أطلقت دولة الإمارات حملة دبلوماسية تستهدف الضغط على الأمم المتحدة وحكومات دول حول العالم، بهدف حشد الدعم لخطة إسرائيل الرامية إلى طرد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ومن بين تحركات الحملة المشبوهة توجيه “رمضان أبو جزر” مدير ما يسمى “مركز بروكسل الدولي للبحوث” الممول إماراتيا، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش.
وحرض أبو جزر في الرسالة على فصائل المقاومة الفلسطينية وضرورة حشد الجهود من أجل نزح سلاحها وطرد قادتها من قطاع غزة في مقابل تبييض صورة إسرائيل المسئولة عن ارتكاب مجازر مروعة بحق الفلسطينيين على مدار نحو 18 شهرا.
وزعم أبو جزر في رسالته أن “أهالي قطاع غزة يعانون من وحشية وهجمات مليشيا حركة حماس المسلحة”، وفي المقابل عندما تحدث عن الاحتلال الذي يمارس الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وصف كل ما يجري بـ”العمليات العسكرية الإسرائيلية”.
وكان كشف تحقيق عن انخراط شخصيات سعودية وإماراتية في مخطط إسرائيلي للتحريض على حماس بعد أن لجأت تل أبيب إلى “الخطة البديلة” لمحاولة إسقاط حكم الحركة عبر حرب أهلية.
وقال موقع (Evening Star) إنه بعد أكثر من 16 شهرًا من العمليات العسكرية المكثفة في غزة، فشلت إسرائيل في تحقيق هدفها الرئيسي: القضاء التام على حماس. ورغم الدمار الواسع، وآلاف الضحايا، والأزمات الإنسانية الحادة، لا تزال حماس متحصنة في غزة، وتواصل مقاومتها للقوات الإسرائيلية.
وفي مواجهة هذا الواقع، يبدو أن إسرائيل تُغيّر تكتيكاتها، وتتجه نحو الخطة البديلة، التي تتضمن تأجيج المعارضة الداخلية ضد حماس من خلال الحرب النفسية، وحملات التواصل الاجتماعي، وتعبئة النشطاء الفلسطينيين في الخارج.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما شنت حماس هجومًا مفاجئًا على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 240 أسيرا، شنت إسرائيل واحدة من أكثر حملاتها العسكرية عدوانية في غزة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي غارات جوية وعمليات برية متواصلة، مما أدى إلى نزوح ما يقرب من مليوني فلسطيني ومقتل أكثر من 50 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.
مع ذلك، ورغم الخسائر الفادحة، لا تزال قيادة حماس على حالها، ويواصل مقاتلوها خوض حرب العصابات. وقد كافح الجيش الإسرائيلي لتفكيك شبكة أنفاق حماس الواسعة، واحتفظت الحركة بنفوذ كبير على سكان غزة. ومع غياب أي نصر واضح في الأفق، تبحث إسرائيل الآن عن استراتيجيات بديلة لإضعاف حماس من الداخل.
بحسب مصادر مطلعة في الجيش الإسرائيلي، فعّلت إسرائيل خلية أزمة مُكلّفة بتقويض حكم حماس عبر تشجيع الاحتجاجات والعصيان المدني في غزة. وستكون هذه خطوةً نحو تنفيذ عملية تهجير جماعي لسكان غزة إلى مصر ودول أخرى.
ويُقال إن هذه الخلية يديرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إلى جانب شخصيات إقليمية مؤثرة، من بينهم أمجد طه (ناشط أحوازي-إماراتي)، وعبد العزيز الخميس (صحفي سعودي)، ولؤي الشريف (ناشط إماراتي يروج للتطبيع).
وتُنسّق الخلية أيضًا مع ناشطين فلسطينيين مقيمين في أوروبا ومصر، يُضخّمون رسائلهم المُناهضة لحماس على مواقع التواصل الاجتماعي. من بين الشخصيات الرئيسية المُشاركة: رمزي حرزالله (بلجيكا)، وحمزة المصري (بلجيكا-تركيا)، وأمجد أبو كواش (لندن)، وعبد الحميد عبد العاطي (مصر)، وأحمد سعيد (مصر)، ومحمد أبو حجر (بلجيكا)، وإبراهيم عسلية (لندن)، ووائل موسى (تركيا).
ويعمل هؤلاء الناشطون على تعزيز روايات تسلط الضوء على إخفاقات حماس في الحكم، وحملاتها القاسية على المعارضة، ومعاناة سكان غزة في ظل الحرب وحكم حماس.
وسبق أن نقلت وكالة بلومبيرغ أن المملكة العربية السعودية دعمت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة بشرط “إزالة القيادة السياسية والعسكرية المتشددة لحركة حماس من غزة”.
في الوقت ذاته ذكرت الوكالة أن الرياض ترى ضرورة التعامل مع ما وصفته بعناصر “معتدلة” من الحركة.
أما الإمارات العربية المتحدة فقد تبنت موقفًا أكثر تشددًا، حيث تطالب بإعادة هيكلة شاملة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية قبل الالتزام بأي تمويل لإعادة الإعمار، بحسب الوكالة.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=71113