المتقدمة خلال قمة COP29 للوفاء بالتزاماتها المالية المتعلقة بالمناخ، حيث تسعى الدول النامية إلى معالجة النقص الحاد في التمويل المخصص للتكيف مع آثار تغير المناخ.
وتحذر الدول الأكثر ضعفًا من أن الفجوة في التمويل تتسع، مما يعيق جهودها للتعامل مع التحديات البيئية المتزايدة.
أبرزت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال القمة الفجوة المتزايدة في التمويل اللازم للتكيف، والتي يُقدّر أنها ستصل إلى مئات المليارات من الدولارات سنويًا بحلول عام 2030.
وفي هذا السياق، أكد ممثل كينيا على ضرورة إنهاء فجوة التمويل المخصصة للتكيف، مشيرًا إلى أن احتياجات أفريقيا من التكيف تعد الأعلى عالميًا، حيث تقدر بنحو 845 مليار دولار بين عامي 2020 و2035، بينما تتلقى القارة أقل من ربع هذا المبلغ سنويًا.
كما أعربت بنغلاديش عن قلقها بشأن نقص التمويل، حيث كشفت عن عجز سنوي قدره 5.5 مليار دولار لمشاريع تعزيز القدرة على الصمود. وطالبت الدول النامية بضرورة تعبئة التمويل الخارجي القائم على المنح لسد هذه الفجوات.
في المقابل، عرضت عدة دول متقدمة جهودها لزيادة التمويل المخصص للتكيف، فقد أكدت ألمانيا أن 30% من ميزانيتها الحالية التي تمتد لسبع سنوات مخصصة لمبادرات متعلقة بالمناخ، بما في ذلك 30 مليار دولار لمساهمات وطنية محددة وأهداف المناخ، و12 مليار دولار للتمويل العام لبرامج التكيف المناخي.
كما تعهدت فرنسا بتقديم 2 مليار يورو سنويًا بحلول عام 2025 لتدعيم التكيف في الدول النامية، متجاوزة بذلك التزاماتها السابقة، وأفادت كندا بتحقيق تقدم نحو هدفها المتمثل في مضاعفة تمويل التكيف بحلول عام 2025، وفقًا لاتفاق غلاسكو، لكنها اعترفت بأن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود.
ودعت دولة الإمارات إلى ضرورة زيادة التمويل المخصص للتكيف بشكل كبير، مشيرةً إلى أن هذا التمويل ليس خيارًا بل ضرورة. وأكد ممثل الإمارات على أن تغير المناخ يؤثر بشكل غير متناسب على المجتمعات الضعيفة التي ساهمت بأقل قدر في الانبعاثات العالمية.
في الوقت نفسه، شددت الأردن على أهمية الالتزامات الواضحة والشفافة، مشيرةً إلى التحديات التي تواجهها الدول التي تعاني من نقص المياه والتصحر.
وأعربت السودان عن الحاجة إلى نقل التكنولوجيا والتمويل لاستعادة المناطق المتضررة من الفيضانات، بينما أبدت فلسطين مخاوفها بشأن الحواجز التي تعيق وصولها إلى صندوق المناخ، مشيرةً إلى قضايا غير تقنية تحول دون الدعم المباشر.
وطالبت قطر بإيجاد حلول مبتكرة لسد فجوة التمويل، داعية الدول المتقدمة إلى مضاعفة الدعم المالي والتركيز على مراحل التنفيذ لتحقيق أقصى تأثير، وأكدت الصين على ضرورة أن توضح الدول المتقدمة جداول زمنية لمضاعفة التمويل، مشددة على أن عليها الوفاء بالتزاماتها وتقديم الأولوية للدول الضعيفة.
مع استمرار قمة COP29، يبرز الجدل حول تمويل التكيف كقضية ملحة تتطلب جسر الفجوة بين التعهدات والأفعال الملموسة. إن المجتمعات الأكثر ضعفًا في العالم تراقب عن كثب، مطالبين بأن تتحول الكلمات إلى حلول حقيقية.
إن الالتزام الجماعي من قبل الدول المتقدمة لزيادة التمويلات أمر حيوي للمساعدة في مواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها العالم بسبب تغير المناخ.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69217