قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن أموال المملكة العربية السعودية نجحت في تجنيد اللاعب الأرجنتيني بطل كأس العالم ليونيل ميسي في خدمة الترويج السياحي للمملكة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ وصوله إلى الأراضي الأمريكية قبل بضعة أسابيع، يقوم ميسي – سيد لعبة كرة القدم الجميلة – بتنظيم سمفونية من الأهداف المذهلة.
ومن هدفه الرائع في الدقائق الإضافية في مباراته الأولى مع إنتر ميامي إلى هدفيه في الشوط الأول من المباراة الثانية، فإن هذا اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا بدأ بالفعل في ترك بصمته على كرة القدم في الولايات المتحدة.
ومع انتشار هالة ميسي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تقف دولة أخرى على الهامش، تراقب بفارغ الصبر ثمار انتصارات الأرجنتيني، وهي المملكة العربية السعودية.
قبل بضعة أشهر، رفض ميسي عرضًا لم يسبق له مثيل بقيمة 400 مليون دولار سنويًا للعب في الهلال السعودي بعد انفصاله عن باريس سان جيرمان.
في المقابل، اختار اللعب لفريق ميامي المملوك لديفيد بيكهام. إنه قرار غير متوقع ألحق ضربة لطموحات المملكة في جذب أكبر نجوم الرياضة إلى دوريها المحلي.
على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهرت المملكة كأحد اللاعبين الرئيسيين في عالم الرياضة.
إذ تستضيف المملكة مجموعة متنوعة من الأحداث الرياضية الدولية، بما في ذلك سباقات فورمولا وان السنوية وعروض WWE وأغنى سباق للخيول في العالم، بالإضافة إلى بعض أبرز مباريات الملاكمة الثقيلة في الذاكرة الأخيرة.
كما قام صندوق الاستثمار العام السعودي بتمويل شراء نادي نيوكاسل يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز وشراكة مع جولة بطولة الجولف الأمريكية PGA. وقد أنفقت المملكة أيضًا مبالغ استثنائية لجذب أفضل لاعبي كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيمة إلى دوريها المحلي.
من خلال جذب بعض أفضل الرياضيين والدوريات الرياضية في العالم، كانت المملكة العربية السعودية تعلن نفسها كمركز عالمي للرياضة والترفيه والسياحة.
وبحسب الغارديان فإنها استراتيجية قوة ناعمة تساعد في تقديم المملكة كدولة تمت إصلاحها ووجهة جاذبة للأفراد والشركات على حد سواء. كان جلب ميسي للعب في الدوري السعودي سيكون الجوهرة التاجية للدفعة الرياضية للمملكة.
قد يفكر البعض أن اختيار ميسي للولايات المتحدة على حساب السعودية كان انتقادًا ضمنيًا للسياسات القمعية والتراجعية تجاه النساء ومدافعي حرية الرأي.
ومع ذلك، على الرغم من رفض ميسي في النهاية عرض الرياض، إلا أن ذلك كان لأسباب شخصية – حيث يبدو أن عائلته تحب حياة الشاطئ في ميامي – وليس لأسباب أخلاقية.
إذ أنه لا يزال يحافظ على شراكة رسمية مع المملكة من خلال دوره كسفير سياحي للمملكة العربية السعودية.
قيمة الاتفاق التجاري لميسي مع الهيئة السياحية السعودية تبلغ حوالي 25 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وهو مبلغ ضخم ولكن يجب أن نتذكر أنه ليس بحاجة إلى المال.
وتشمل التزاماته حملات السياحة (لم يكن ميسي يدرك أن السعودية بها الكثير من الخضرة!)، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي (ميسي وعائلته يجلسون بشكل محرج تحت شجرة!)، وظهورات خيرية، وعطلات مدفوعة التكاليف، وأحدثها في مايو (ميسي يحتضن حصانًا!).
وخلصت الغارديان إلى أنه نظرًا لأن ميسي هو واحد من أشهر الرياضيين في العالم، فإن استمراره في الترويج للسعودية يعتبر مكسبًا كبيرًا للمملكة.
وذكرت الصحيفة أنه حقيقة أن ميسي لا يزال ملتزمًا بعقد مع هذه الدولة الغنية بالنفط أثناء لعبه على أرض أمريكية يلفت المزيد من الانتباه إلى السعودية.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=64695