التايمز: إيران تزود سرًا قواتها الحليفة في العراق بأسلحة قادرة على الوصول لأوروبا

كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن قيام إيران بتزويد قواتها الحليفة في العراق سرًا بأسلحة أرض-أرض، بعضها قادر على الوصول إلى أوروبا، رغم استعدادها للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة.

ويعتقد خبراء أن هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها قوات الحرس الثوري الإيراني صواريخ أرض-أرض لحلفائها في العراق.

ورغم أن إيران تستعد للدخول في أول مفاوضات رسمية بشأن برنامجها النووي مع الولايات المتحدة منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما عام 2018، إلا أن مصادر كشفت أن طهران قامت بتهريب نوعين آخرين من الصواريخ الأسبوع الماضي إلى العراق.

يشمل ذلك صواريخ كروز من طراز قدس 351 وصواريخ باليستية من طراز جمال 69، رغم أن مداها أقل بكثير من الصواريخ الأرض-أرض الجديدة، التي قد تصل إلى أوروبا.

قال مصدر استخباراتي إقليمي: “لقد نقلت إيران مؤخرًا صواريخ إلى الميليشيات الشيعية في العراق، بما في ذلك نماذج جديدة ذات مدى أطول، لم يتم تزويدهم بها من قبل. إنها خطوة يائسة من الإيرانيين، وتعرض استقرار العراق للخطر.”

تعتبر جماعة الحوثيين في اليمن والميليشيات المتحالفة مع إيران في العراق آخر القوى الفاعلة التي تقاتل نيابة عن النظام الإيراني.

وقد كثفت الولايات المتحدة ضرباتها ضد الحوثيين مؤخرًا، وقتلت يوم الثلاثاء عبد الناصر الكمالي، أحد قادتهم الاستخباراتيين البارزين.

والعراق يضم جماعات مسلحة انفصالية موالية لإيران تعود جذورها إلى عهد صدام حسين، وتتخذ موقفًا معاديًا بشدة للولايات المتحدة، خصوصًا منذ الغزو الأمريكي عام 2003.

في يناير من العام الماضي، قتلت ميليشيا كتائب حزب الله ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن. وردت الولايات المتحدة بضربة بطائرة مسيرة قتلت قائدهم أبو باقر السعدي، مما دفع الجماعة إلى تعليق هجماتها لتجنب “إحراج” الحكومة العراقية.

وقد حذرت إيران جيرانها من التعاون مع الولايات المتحدة إذا شنت هجومًا، بما في ذلك استخدام مجالهم الجوي.

وتتناقض عمليات نقل الصواريخ مع تقارير هذا الأسبوع التي أفادت بأن الميليشيات المدعومة من إيران في العراق كانت “مستعدة لنزع سلاحها” لتفادي الصراع مع أمريكا.

قال عزة الشهبندر، سياسي شيعي بارز، إن الفصائل كانت منفتحة على التخلي عن السلاح. لكن مصدر دبلوماسي آخر صرح لصحيفة “التايمز” أن هذه الجهود “خدعة”، وأن الميليشيات رفضت في الواقع نزع سلاحها.

فيما قال محللون إن إيران تحاول “بسرعة” استعادة موطئ قدمها في الشرق الأوسط بعد خسائرها الأخيرة.

أوضح ويليام ألبيرك، زميل زائر في مركز ستيمسون: “بعض قادة الميليشيات بدأوا مناقشات مع الحكومة العراقية حول التحول إلى العمل السياسي بدلاً من العمل العسكري، مما يعكس تراجع الثقة في دعم إيران لهم على المدى الطويل.”

مع ذلك، قال إنه من المنطقي أن تصعد إيران دعمها للميليشيات لإقناعهم بمواصلة القتال بدلاً من التفاوض.

وأضاف: “من الممكن أن تستخدم الميليشيات هذا الدعم كأداة تفاوضية بدلًا من مواصلة صراع مكلف وخطير.”

واختتم قائلًا: “لا يوجد سبب يجعل إيران تتخلى عن استخدام وكلائها، لأنهم يوفرون لها فوائد استراتيجية، من خلال خلق مساحات غير خاضعة للحكم يمكنها من خلالها الاستفادة من الجريمة المنظمة والتهريب.”

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.