احتفالات في سوريا بعد سقوط الأسد على يد المعارضون وردود فعل عالمية متفاوتة

استولى المعارضون السوريون على العاصمة دمشق في الساعات الأولى من صباح الأحد، وأعلنوا أن الرئيس بشار الأسد فرّ إلى وجهة غير معروفة، لينهي بذلك أكثر من خمسة عقود من حكم النظام القمعي وادى ذلك الى ردود فعل عالمية متفاوتة.

ودخل المقاتلون المعارضون دمشق في حوالي الساعة الخامسة صباحًا بتوقيت سوريا، دون مقاومة تذكر، وتمكنوا بسرعة من السيطرة على المطار، ومبنى التلفزيون الحكومي، وعدد من المنشآت الحكومية الاستراتيجية الأخرى، وبحسب التقارير، فقد غادر الأسد البلاد على متن طائرة قبل وصول المتمردين إلى العاصمة، ولا تزال وجهته غير معروفة.

واحتفل السوريون في دمشق ومدن أخرى، بما في ذلك على الحدود مع لبنان، بينما قرر العديد من اللاجئين السوريين العودة إلى بلادهم، وجاءت هذه السيطرة المذهلة للمتمردين بعد أكثر من عقد من الحرب الدموية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 500,000 شخص وتهجير أكثر من 14 مليونًا من منازلهم.

ردود الفعل من مختلف الدول:

إسرائيل
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إن بلاده لا تتدخل في النزاع، لكنها “قلقة من الانتهاكات للاتفاقية الخاصة بالفصل بين القوات مع سوريا التي تم التوصل إليها في مايو 1974”.

وأوضح ساعر أنه “منذ يوم أمس، دخلت القوات المسلحة إلى المنطقة العازلة على الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل”، من جانبها، قالت القوات العسكرية الإسرائيلية إنها “نقلت قواتها إلى المنطقة العازلة في أماكن أخرى ضرورية للدفاع عن المجتمع في هضبة الجولان والمواطنين الإسرائيليين”.

الإمارات العربية المتحدة
قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، محمد بن زايد، إن “على الأطراف غير الحكومية ألا تستغل الفراغات السياسية”. وأضاف في تصريحات له خلال منتدى حوار المنامة في البحرين، أن الأحداث في سوريا “تشير بوضوح إلى الفشل السياسي والطبيعة المدمرة للصراع والفوضى”. وأعرب عن قلقه من الفوضى والتطرف، مؤكدًا أن “سلامة الأراضي السورية تظل مصدر قلق”.

تركيا
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن “الإدارة السورية القادمة يجب أن تكون شاملة”، وأكد على أنه لا ينبغي السماح للجماعات الإرهابية بالاستفادة من الوضع. وأضاف فيدان في منتدى الدوحة في قطر: “اليوم هناك أمل للشعب السوري بأن يشكل مستقبله بنفسه، ويجب أن يتم تأسيس إدارة سورية جديدة بشكل منظم وبمبدأ الشمولية”.

السعودية
قال مسؤول سعودي لوكالة “رويترز” إن المملكة على تواصل مع جميع الأطراف الإقليمية المعنية بشأن سوريا، وهي مصممة على بذل كل جهد ممكن لتجنب نتائج فوضوية في البلاد. وأضاف المسؤول أنه لا يعرف مكان بشار الأسد حاليًا.

لبنان
أعلن الجيش اللبناني عن تعزيز وجوده على الحدود مع سوريا، حيث قال في بيان إن “الوحدات المكلفة بمراقبة الحدود الشمالية والشرقية قد تم تعزيزها، بالتزامن مع تشديد الإجراءات الأمنية”.

روسيا
قال نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، كونستانتين كوساتشيوف، إن السوريين “سيضطرون إلى التعامل مع حرب أهلية شاملة بمفردهم”، مشيرًا إلى أن الحرب في أوكرانيا قد جعلت روسيا أقل قدرة على التدخل لإنقاذ الأسد.

الولايات المتحدة
قال البيت الأبيض إن “الرئيس بايدن وفريقه يراقبون عن كثب الأحداث الاستثنائية في سوريا ويتواصلون باستمرار مع الشركاء الإقليميين”. من جانبه، ذهب الرئيس المنتخب دونالد ترامب أبعد من ذلك، حيث تعهد بإبقاء أمريكا بعيدة عن النزاع، مؤكدًا على منصة “إكس” أنه “لا يجب أن يكون للولايات المتحدة أي علاقة بهذا الأمر. دعوا الأمور تحدث دون تدخل”.

الصين
دعت وزارة الخارجية الصينية إلى “عودة الاستقرار” في سوريا، وأصدرت بيانًا ركزت فيه على سلامة المواطنين الصينيين في سوريا، وأكدت أنها “تسعى لضمان سلامة المؤسسات والأفراد الصينيين”.

ألمانيا
وصفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الأخبار بأنها “تخفيف كبير” للسوريين، مؤكدة أن “البلاد يجب ألا تقع الآن في أيدي المتطرفين”.

المملكة المتحدة
قالت نائبة رئيس وزراء المملكة المتحدة، أنجيلا راينر، إن هذه التطورات “أخبار مرحب بها”، مشيرة إلى أن الأسد “لم يكن جيدًا للشعب السوري”، ودعت إلى “حل سياسي يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.