اتفاق أمريكي-صيني على تعليق الرسوم الجمركية: تأثيرات مباشرة على اقتصادات الخليج

واشنطن/بكين – أعلنت الولايات المتحدة والصين، يوم الإثنين، التوصل إلى اتفاق يقضي بتعليق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، في إطار محاولات تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. ويأتي الاتفاق بعد محادثات وصفت بالبناءة في جنيف، في خطوة تهدف لإتاحة المجال أمام التفاوض حول ملفات اقتصادية أوسع.

وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أشار إلى أن الاتفاق سيؤدي فعليًا إلى خفض الرسوم الجمركية بنسبة 115% على بعض السلع المتبادلة، دون الكشف عن تفاصيل دقيقة حول المنتجات المعنية أو الجدول الزمني للخطوات التالية.

انعكاسات على اقتصادات الخليج: النفط وسلاسل التوريد

رغم أن الاتفاق يبدو ثنائيًا في ظاهره، فإن انعكاساته ستمتد إلى اقتصادات الخليج التي ترتبط بشكل وثيق بالتوازنات التجارية العالمية. فاستقرار العلاقات بين واشنطن وبكين يعني تهدئة أحد أبرز عوامل الاضطراب في أسواق الطاقة والسلع، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على أسعار النفط، التي تعتمد بشكل أساسي على مؤشرات الطلب الصيني والسياسات الأمريكية.

النفط والغاز: تخفيف التوتر التجاري يفتح المجال أمام تعافي الطلب الصيني على الطاقة، وهو ما يصب في مصلحة دول الخليج المصدرة للنفط والغاز. إذ يشير مراقبون إلى أن أي انتعاش في الاقتصاد الصيني بعد خفض الرسوم سيعزز واردات الطاقة، بما ينعكس إيجابًا على موازنات دول مثل السعودية والإمارات وقطر.

سلاسل التوريد الخليجية: دول الخليج، الساعية إلى ترسيخ مكانتها كمراكز لوجستية وتجارية عالمية (كمشروع دبي للممرات التجارية العالمية، وميناء الملك عبد الله في السعودية)، ستستفيد من تراجع العوائق التجارية بين القوتين العظميين. إذ من المتوقع أن يشجع الاتفاق على زيادة حركة البضائع والاستثمارات عبر موانئ المنطقة.

تحولات في الاستثمارات والتكنولوجيا

إضافة إلى الأثر المباشر على التجارة والطاقة، قد يحمل الاتفاق فرصًا إضافية لدول الخليج في مجالي الاستثمار والتكنولوجيا. فمع تخفيف الضغوط المتبادلة، من المرجح أن تبحث الشركات الأمريكية والصينية عن بيئات استثمارية محايدة وآمنة لتوسيع أعمالها، وهو ما يجعل من المراكز المالية الخليجية (مثل الرياض ودبي) وجهات جاذبة.

نافذة مؤقتة.. لكنها حاسمة

رغم أن الاتفاق يمتد فقط لـ90 يومًا، إلا أنه يوفر فرصة حيوية للأسواق الناشئة، ومنها الخليجية، للاستفادة من استقرار مؤقت في الاقتصاد العالمي. غير أن استمرار هذه الفوائد مرتبط بمدى قدرة واشنطن وبكين على التوصل إلى اتفاق طويل الأمد ينزع فتيل الحرب التجارية بالكامل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.