كشفت مصادر مطلعة أن الحوثيين في اليمن يستعدون لمواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل والولايات المتحدة، حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حيث أكدوا أنهم يواصلون استعداداتهم، سواء عبر تجنيد مقاتلين جدد أو تدريب المواطنين على استخدام الأسلحة، تمهيداً لصراع طويل الأمد.
ويعد الحوثيون آخر جبهة إقليمية مدعومة من إيران ضد إسرائيل، بعد أن تكبد حزب الله اللبناني خسائر كبيرة وأبرم اتفاقًا لوقف إطلاق النار في نوفمبر الماضي، بينما انسحبت القوات الإيرانية من سوريا إثر انهيار نظام الأسد.
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، استهدفت الطائرات الإسرائيلية عدة مواقع في اليمن، بما في ذلك مطار العاصمة صنعاء، في أكبر سلسلة من الضربات الجوية ضد البلاد.
في المقابل، يواصل الحوثيون تهديداتهم باستهداف إسرائيل والسفن في البحر الأحمر التي يعتقدون أن لها صلات بإسرائيل، حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وأكد مصدر سياسي يمني أن الحوثيين يعدون أنفسهم لصراع طويل، مضيفًا أن هناك جهودًا كبيرة لتجنيد مقاتلين جدد وتدريب المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على استخدام الأسلحة، وأشار المصدر إلى أنه من المتوقع أن يتسع نطاق الصراع في الأسابيع المقبلة، خصوصًا مع اقتراب وصول الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى السلطة في 20 يناير 2025.
وقال مصدر آخر في صنعاء إن القيادات الحوثية قللت من ظهورها العلني خوفًا من استهدافهم على غرار ما حدث مع حلفائهم في حزب الله وحماس، وأضاف المصدر أن الحوثيين يستعدون لتصعيد أكبر، مهددين بأن لديهم “بنك أهداف” في إسرائيل.
ومنذ بداية الهجمات على إسرائيل، تحول الحوثيون من ميليشيا محلية إلى تهديد إقليمي وعالمي، حيث تمكنوا من تعطيل الشحن في البحر الأحمر وأصبحوا يشكلون تهديدًا طويل الأمد للمنطقة، كما يطمح الحوثيون إلى تعزيز صورتهم في المناطق التي يسيطرون عليها من خلال تقديم أنفسهم كقوة تقاوم القوى الأجنبية.
وفي إطار استعداداتهم العسكرية، بدأ الحوثيون برنامجًا مثيرًا للجدل لتدريب الطلاب في المدارس الثانوية والجامعات على استخدام الأسلحة، هذا البرنامج الذي أطلق عليه اسم “طوفان الأقصى” مستوحى من الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على إسرائيل في أكتوبر 2023، ويشمل محاضرات ودورات تدريبية عملية على الأسلحة.
وأثارت هذه المبادرة قلق الآباء والمعلمين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث عقدت السلطات المحلية في صنعاء اجتماعات مع مديري المدارس والمربين، مؤكدة على “أهمية الاستعداد لمواجهة مؤامرات الأعداء” ودعوة الطلاب للمشاركة في الأنشطة العسكرية.
يرى مسؤولون يمنييون أن الحوثيين يراهنون على حرب استنزاف طويلة ضد إسرائيل، مستفيدين من التحديات الجغرافية التي تواجه إسرائيل في اليمن، وأنهم لا يملكون ما يخسرونه على عكس حزب الله في لبنان الذي دخل في اتفاق لوقف إطلاق النار حفاظًا على مصالحه الداخلية.
وتستعد جماعة الحوثي في اليمن لتصعيد كبير في صراعها مع إسرائيل والولايات المتحدة، حتى إذا توقف القتال في غزة، هذا التصعيد يشمل تجنيد مقاتلين جدد، تدريب المواطنين، وزيادة النشاط العسكري ضد إسرائيل في البحر الأحمر، في محاولة لتعزيز موقفهم المحلي والإقليمي، وتعزيز صورة “المقاومة” في المنطقة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=69952