تتواصل الاضطرابات في الإمارات لليوم الثالث بسبب منخفض عميق تضمن سقوط أمطار غزيرة غير مسبوقة اجتاحتها هذا الأسبوع وأدت إلى تعطيل مناطق واسعة في البلاد.
ووجه مجلس الوزراء الإماراتي بتمديد العمل عن بُعد ليومي الخميس والجمعة 18-19 إبريل، لجميع موظفي الحكومة الاتحادية، على أن يستثنى من ذلك الوظائف التي تتطلب التواجد في مقر العمل، وذلك مراعاة للظروف الناتجة عن الحالة الجوية التي مرت بها الدولة.
وقررت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي تمديد نظام التعليم عن بُعد لكافة المدارس الحكومية بالدولة يومي الخميس والجمعة 18 و19 من أبريل 2024.
وذلك لضمان جاهزية كافة المدارس الحكومية والمناطق المحيطة بها من ناحية السلامة والأمان لاستقبال الطلبة والهيئة التدريسية.
كما أعلنت حكومة دبي استمرار العمل عن بُعد لموظفي جميع الجهات التابعة لها خلال يومي الخميس والجمعة مع استثناء الوظائف التي تتطلب التواجد في مقر العمل، من أجل تمكين فرق العمل في الجهات المختصة من الانتهاء من مهامها في مختلف المواقع بأسرع وقت ممكن.
كما تقرَّر استمرار العمل بنظام التعليم عن بُعد للمدارس الخاصة في دبي خلال اليومين القادمين بهدف ضمان سلامة الجميع وتمكين المدارس من إتمام الاستعدادات اللازمة لاستقبال الطلبة والطالبات واستئناف الدراسة بالحضور المباشر مطلع الأسبوع المقبل.
ولا تزال العمليات في مطار دبي، وهو مركز رئيسي للسفر، مضطربة بعد أن غمرت المياه المدرج يوم الثلاثاء مما أدى إلى تحويل رحلات وإرجاء أو إلغاء أخرى.
وقال المطار صباح الخميس إنه استأنف الرحلات الجوية القادمة في المبنى رقم 1، الذي تستخدمه شركات الطيران الأجنبية. ولفت إلى أن “الرحلات الجوية تستمر في التأخير والتعطيل”.
ويواجه المطار صعوبات في توفير الطعام للمسافرين الذين تقطعت بهم السبل بعدما غمرت مياه السيول الطرق القريبة.
ووصلت موجة الطقس العاصف، التي ضربت عُمان يوم الأحد، إلى الإمارات يوم الثلاثاء. وتم الإبلاغ عن وفاة شخص واحد في الإمارات و20 في عمان.
وقالت السلطات إن السيول أدت إلى محاصرة الأفراد على الطرق أو في المكاتب والمنازل، بعدما شهدت البلاد هطولا للأمطار هو الأكبر في 75 عاما.
وطلبت السلطات من موظفي الحكومة والطلاب البقاء في منازلهم من أجل تمكين فرق العمل من تكثيف جهودها لمعالجة تأثير المنخفض الجوي الذي شهدته البلاد.
ويقول خبراء المناخ إن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ الذي تسببه أنشطة البشر يؤدي إلى المزيد من الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل العاصفة التي اجتاحت الإمارات وسلطنة عمان.
ويتوقع الباحثون أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة وخطر الفيضانات في مناطق بالخليج.
ويمكن أن تكون المشكلة أسوأ في دول مثل الإمارات التي تفتقر إلى البنية التحتية للصرف للتعامل مع الأمطار الغزيرة.
ونفت وكالة حكومية إماراتية تشرف على تلقيح السحب، وهي عملية تهدف إلى زيادة هطول الأمطار، حدوث أي عمليات من هذا القبيل قبل العاصفة.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن الرئيس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان القول في بيان إنه وجه الجهات المعنية بسرعة حصر الأضرار “التي سببتها الأمطار الغزيرة غير المسبوقة” وتقديم الدعم اللازم للأسر المتضررة.
من جهته أبرز موقع اكسيوس الأميركي تسبب “القنبلة المطرية” القياسية التي ضربت دبي ودول الخليج المجاورة الأخرى منذ يوم الثلاثاء في هطول أمطار تعادل أكثر من عامين على المدينة التي تعتبر مركز المال والنقل العالمي.
وقد أظهرت الفيضانات التي أصابت دبي بالشلل التام، مدى عدم كفاية البنية التحتية الحالية لتحمل الظواهر الجوية المتطرفة التي أصبحت أكثر شيوعا وشدة بسبب تغير المناخ.
وكانت الأمطار الغزيرة قد غمرت المدينة، مما أدى إلى إغلاق مركز المطار المزدحم لبعض الوقت يوم الثلاثاء.
وسقطت أمطار ما لا يقل عن عامين، أو حوالي 6.26 بوصة، في 24 ساعة فقط، مما أدى إلى تأهل العاصفة لما أصبح يعرف بالعامية باسم “قنابل المطر” لكمياتها العامة الكبيرة للغاية في مثل هذه الفترات القصيرة من الزمن.
ومن شأن هذه الكمية من الأمطار في يوم واحد أن تسبب مشاكل حتى في المواقع الأكثر اعتدالاً، ناهيك عن دبي، وهي مدينة صحراوية تعاني من سوء الصرف المائي.
وتحولت السيارات، بما فيها المركبات الفاخرة التي تشتهر بها المدينة، إلى قوارب، وشوهدت طائرات في مطار دبي الدولي على وسائل التواصل الاجتماعي وهي تستخدم قوة محركاتها وهي تشق طريقها في المياه العالية.
وكانت حالة الطوارئ الجوية سارية في دبي الاربعاء، مع إغلاق المدارس ونصح الناس بالبقاء في منازلهم على الرغم من السماء المشمسة.
وقد يؤدي هطول الأمطار الغزيرة هذا إلى تكبد دبي معروفة بالتسوق الراقي والمعيشة الفاخرة عشرات الملايين من الدولارات من الأضرار، إن لم يكن أكثر في ظل التقارير التي تتحدث عن الأضرار التي لحقت بالمباني، والسيارات التي قد يتعين التخلص منها، واستمرار اضطرابات السفر.
وتم الإبلاغ عن مقتل ما لا يقل عن 19 شخصًا بسبب الفيضانات في عُمان من نفس الطقس وتم الإبلاغ عن وفاة واحدة على الأقل في الإمارات.
وكان السبب المباشر للفيضانات هو منطقة الضغط المنخفض القوية والبطيئة الحركة، أو الجيب الهوائي البارد عالياً، مما أثار مجمعات من العواصف الرعدية الشديدة فوق دولة الإمارات والدول المجاورة يوم الثلاثاء.
وقد أظهرت نماذج الطقس نظام العاصفة هذا، إلى جانب التهديد بهطول أمطار غزيرة، قبل عدة أيام.
وأدى استخدام دبي المتكرر لتلقيح السحب لتعزيز هطول الأمطار إلى أن يسأل كثيرون عما إذا كان هذا فيضانًا من صنع الإنسان.
ومن غير المعروف أن البذر السحابي ينتج مثل هذه العواصف الرعدية الشديدة واسعة النطاق وطويلة الأمد والتي تؤثر على بلدان متعددة.
لكن يمكن أن يؤدي ذلك، في بعض الحالات، إلى هطول أمطار غزيرة إلى حد ما عما قد يحدث بطريقة أخرى.
وتشير التقارير إلى أن دولة الإمارات لم تقم بعمليات البذر في 16 أبريل، كما أن توقعات نماذج الطقس، التي أظهرت هطول أمطار غزيرة دون دمج البذر السحابي في حساباتها، تشير أيضًا بقوة إلى أن البذر لم يكن مساهمًا رئيسيًا.
وتظهر دراسات علوم المناخ والملاحظات حول العالم أن أحداث هطول الأمطار الغزيرة مثل هذه، بما في ذلك تلك التي حطمت الأرقام القياسية على الإطلاق، أصبحت أكثر شيوعاً وشدة مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=66951