تونس- خليج 24| تظاهر الآلاف في تونس اليوم رفضا للانقلاب الذي نفذه الرئيس قيس سعيد بتعليمات وتوجيهات مباشرة من فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ورفع الآلاف شعارات ” الشعب يريد ما لا تريد”، و”الشعب يريد عزل الرئيس”، و”ارحل”، و”الحرية لقناة الزيتونة”، و”يا أمن يا جمهوري ما تبعش الدكتاتوري”.
وتصاعد الغضب في الشارع التونسي ضد سعيد الذي يسعى إلى القضاء على المكتسبات الديمقراطية في البلاد.
ولأول مرة عاد وبقوة شعار “ارحل” الذي أطلق أول مرة ضد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي وصولا للإطاحة به.
ورغم تهديدات سعيد احتشد الآلاف وسط العاصمة تونس رفضا لانقلاب الرئيس على الحكومة والبرلمان.
وخرج هؤلاء على الرغم من تضييق قوات الأمن وسد للطرقات أمام المتظاهرين في محاولة لثنيهم عن الخروج على الرئيس.
وعرفت العاصمة إجراءات أمنية مشددة جدا، على غير عادة الوقفات السابقة وحملة تفتيش واسعة.
كما وقعت مناوشات بين الأمن التونسي والمتظاهرين حيث أطلق القنابل الغازية لتفريقهم حيث أصيب العديد منهم.
أيضا تأتي التظاهرات رغم تهديد الرئيس للمتظاهرين بـ”رجم الشياطين” على حد تعبيره.
وحاول سعيد مؤخرا التقليل من شأن الاحتجاجات المناوئة له على عادة رؤساء الأنظمة التي قامت ضدها ثورات الربيع العربي.
وشنت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس عبير موسى هجوما حادا على الرئيس قيس سعيد، إذ اتهمته باحتكار كل السلطات وبأنه “أصبح الحاكم بأمره”.
وأكدت عقب اجتماع مع أنصار حزبها بمحافظة القصرين غربًا، أن سعيد “احتكر كل السلطات وبات الحاكم بأمره ولم يغير شيئا”.
وذكرت موسى أنه لم يتغير شيء بعد 22 سبتمبر في تونس.
وقالت: “لم نر أي تحرك لإنهاء منظومة الإخوان والجمعيات المشبوهة تواصل نشاطها والأموال الأجنبية التي تضخ لها لم تجفف منابعها”.
ورفضت موسى ما سمته تسييس مسألة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ونسبها كمجهود فردي لقيس سعيد.
وعلم موقع “خليج 24” أن جهاز المخابرات الإماراتي دفع برئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى الذي تموله أبو ظبي للهجوم على الرئيس التونسي قيس سعيد وشقيقه.
وقالت مصادر تونسية رفيعة إن تعليمات وصلت إلى عبير لمهاجمة سعيد واتهامه بالارتباط بأجندات دولية خارجية تسعى لتدمير تونس.
وبينت أن هجوم موسى سيصل نوفل سعيد وهو شقيق الرئيس التونسي باتهامه بالانتماء لـ“جمعية ترتبط باتحاد علماء المسلمين”.
وبينت المصادر أن أبو ظبي منزعجة من تصريحات للرئيس سعيد تفهم بأنه تخلي عن دور الإمارات بعد مساعدته في تنفيذ انقلابه.
وذكرت أن الإمارات ترغب في توجيه “قرصة أذن” لسعيد من أجل إعادته إلى “رشده” وإفهامه أن ما جرى لم يكن ليحصل دون جهودها.
وتوقعت المصادر أن تحدث مشاجرات وخلافات عنيفة بين الطرفين الذي تمولهما أطراف غربية.
وكانت عبير موسى ظهرت بمقطع فيديو تتهم شقيق رئيس الجمهورية بأنه منتمي لرابطة تونس للثقافة والتعدد.
ويرأس الرابطة أحد منظري اليسار الإسلامي أو من يسمون أنفسهم الإسلاميون التقدميون.
وتنشط بالشراكة مع جمعية صاحب الطابع للثقافة الإسلامية، التي تضم داعية موالي للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ورفضت عبير موسى ما قالت إنه “إعادة إنتاج الإسلام السياسي وتقديمه بثوب جديد”.
وأكدت أن استغلال الأزمة السياسية لتمرير برنامج توافق من نوع جديد يكون فيه الخوانجية طرفًا بعد تغيير قشرتهم الخارجية مرفوض”.
وتفجر الصراع بين قطبي الثورة المضادة في تونس الرئيس سعيد وعبير موسى على تقاسم مكتسبات الانقلاب.
فقد حشدت عبير الممولة من الإمارات، مفترق منطقة الكرم المؤدي إلى قصر قرطاج، وهو مقر الرئيس سعيد وأغلقته لساعات.
وغادرت موسى عقب تدخل قوى الأمن والسماح لأعضاء حزبها من المرور والعودة إلى منازلهم.
وأوقفت قوات الأمن أعضاء الحزب الموالي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ومنعتهم من مواصلة الطريق نحو القصر.
وقصدت موسى القصر بزعم طلب توضحي من سعيد حول منحهم ترخيصا لتنظيم مؤتمرهم الانتخابي.
وقالت إن مسيرة قصر قرطاج ردا على عدم تلقيهم تفسيرا قانونيا على منعهم من تنظيم مؤتمر الحزب.
وظهرت موسى بمقطع فيديو شنت عبره جوما حادا على تنسيقيات مشكلة بعدة جهات دعمًا لإجراءات سعيد.
وقالت إن التنسيقيات محاولة لمنظومة الربيع العربي للعودة للساحة مجددًا من البوابة الخلفية وعبر تيارات مجهولة”.
وأشارت إلى أن شخصيات سياسية تسعى لعودتها بقوة للمشهد التونسي لإعادة الاخوان وإحياء الربيع العربي”.
وعلم موقع “خليج 24” من مصادر تونسية رفيعة أن الإمارات عقدت اجتماعا مع موسى، لإنهاء صراعها العلني مع سعيد الذي ظهر عقب إعلان الانقلاب.
ووفق المصادر، فإن تهديد أبو ظبي الأخير إلى موسى كان غير رادع لها في ظل النزاع المتنامي لها مع سعيد الذي نفذ الانقلاب وفق مخطط إماراتي.
وقالت إن المسؤولين الإماراتيين وعدوا موسى بمكانة مرموقة داخل الحكومة والدولة التونسية لإنهاء الخلاف الذي قد ينتهي بوأد الانقلاب.
وأشارت المصادر إلى أنهم طلبوا منها إنهاء أي معارضة لإجراءات سعيد بشكل علني وتنسيق جهود دعم الثورة المضادة بينهما.
وبينت أنهم الوفد الإماراتي طلب منها التواصل مع أبو ظبي مباشرة حال اعتراضها على شيء.
وأكدت المصادر أن الاجتماع حمل رسالة “تهديد” إلى موسى التي كانت تطمح بتنفيذ انقلاب تونس، حال عدم التزامها والزج بها في السجن.
يذكر أن عبير موسى سعت لشيطنة ثورة الياسمين في تونس وتضليل الرأي العام ودفع الشارع للإطاحة بحزب النهضة.
وكانت تحلم وفق مخطط إماراتي معد مسبقًا، بحل البرلمان للوصول إلى أعلى درجات الحكم وإعادة نظام المخلوع زين العابدين بن علي.
وكشفت مصادر تونسية مطلعة عن أن الإمارات رفضت زيارة سرية كانت تعتزم القيام بها موسى إلى أبو ظبي خلال الأسبوع الجاري.
وقالت المصادر لموقع “خليج 24″ إن المخابرات الإماراتية أبلغ النائبة موسى برفضها للزيارة المعتزمة للاجتماع بمسؤولي أبو ظبي.
وبينت أن عبير موسى تعتزم شكوى الرئيس التونسي قيس سعيد الذي نفذ انقلابًا بتعليمات من ولي عهد أبو ظبي للقضاء على “ثورة الياسمين”.
وذكرت المصادر أن المخابرات الإماراتية طلب من النائبة المثيرة للجدل بالانصياع إلى أوامر سعيد ووقف التصعيد ضده.
وأكدت أن أبو ظبي أبدت تأييدًا لقرارات قد يتخذها سعيد في سبيل عزل عبير موسى حال مواصلتها لمهاجمته.
ونبهت المصادر إلى أنها كانت تنوي الاجتماع برجال المخابرات الإماراتية لمناقشة الأوضاع عقب الانقلاب والخلاف مع الرئيس سعيد.
وشن الرئيس السابق لحزب التيار الديمقراطي محمد عبو هجوما حادا على موسى، متهما إياها بأنها عملية لدولة الإمارات.
وقال عبو إن موسى شخصية مأجورة تتلقى تمويلها من الإمارات.
وأكد إحالته لوثائق للنيابة تفيد بتسلمها أجورًا من دون وجه حق.
ودعا موسى إلى التوقف عن معاداة الثورة التونسي وتنفيذ مخططات الإمارات الهادفة لضرب تونس واستقرارها وديمقراطيتها.
وجدد عبو نفيه بأن يكون قد لعب دور المنسق بين أبو ظبي وموسى، مشيرًا إلى أن ما ينشر بهذا الخصوص “مغالطة”.
لكن قال: “لا أشارك بأي حوار صحفي مع أي وسيلة إعلام محسوبة على الإمارات”.
لكن وجه عبو رسالة إلى سفير الإمارات بقوله: “أدعوك لتبليغ حكامك بأن أي تمويل يذهب منها لأحزاب سياسية هو عمل عدواني ضد تونس”.
وأضاف: “هم بصدد خلق عداوات مع الشعب التونسي الذي يحتاج استثمارات وتبادل تجاري ومصالح اقتصادية مشتركة”.
وشدد على الشعب التونسي لا يحتاج التدخل في شؤون الغير، ولا إفساد للحياة السياسية.
لكن مع كل محاولة انقلابية أو تخريبية جديدة في تونس، يتصدر اسم النائبة عبير موسى.
وتكون على رأس مدبريها بدعم خارجي ضمن مساعي إجهاض “ثورة الياسمين”.
وعبير موسي هي محامية من مواليد العام 1975.
تترأس الحزب الدستوري الحر (بقايا النظام السابق) الذي يستحوذ على كتلة صغيرة بالبرلمان.
يضم عددًا من أنصار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بينعم عبير موسي.
وحكم بن علي تونس بالحديد والنار والفساد حتى أطيخ به بثورة شعبية عام 2011.
لكن تعرف عبير بأنها من أبرز مناهضي ثورة الياسمين عام 2011.
كما أنها قادت الحراك المناهض لها وتأييدها لبقاء بن علي في السلطة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=33131
التعليقات مغلقة.