الأردن يستضيف اجتماعا رفيع المستوى بشأن التعاون الأمني في سوريا

أدان اجتماع إقليمي رفيع المستوى عقد في الأردن “الجماعات التي تستهدف أمن سوريا”، وسط أسوأ معارك تشهدها البلاد منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول، ومخاوف من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال بيان للدول الخمس في ختام الاجتماع الذي استمر يوما واحدا، والذي ضم وزراء خارجيتها ودفاعها ورؤساء استخباراتها، إن “المشاركين أكدوا… إدانتهم لكل المحاولات والمجموعات التي تستهدف أمن السيادة والسلام في سورية الشقيقة”.

وجاء في البيان أن الحفاظ على أمن وسيادة سوريا أمر “أساسي” بالنسبة للمنطقة بأسرها.

وجاءت المحادثات بعد مقتل أكثر من 1300 شخص، بينهم 830 مواطنا، معظمهم من العلويين، في اشتباكات بين قوات الأمن السورية وقوات مرتبطة بالرئيس المخلوع بشار الأسد، وسط موجة من عمليات القتل الانتقامية ذات الدوافع الطائفية في مختلف أنحاء المنطقة الساحلية.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الذي لم يتحدث عن استمرار العنف الطائفي، إن السلطات الجديدة اعتمدت نهجا تصالحيا تجاه الموالين للنظام السابق، وعفت عن بعضهم.

وأضاف الشيباني “نحن نعلم من ارتكب جرائم القتل في سوريا: إنه نظام الأسد السابق. ولن نسمح لبقايا نظام الأسد بزعزعة استقرار سوريا. وسوف يحاسب كل من ساهم في العنف”.

بدوره قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن الدول الخمس ستعمل بشكل مشترك “لتحقيق الاستقرار في سوريا الذي يؤثر على المنطقة”.

وقال حسين “لقد جئنا إلى هذا الاجتماع للتخطيط لكيفية مكافحة داعش، الذي يعيد تجميع قواته في سوريا”. وأضاف أن الدول الخمس ستنشئ غرفة عمليات “للمساعدة في تبادل المعلومات والتخطيط للعمل ضد داعش”.

وقال البيان إن الدول الخمس ستعمل على إيجاد سبل للتعامل مع آلاف السجناء المشتبه في صلتهم بتنظيم داعش المحتجزين لدى ميليشيا كردية مدعومة من الولايات المتحدة في شرق سوريا. ومعظم السجناء من الجنسية العربية.

كما أدانوا التوغلات الإسرائيلية في سوريا، والتي زادت منذ الإطاحة بالنظام السابق، ووصفوها بأنها “انتهاك صارخ” للقانون الدولي.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن اللقاء ناقش “مكافحة الإرهاب والمخدرات وتهريب الأسلحة”.

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن التحريض الهادف إلى إثارة التوتر الطائفي في سوريا يجب أن يتوقف، ولم يوجه اللوم لأي طرف.
كما ناقش الاجتماع دعم إعادة إعمار سوريا بما يضمن العودة الطوعية للاجئين.

وقال مسؤولون أردنيون إنهم مستعدون لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار ووعدوا بمساعدتها في تخفيف النقص الحاد في الطاقة من خلال تزويدها بالكهرباء والغاز.

وفي الشهر الماضي، اتفق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع على العمل معا لتأمين حدودهما المشتركة ضد تهريب الأسلحة والاتجار بالمخدرات.

وقال الزعيمان إن التنسيق أمر بالغ الأهمية لأمن الحدود والحد من تهريب الأسلحة والمخدرات، وهي الظاهرة التي واجهت الأردن صعوبة في احتوائها على طول حدودها خلال حكم الأسد.

وفي ديسمبر/كانون الأول، استضافت الأردن أول مؤتمر دولي بشأن سوريا بعد أسبوع من الهجوم الذي أجبر الأسد على الفرار من البلاد. ويقول المسؤولون في عمان إنهم يريدون رؤية انتقال سياسي سلمي في سوريا، خوفا من عودة الفوضى وعدم الاستقرار على طول حدودها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.