الأورومتوسطي يكشف تفاصيل جريمة مليشيا الإمارات بتهجير السكان قسرا من عدن

جنيف- خليج 24| أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء تنفيذ مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عمليات تهجير قسرية لسكان في حي جبل الفُرْسْ بمدينة كريتر في محافظة عدن جنوبي اليمن.

وقال المرصد ومقرّه جنيف ببيان صحفي إنهّ “أطلع اليوم على معلومات تفيد بإحراق المجلس الانتقالي عشرات المنازل بحي جبل الفرس”.

وأكد أن مليشيا الإمارات قامت بذلك بعد تهجير سكّان الحي بقوة السلاح.

وأوضح أن فريقه تلقى إفادات من سكان في حي جبل الفرس بكريتر بعدين حول إبلاغ من المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبين المرصد أن ذلك كان بتاريخ 12 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، واستهدف عشرات الأسر.

وطالبت مليشيا الإمارات من السكان “إخلاء منازلهم ومغادرة المنطقة تمهيدًا لتحويلها إلى منطقة عسكرية”.

بالتزامن مع تنفيذ عمليات هدم لعدد من المنازل التي تأوي سكانًا محليين ونازحين بعد إخلائها جبريًا، بحسب الأورومتوسطي.

ويسكن حي جبل الفرس بكريتر عدد كبير من النازحين من مناطق تعز والحديدة وتهامة والمخاء.

واضطرتهم ظروف النزاع للنزوح من مناطقهم، وانتهى بهم المطاف بعد رحلة نزوح معقّدة لاستئجار أو تملك منازل بحي جبل الفرس.

لكنّهم الآن-بحسب المرصد الأورومتوسطي- يواجهون مصيرًا مجهولًا بعد قرار ترحيلهم.

في حين أبلغ الناشط عبد الفتاح صالح من سكان مدينة كريتر فريق الأورومتوسطي أنّه “بعد استعادة المجلس الانتقالي السيطرة على أحياء مدينة كريتر”.

فإنه “تم إبلاغ مواطنين من حي جبل الفرس بإخلاء منازلهم ومغادرة محافظة عدن”.

وأكد أنه “تم هدم بعض البيوت الخشبية والبسيطة التي يقطنها بعض النازحين لبث الخوف في نفوس السكان”.

وأضاف أنّ “بعض النازحين الذين هدمت قوات المجلس الانتقالي بيوتهم البسيطة يسكنون الشوارع الآن”.

فيما اضطر عدد آخر لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق مجاورة خوفًا من التهديدات التي تلقّوها بحال لم ينفذوا أمر الإخلاء.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى أن مليشيا الإمارات تنفذ منذ يوم السبت الماضي عمليات مداهمة واعتقال في أحياء مدينة كريتر.

وأوضح أن هذه المليشيا تقوم بذلك عقب إخماد تمرّد مسلّح بقيادة إمام النوبي وهو قيادي سابق بالمجلس المدعوم من الإمارات.

وأسفرت الاشتباكات التي اندلعت ب2 أكتوبر/تشرين الأول واستمرت ليوم واحد على الأقل لمقتل 6 أشخاص بينهم طفل، بحسب تقارير محلية.

ووفق متابعة الأورومتوسطي، فينتهج المجلس الانتقالي الجنوبي سياسة التهجير في بعض المناطق التي تسيطر عليها.

وذلك بما يخدم أهدافه غير المُعلنة، في إشارة إلى خطط دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأكد أنه سُجّلت عمليات تهجير قسري في عدد من المناطق جنوبي البلاد.

وكان أبرزها تهجير عشرات اليمنيين من جزيرة سُقطرى العام الماضي.

وشدد الأورومتوسطي على أن هذه “ممارسة تمييزية قد يكون الهدف منها فرض وقائع ديموغرافية معيّنة على الأرض”.

ونوه إلى أن مناطق جنوبي اليمن تشهد منذ أسابيع تظاهرات شعبية للاحتجاج على الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.

وتطالب التظاهرات بتحسين الواقع المعيشي للسكان.

لكنّ المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية تعاملا بعنف مفرط مع الاحتجاجات في مناطق سيطرتهما، بحسب الأورومتوسطي.

وشمل ذلك استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي ما أدّى إلى مقتل وجرح عدد منهم.

في حين، قال مدير العمليات بالمرصد الأورومتوسطي أنس جرجاوي إنّ تهجير السكان المحليين والنازحين بعدن ممارسة خطيرة.

وأكد أنها قد تصل إلى حد جريمة حرب، وهو فعل محظور بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان.

وأضاف أن “استهداف النازحين بالتهجير يؤدي إلى مفاقمة معاناتهم وتعميق أزمتهم الإنسانية”.

وأردف جرجاوي “يعاني أغلب من أُمروا بإخلاء منازلهم من الفقر والضعف الشديدين”.

لكنّهم أصبحوا الآن أمام تحدّ جديد يتمثّل في إيجاد أماكن إيواء أو مساكن للعيش بعد تهجيرهم من منازلهم، بحسب جرجاوي.

وأكّد الأورومتوسطي أنّ ممارسات التهجير القسري التي تمارسها مليشيا الإمارات تدخل ضمن إطار الجرائم ضد الإنسانية.

وذلك بموجب القانون الدولي الإنساني، إذ ورد في نظام روما الأساسي لمحكمة الجنايات الدولية.

وأوضح أنه نص على أنّ “إبعاد السكان أو النقل القسري لهم، متى ارتكب في إطار هجوم واسع النطاق أو منهجي موجه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين يشكل جريمة ضد الإنسانية”.

كما أن المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، حظرت النقل القسري الجماعي أو الفردي للأشخاص.

أو نفيهم من مناطق سكنهم إلى أراض أخرى.

لذلك دعا الأورومتوسطي المجلس الانتقالي الجنوبي إلى وقف عمليات التهجير القسري فورًا.

أيضا دعا مليشيا الإمارات لاحترام الحماية المفترضة للمدنيين في قواعد القانون الدولي الإنساني.

كما شدد على ضرورة إنهاء كافة الممارسات التي قد تساهم في تعقيد الموقف الإنساني في المناطق التي يسيطر عليها.

وطالب المرصد الأورومتوسطي الأمم المتحدة بالضغط على الأطراف والدول ذات النفوذ لدى المجلس الانتقالي.

وذلك لرفع الغطاء السياسي عن ممارساته التعسفية، والدفع باتجاه إلزامه باحترام حقوق اليمنيين.

ودعا أيضا لمحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات المرّكبة التي تشهدها المناطق التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي جنوبي البلاد.

قد يعجبك ايضا

التعليقات مغلقة.