التحولات الكبرى في الحرب السورية..سقوط مناطق استراتيجية وتزايد الانقسامات

كان المعارضون السوريون يستعدون يوم السبت للمعركة عند أبواب مدينة حمص الاستراتيجية، متوقعين مقاومة من قوات النظام وعناصر حزب الله، وفقاً لمصادر معارضة، في الوقت الذي سقطت فيه المناطق الجنوبية المحيطة بالعاصمة دمشق من سيطرة الرئيس بشار الأسد.

وقد أسفر الهجوم المعارض من الشمال، الذي أدى بالفعل إلى سقوط حلب، العاصمة الاقتصادية لسوريا، ومدينة حماة الرئيسية، عن تفكك قوات النظام في مناطق أخرى من البلاد.

وفي يوم الجمعة، انسحبت القوات الأمنية من معظم مناطق محافظتي السويداء ودرعا الواقعتين على حدود دمشق، كما سيطرت ميليشيا كردية مؤيدة للولايات المتحدة على أجزاء كبيرة من الشرق.

وقال المعارض البارز سهيل ثيبان من مدينة السويداء: “النظام يعيد تموضع قواته في ريف دمشق”.

وفي الوقت نفسه، كثفت الطائرات الحربية الروسية قصفها على ريف حمص الشمالي، الذي يُنظر إليه على أنه نقطة انطلاق لأي هجوم نهائي على المدينة.

وقد تدهورت قبضة النظام الحاكم على البلاد، التي استمرت ستة عقود بيد الأقلية العلوية، بشكل سريع منذ الهجوم المتمرد الذي انطلق من منطقة نفوذ تركيا في سوريا قبل أيام.

ومنذ بداية الحرب الأهلية قبل 13 عاماً، أصبحت سوريا مجزأة إلى أربع مناطق تسيطر عليها إيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة، ولكن التقدم المتمرد قلص بشكل كبير من نفوذ روسيا وإيران.

وصرح المعارض البارز فواز طه قائلاً: “نحن نشهد زلزالاً”، داعياً القوى الغربية إلى فتح “صفحة جديدة” مع المعارضة السورية بعد سنوات من محاولة التوصل إلى تسوية مع الأسد لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

ويبدو أن موسكو، الداعم الأقوى للأسد، بدأت تخفف من دعمها له، وقال مصدر مقرب من الكرملين إن روسيا لا تملك خطة لإنقاذ الأسد ولا ترى أن هناك خطة ستظهر طالما أن الجيش السوري يواصل الانسحاب من مواقعها.

وقال أحد أعضاء المعارضة إن هناك إشارات لتقليص الدعم الروسي للأسد، لكن روسيا تقدم دعماً جوياً أكبر للجيش السوري في حمص.

وأكدت مصادر متمردة ونظامية أن الطائرات الروسية كثفت قصفها في الـ12 ساعة الماضية على ريف حمص الشمالي، الذي يُعتبر نقطة انطلاق لأي هجوم نهائي على المدينة. ولم تتوفر تقديرات حول الخسائر البشرية.

وأضاف أحد أعضاء المعارضة: “حمص هي مركز إنتاج الأسلحة للنظام، ولذلك هي أهم من دمشق في بعض النواحي”، في إشارة إلى المصانع الخاصة بالذخائر وغيرها في المدينة.

وقال مسؤول عسكري غربي إن جزءاً كبيراً من مخزونات سوريا المتبقية من الأسلحة الكيميائية، التي لم تتخلى عنها في انتهاك لاتفاق 2013 بوساطة روسية، موجود في حمص.

الهجوم المتمرد في الشمال يقوده “هيئة تحرير الشام”، وهي جماعة تابعة للقاعدة تتمتع بقنوات مفتوحة مع تركيا، ويتزعمها أحمد الشرع، المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني. وقد أعلن أن هدف الهجوم هو السيطرة على دمشق وإسقاط “طغيان” الأسد.

في المقابل، سقطت غالبية المناطق في محافظتي الجنوب إلى تحالف من القوات المحلية والمتمردين السابقين الذين تم هزيمتهم بعد تدخل روسيا لدعم النظام السوري في 2015.

أما في حمص، فقد حلقت طائرات استطلاع تابعة للمتمردين فوق المدينة يوم السبت، لكن القوات المهاجمة لم تنفذ الهجوم النهائي للاستيلاء عليها بعد سيطرتها على ريفها الشمالي، وتعد حمص استراتيجية لأنها تعد الرابط الرئيس بين جبال العلويين الساحلية، التي تمثل قلب النظام، ودمشق، مقر السلطة.

وأشار أحد أعضاء القيادة المتمردة إلى أن مجموعة مكونة من 200 مقاتل من ميليشيا حزب الله اللبناني قد تم نشرها بالقرب من كلية عسكرية عند المدخل الشمالي للمدينة، حيث بنى الجيش خطاً دفاعياً.

وقال أحد المنشقين العسكريين الذين يعملون مع المعارضين إنهم قد يحاولون الاستيلاء على المدينة عبر تنفيذ حركة تطويق، مشابهة للاستراتيجية التي اعتمدها المتمردون في الاستيلاء على مدينة حماة الأسبوع الماضي، وأضاف: “قد يتجنبون حمص تماماً ويتوجهون نحو دمشق”.l  jkl,hbnm

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.