نفذ الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل حوالي 250 مقاتلاً من حزب الله.
تأتي هذه العملية في سياق تصاعد التوترات المستمرة بين الطرفين في المنطقة الحدودية، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تزايدًا في الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حزب الله.
إن التوترات بين إسرائيل وحزب الله ليست وليدة اليوم؛ بل تعود لعقود من الصراع المستمر، الذي يتمحور حول الحدود اللبنانية الإسرائيلية والسيطرة على المناطق الجنوبية، ورغم الهدوء النسبي الذي ساد السنوات الأخيرة، إلا أن المنطقة شهدت تصعيدًا جديدًا مع تزايد الهجمات الصاروخية المتبادلة بين الطرفين.
العملية الأخيرة تأتي كرد على سلسلة من الهجمات الصاروخية التي أطلقتها قوات حزب الله باتجاه الأراضي المحتلة، حيث تهدف إسرائيل من خلال هذه العملية إلى توجيه ضربة قاسية للبنية التحتية العسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، وتوجيه رسالة قوية بأن أي تصعيد عسكري من الحزب سيقابل برد فوري.
ومن الواضح أن العملية العسكرية الإسرائيلية لم تكن فقط رداً على الهجمات الصاروخية، بل كانت تهدف أيضًا لتحقيق عدة أهداف استراتيجية تتمثل بالرد على الهجمات الصاروخية المتكررة من حزب الله على المناطق الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي أدت إلى تزايد الضغوط على الجيش الإسرائيلي للرد، وبناءً عليه، جاءت العملية البرية كوسيلة لوقف تلك الهجمات وضمان أمن الحدود.
أيضا العمل على تدمير البنية التحتية لحزب الله من مخازن ومنشآت التي يستخدمها حزب الله في جنوب لبنان لتخزين الأسلحة وتدريب المقاتلين، هذه البنية التحتية تُعتبر جزءًا أساسيًا من القوة العسكرية للحزب.
إضافة إلى إضعاف قدرات حزب الله عبر استهداف مقاتلي الحزب ومواقعه العسكرية، وتسعى إسرائيل إلى إضعاف قدرة الحزب على شن هجمات مستقبلية وتقليل نفوذه العسكري في المنطقة.
من جهة أخرى إن العملية البرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي جاءت بعد أيام من الاستعدادات والتنسيق الاستخباراتي حيث تمكنت اسرائيل ، باستخدام قوات مشاة ومدرعات، من التوغل في مناطق عدة جنوب لبنان، حيث دارت معارك عنيفة مع مقاتلي حزب الله.
مصادر عسكرية أكدت أن القوات الإسرائيلية استهدفت تجمعات لمقاتلي الحزب، مما أدى إلى مقتل نحو 250 مقاتلاً، إضافة إلى ذلك، تم تدمير عدد من المواقع الحيوية لحزب الله، بما في ذلك مخازن للأسلحة ومراكز قيادة، ما يعكس حجم العملية وتعقيدها.
على المستوى المحلي، تسببت العملية في موجة من الغضب الشعبي داخل لبنان، خاصة في المناطق الجنوبية التي شهدت الاشتباكات، فهناك دعوات متزايدة من القوى السياسية اللبنانية لوقف التصعيد والدعوة إلى التهدئة، وسط مخاوف من انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة قد تمتد لأيام أو أسابيع.
دوليًا، قوبلت العملية الإسرائيلية بإدانات من بعض الأطراف، حيث دعت منظمات حقوقية ودول إلى ضبط النفس ووقف التصعيد العسكري. كما صدرت دعوات من الأمم المتحدة وبعض القوى الدولية لوقف الأعمال العدائية والعودة إلى طاولة المفاوضات لحل النزاع.
من المتوقع أن يكون لهذه العملية تأثيرات كبيرة على المنطقة، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية، فمن الناحية، العملية ستزيد من التوترات بين إسرائيل وحزب الله، ما قد يؤدي إلى تصعيد أوسع في القتال في حال استمرار الاشتباكات.
وعلى الرغم من تحقيق الجيش الإسرائيلي لإنجازات ميدانية كبيرة من خلال هذه العملية، فإن الأمور قد تتجه نحو تصعيد أكبر، حيث أن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، ومن المتوقع أن يحاول الرد على الهجمات الإسرائيلية عبر إطلاق المزيد من الصواريخ أو تنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
التوترات المستمرة قد تؤدي إلى تدخلات إقليمية ودولية أوسع، مع إمكانية أن تطال الأزمة مناطق أخرى في الشرق الأوسط، فعلى المستوى الداخلي في لبنان، قد تؤدي هذه العملية إلى زعزعة الاستقرار في البلاد، خصوصًا مع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية التي يعاني منها لبنان.
التصعيد العسكري في جنوب لبنان قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد المحلي، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة والتجارة، بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تصعيد قد يؤثر على الثقة الاقتصادية في لبنان بشكل عام، ما يزيد من تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد حاليًا.
وفي السياق فإن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان تعتبر واحدة من أكبر المواجهات بين إسرائيل وحزب الله منذ سنوات، وعلى الرغم من نجاح الجيش الإسرائيلي في قتل عدد كبير من مقاتلي الحزب، إلا أن العملية قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على المنطقة ككل. التصعيد المستمر بين الجانبين يهدد بجر المنطقة إلى دوامة جديدة من العنف، وسط دعوات دولية لتهدئة الأوضاع والعودة إلى الحوار.
الرابط المختصر https://gulfnews24.net/?p=68052