“التايمز”: السعودية لا تأبه بالخسائر والانتقادات وتستثمر مجددًا بالطاقة الشمسية

 

الرياض – خليج 24| كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية عن مواصلة الحكومة السعودية عقد صفقات استثمارية في مجال الطاقة الشمسية رغم الخسائر المتتالية والانتقادات التي تواجهها.

وذكرت الصحيفة أن جرانت شابس وزير الطاقة والأعمال والصناعة البريطاني التقى الأسبوع مع وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبدالله السواحة.

وأشارت إلى أنهما ناقشا التعاون بين بريطانيا والسعودية لتوليد الطاقة الشمسية في الفضاء، بمشاركة مسؤولين في مشروع نيوم.

والمشروع عبارة عن وضع ألواح شمسية بمدار الأرض تجمع عبر روبوتات، لتحول الكهرباء لموجات راديو عالية التردد، تنتقل من الفضاء لسطح الأرض.

وتحاول السعودية الاستفادة من المشروع المشترك مع بريطانيا في مشروع مدينة “ذا لاين” بالمملكة الخالية من انبعاثات الكربون لتشغلها بواسطة كهرباء نظيفة.

فيما كشفت دراسة بريطانية أن التحول نحو الطاقة النظيفة عالميًا يُمكن أن يوفر على الاقتصاد العالمي تريليونات الدولارات الإضافية وغير المتوقعة.

وتنهال على نحو دائم انتقادات لاذعة لولي العهد السعودي لإهداره موارد المملكة على مشاريع وهمية وغير ذات جدوى.

وشكك خبراء على نحو كبير في إمكانية تنفيذ حكومة المملكة العربية السعودية لخطط الطاقة المتجددة التي تعلن عنها بين الفينة والأخرى.

وأكد هؤلاء أن الرياض لن تكون قادرة على الوفاء بالجداول الزمنية، لأن مصداقيتهم بتحقيق الأهداف ليست حقيقية.

وقال وزير الطاقة في السعودية عبد العزيز بن سلمان إن هدف المملكة طرح مناقصة لإنتاج الطاقة المتجددة بقدرة 15 جيجاوات هذا العام والعام المقبل.

لكن عندما سُئل كيف ستحقق الرياض هذا الهدف، عاد لأمر تحرير النفط للتصدير، قائلاً؛ هذا هو الحافز.

ونشر موقع “أويل برايس” الأمريكي تقريرًا جديدًا تطرق فيه إلى خطط الطاقة المتجددة في السعودية والتي تعهد بتنفيذها ولي العهد محمد بن سلمان.

وقال الموقع إن خطط الطاقة المتجددة ظلت حبرًا على ورق، ولم يتضح كيف تخطط المملكة لنقلها إلى الواقع، لأن الكلام أكثر من العمل.

وأشار إلى أن السعودية تحتاج إلى تقليل الضجيج والبحث عن شيء أكثر واقعية.

وذكر الموقع أن الضجيج لا يبني مدنًا ذكية أو يزرع 10 مليار شجرة.

وقالت منظمة Climate Action Tracker لأبحاث البيئة إن التزام السعودية يُصنّف بمشاريع المناخ لغاية عام 2030 “غير كافٍ للغاية“.

وعزت المنظمة الدولية ذلك إلى نقص البيانات وعدم وضوحها، بما في ذلك عدم وجود أي توقعات عن الانبعاثات.

وقالت إن هناك عدم تقدم بأهداف الطاقة المتجددة لعام 2030 التي أعلنتها الحكومة السعودية عام 2019.

وأشارت إلى أنها اتخذت على إثر ذلك قرارا بإزالة هذه المشاريع من توقعاتنا لتقليل الانبعاثات.

وكشفت تقارير دولية عن جملة عقبات اقتصادية ودولية تعيق مشروع الهيدروجين الأخضر في السعودية، والذي يعرفه بأنه أحد مشاريع ولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.

ويكلف المصنع الذي يقع في مدينة نيوم، 7 مليارات دولار بغية إنتاج 650 طنًا من الهيدروجين الأخضر يوميًا عام 2025.

ونشرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية تقريرًا يستعرض التحديات الجمة أمام مصنع الهيدروجين الأخضر في السعودية .

والمشروع مشترك بين مدينة نيوم وشركة الكيماويات الأمريكية Air Products & Chemicals Inc وشركة أكوا باور السعودية.

ونقلت الصحيفة في تقرير تابعه خليج 24 عن مستثمرون يديرون المشروع قولهم إنهم قادرون على الوصول إلى حل المعضلة المتمثلة بتوليد هذا النوع من الطاقة.

وأشاروا إلى أنهم سينجحون في إيجاد الأسواق التي يمكن أن يتشكل فيها الطلب عليه.

وبينت الصحيفة أنهم سيستثمرون 5 مليارات دولار لبناء أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم.

ونبهت إلى أنه عدا عن ملياري دولار استثمارات في البنى التحتية للتوزيع في أسواق.

وأكدت الصحيفة أن المخطط سيُقزِّم الإنتاج المناظر بمنشأة الهيدروجين الأخضر بمنطقة كيوبيك بكندا، التي تنتج 9 أطنان يوميًا.

وأشارت إلى أن هذا سيجعل من المنشأة في السعودية هي الأكبر في العالم.

لكن الأشخاص الذين يتنبأون بمستقبلٍ يواجهون مأزقًا، بحسب الصحيفة.

وقالت إنه “لا يمكن تخفيف التكلفة المرتفعة لإنتاج غاز عديم الرائحة وعديم اللون وقابل للاشتعال”.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك لا يكون ألا عبر مشروعات ضخمة لن تكون مجدية اقتصاديًا.

ونوهت إلى أنه “إلا إذا كان هناك سوق منتشرة للهيدروجين الأخضر  وذلك الشيء لم يظهر بعد”.

ونقلت عن خبراء هذا الرأي أن هناك عقبات تحول دون انتشار الهيدروجين الأخضر في المستقبل المنظور بسبب التكاليف الكبيرة.

وذكرّت أن الحجم الهائل من عمليات إعادة تصميم البنى التحتية للطاقة في أنحاء العالم.

وأشارت إلى أنه يمكن أن يتطلب تغيير كل شيء بدءاً من المركبات ووصولاً إلى الاستخدامات المنزلية.

وبحسب الصحيفة، سيبدو عالم مثل هذا مختلفاً اختلافاً ملحوظاً.. محطات الوقود سوف تملأ الهيدروجين بدلاً من البنزين.

وذكرت أنه قد يضخ الهيدروجين عبر الأنابيب إلى داخل المنازل لإشعال السخانات والمواقد، وعلى عكس الطاقة الشمسية والرياح.

لكن –وفق الصحيفة- لا يزال عديد من المستثمرين متشككين بشدة حول مشروع الهيدروجين.

ودلل هؤلاء على شكوكهم بالكلفة العالية والتحديات الأكيدة أمام بناء بنية تحتية ضرورية لنشره على مستوى كبير.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.