الإمارات تستكمل احتلال جزيرة ميون في اليمن
أبوظبي – خليج 24| أتمت دولة الإمارات العربية المتحدة عبر أذرعها ومليشياتها احتلال جزيرة ميون في اليمن، عقب اتفاق أعلنه عمدة العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أحمد لملس.
ويدعو الاتفاق لبناء مدينة سكنية في جزيرة ميون بمدخل مضيق باب المندب، باستعادة لهيمنة أبوظبي على الجزيرة الاستراتيجية.
ونشر عمدة عدن عبر “فيسبوك” نبأ توقيعه مع علي سعيد الخرور شيخ جزيرة ميون على إنشاء وتعمير أولى مراحل مدينة سكنية مقدمة من الإمارات.
وبين لملس أن المشروع يشمل 140 وحدة ومشاريع البنية التحتية والخدمات الملحقة كافة؛ من مدارس ووحدات صحية، ومرفقات خدمية ستنفذ بمراحل مزمنة.
وتسببت تحركات الإمارات في جزيرة ميون التي تقع في قلب باب المندب ممر الملاحة الدولي، بجدل واسع في اليمن منذ عام 2021.
وكشفت مصادر يمنية وإماراتية مطلعة لموقع “خليج 24” عن وصول وحدة استخبارية إسرائيلية خاصة إلى جزيرة “ميون” اليمنية الاستراتيجية التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت المصادر أن هذه الوحدة المتخصصة تضم ضباطا من جهاز (الموساد) والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان).
وبينت أن وصول الوحدة الاستخبارية الإسرائيلية إلى جزيرة ميون يأتي في ضوء التطورات المتلاحقة والتصعيد في منطقة الخليج.
ولفتت المصادر إلى أن ضباط الوحدة سيبقون في الجزيرة الاستراتيجية إلى حين انتهاء التوتر الحالي مع إيران.
في حين، أكدت أن اتفاقا بين الإمارات وإسرائيل يقضي بإبقاء الضباط الإسرائيليين بشكل دائم في جزيرة ميون.
وأشارت المصادر إلى أن الوحدة وصلت إلى جزيرة ميون بواسطة طائرة إماراتية حطت في المهبط الذي أقامته أبو ظبي.
كما كشفت أن الوحدة جلبت معها العديد من معدات التجسس والمراقبة المتطورة.
وفي مارس الماضي، كشفت مصادر يمنية عن مسارعة قوات الإمارات لنشر منظومات دفاع جوي في جزيرة ميون الاستراتيجية التي احتلتها.
وأوضحت المصادر اليمنية لـ”خليج 24″ أن قوات الإمارات في الجزيرة استقدمت العديد من أنظمة الدفاع الجوي للجزيرة.
ولفتت إلى أن قيامها مؤخرا بنشر منظومات “القبة الحديدية” الإسرائيلية في الجزيرة.
كما كشفت عن قيام القوات الإماراتية في الجزيرة باستقدام منظومات دفاع جوي أمريكية وروسية للجزيرة.
ومن هذه المنظومات ما هو ثابت، وآخر متحرك يتم نقله بواسطة العربات، وهي متعددة الطبقات.
ونبهت المصادر ذاتها إلى أن أبو ظبي تخشي من استهداف الجزيرة بالصواريخ أو الطائرات المسيرة من قبل أي من الأطراف في اليمن أو المنطقة.
وذكرت حينها أن نشر منظومات الدفاع الجوي يأتي أيضا استعدادا لإعادة الضباط الإسرائيليين والأمريكان إلى الجزيرة الاستراتيجية.
وتعتقد الإمارات أن هذه المنظومة –بحسب المصادر- يمكن أن تشكل مظلة حماية من هجمات محتملة على الجزيرة.
ووافقت إسرائيل في فبراير الماضي على نشر بطاريات القبة الحديدية المضادة للصواريخ بعدة دول في الخليج العربي.
وعزت الموافقة إلى اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول بالخليج والتوتر مع إيران.
غير أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية رفضت –بحسب صحيفة “هآرتس” العبرية- كشف أسماء الدول الخليجية التي ستنشر فيها بطاريات “القبة الحديدية”.
وكانت مصادر يمنية وخليجية مطلعة كشفت عن قيام قوات الإمارات بإجراءات عاجلة في جزيرة ميون عقب ما كشفه “خليج 24″ قبل أيام.
وأوضحت المصادر لـ”خليج 24” أنه تم سحب الضباط الإسرائيليين الذين وصلوا برفقة قوات الإمارات إلى الجزيرة الاستراتيجية.
ولفتت المصادر إلى أن سحب الضباط الإسرائيليين جاء خشية استهداف الجزيرة بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة مفخخة.
واضطرت الإمارات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تحسبا لهجمات من قبل إيران أو مسلحي جماعة الحوثي في اليمن.
وأكدت المصادر أنه جرى نقل الضباط الإسرائيليين الذين قدموا إلى الجزيرة بواسطة مروحيات نقل عسكرية.
فيما شددت قوات الإمارات من إجراءاتها في داخل الجزيرة ومحيطها.
وقامت قوات الإمارات بنقل المزيد من المعدات والآليات العسكرية إلى الجزيرة.
كما شرعت بإقامة تحصينات تحت أرضية قادرة على التصدي لأي هجمات محتملة مسبقا.
ورجحت المصادر عودة الضباط الإسرائيليين الذين انتقل جزء منهم إلى الإمارات فيما عاد آخرون إلى إسرائيل.
كما كشفت مصادر خليجية مطلعة عن هوية الأجانب الذين حضروا مع قوات الإمارات إلى جزيرة ميون اليمنية التي احتلتها مؤخرا.
وأكدت المصادر لـ”خليج 24″ أن الأجانب هم ضباط إسرائيليون، حضروا مع قوات الإمارات مؤخرا.
ورجحت المصادر أن يكون هؤلاء الضباط يعملون في الاستخبارات العسكرية (أمان) وجهاز (الموساد).
وكشفت أن يتم بناء مواقع محصنة وإنشاء أنظمة متطورة للرصد والمراقبة في الجزيرة اليمنية الاستراتيجية.
إضافة إلى إقامة الإمارات مع الضباط الإسرائيليين لرصد الملاحة بحرا وجوا في المنطقة.
وأكدت أن هذه الأنظمة متطورة جدا، وقادرة على رصد أهداف على بعد مئات الكيلومترات.
وتقع الجزيرة في قلب مضيق باب المندب، والتي تربط بين البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
ونبهت المصادر ذاتها إلى جملة من الإجراءات المشددة التي اتخذتها القوات الإماراتية في الجزيرة.
وتهدف هذه الإجراءات لمنع حصول أي من الأطراف على معلومات عن الضباط الإسرائيليين أو الأعمال التي تقوم بها.
وبداية العام، قامت الإمارات باحتلال جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية، معتبرة إياها منطقة عسكرية مغلقة.
وأوضحت معلومات حصلت عليها “العربي الجديد” أن الإمارات قامت بنقل أجزاء من قاعدتها العسكرية في إريتريا للجزيرة اليمنية.
وذكرت أن الحركة في الجزيرة اليمنية والتي كانت الإمارات وضعت يدها عليها قبل سنوات وحوّلتها لقاعدة خلفية لها قد زادت بشكل كبير.
وأكدت أنه تم رصد إدخال المعدات عبر الجزيرة بواسطة سفن إماراتية.
وكشفت أنه تم إعطاء بعض القوات التي كانت متواجدة في الجزيرة إجازة فيما تمّ حصر الدخول والخروج من الجزيرة بأشخاص بعينهم.
ووفق المعلومات فإن أبو ظبي تنقل المعدات والجنود من إريتريا إلى جزيرة ميون والتي تحتفظ بتواجد عسكري فيها منذ سنوات.
وسبق أن واجهت اتهامات بمحاولة استنساخ سيناريو الهيمنة على جزيرة سقطرى اليمنية فيها.
وفي أبريل 2020، أكدت مصادر ل”العربي الجديد” أن الإمارات عزلت الجزيرة التي تبلغ مساحتها 13 كيلومتراً مربعا عن محيطها.
ويبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 250 شخصا.
وتأتي التحركات الإماراتية ضمن محاولة لاقتطاعها وحرمان أي طرف يمني من التحكّم بمضيق باب المندب.
وذكرت المصادر أن أبو ظبي جعلت من جزيرة ميّون قاعدة عسكرية لها وممرّاً لدخول أتباعها وخروجهم، وإدخال الدعم إليهم.
وذلك ليتولّى هؤلاء الوكلاء إيصال هذا الدعم إلى عدن وباقي المناطق، خصوصاً بعد إعادة تأهيل مطار ميون العسكري.
ويستخدم وكلاء ومليشيا اليمن في الساحل الغربي هذا المطار لتحركاتهم.
ووفق المعلومات المتوفرة، فقد نقلت الإمارات في الأيام الأخيرة أكثر من 300 جندي وضابط.
ومن هؤلاء متخصصون في استخدام الطائرات والاستخبارات، كما تم إدخال أجهزة يُعتقد أنها أجهزة اتصالات متطورة وتجسسية.
وكشفت المصادر رصد وجود أجانب في الجزيرة غالباً ما يصلون ويرحلون مع الضباط الإماراتيين.
كما تم نشر عدد من المدافع والآليات فيها إلى جانب مروحيات عسكرية من نوع “بلاك هوك” و”آباتشي”.
ونبهت المصادر إلى أن الإجراءات الإمارتية الجديدة في الجزيرة اليمنية تشمل استحداث مواقع عسكرية جديدة.
إلى جانب استكمال إنجاز مدرج لاستقبال الطائرات الحربية، والذي كانت قد بدأت العمل فيه قبل أربع سنوات.
كما تعتمد الإمارات على تسيير القوارب السريعة في دوريات حول الجزيرة لتأمينها عسكريًا.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=54631
التعليقات مغلقة.